جنيف - رويترز : تبددت خلال الاسبوع الجاري آمال ظلت تراود العلماء في ان رصد جسيم بوزون هيجز - الذي نشأ عنه الكون في اعقاب الانفجار العظيم - في الصيف الماضي سيفتح المجال عما قريب أمام ارتياد عوالم اخرى في مجال الفيزياء.
وقال علماء في الفيزياء يتابعون مؤتمرا علميا يعقد في منطقة على جبال الألب في ايطاليا إن اوراقا بحثية طرحت على المؤتمر طيلة خمسة ايام اشارت الى جسيم بوزون باعتباره مجرد الحلقة المفقودة في جهود علمية لفك طلاسم الكون تبذل على مدار 30 عاما.
وقالت عالمة الفيزياء بولين جانيون التي تعمل في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) قرب جنيف والتي يوجد بها مصادم الهدرونات الكبير الذي كشف النقاب عن بوزون هيجز "تتضاءل امامنا الفرص أكثر وأكثر بأننا في سبيلنا لرصد شيء آخر مثير عما قريب."
وهذا الاكتشاف الذي تداوله العلماء بعد تحليل كم هائل من البيانات في مصادم الهدرونات خلال السنوات الثلاث المنصرمة يبدد اي فرصة قبل عام 2015 بشأن تقديم تفسيرات مثيرة وجديدة عن موضوعات مثل المادة المعتمة او نظرية التناظر الفائق.
والمادة المعتمة في علم الفيزياء الفلكية تعبير أطلق عن مادة افتراضية لا يمكن قياسها إلا من خلال تأثيرات الجاذبية الخاصة بها والتي بدونها لا تستقيم حسابيا العديد من نماذج تفسير الانفجار العظيم وحركة المجرات.
ويرجح ان المادة المعتمة تشكل حوالي 25 في المئة من مادة الكون الكلية فيما تمثل الطاقة المعتمة - التي يعتقد أنها مسؤولة عن اتساع الكون واستمرار حركته - حوالي 70 في المئة من كتلة الكون.
اما نظرية التناظر الفائق فقد تنبأت بأنه مقابل كل جسيم معروف يوجد جسيم آخر غير مرئي أكبر منه يسمى الشريك الفائق وهو في صورة مادة خفية.
وتتضمن اضخم تجربة علمية في العالم في سيرن في احداث تصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين في مسار بيضاوي داخل نفق طول محيطه 27 كيلومترا في مصادم الهدرونات الكبير وبكم طاقة هائل لمحاكاة الظروف التي اعقبت الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون منذ 13.7 مليار عام.
ويركز العلماء في تجاربهم المستفيضة هذه على التعرف على كيفية نشوء المادة وما يعرف بضديد المادة وما اذا كان هناك وجود لما يعرف باسم بوزون هيجز وهو جسيم افتراضي قال عالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيجز قبل ثلاثة عقود من الزمن انه يساعد على التحام المكونات الاولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها.
وكان بعض العلماء يتعشمون في ان يمثل اكتشاف بوزون هيجز فتحا في علم "الفيزياء الجديدة" في ظل اعتقاد بانه اسهم في تكون النجوم والكواكب والمجرات من مخلفات المواد المنشطرة من الانفجارات ومن ثم نشأة الحياة على كوكب الارض وربما في عوالم اخرى مجهولة.
____
بوزون هيغز
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة -
بوزون هيغز (بالإنجليزية: Higgs boson) . جسيم أولي يُظن أنه المسؤول عن اكتساب المادة لكتلتها. وقد تم رصد إشارات لجسيم هيجز عملياً في عام 2011 في مايعرف بـ
مصادم الهادرونات الكبير، وأعلن مختبر سرن في 4 يوليو 2012 أنه متأكد بنسبة 99.999% من وجود بوزون هيغز فعلياً. وكان قد تنبأ الفيزيائي الإسكتلندي "
بيتر هيغز" عام 1964 بوجوده في إطار النموذج
الفيزيائي القياسي الذي يفترض أن القوى الأساسية قد انفصلت عند
الانفجار العظيم ، وكانت قوة الجاذبية هي أول ما انفصل ثم تبعتها بقية القوى. ويُعتقد طبقا لهذه النظرية أن البوزون - وهو جسيم أولي افتراضي ثقيل ، تبلغ كتلته نحو 200 مرة كتلة البروتون - هو المسؤول عن طريق ما ينتجه من مجال هيجز عن حصول الجسيمات الأولية كتلتها ، مثل الإلكترون والبروتون والنيوترون وغيرها . وتمكن العلماء من رصده عمليا بنسبة 99.999% بواسطة مصادم الهادرونات الكبير (LHC) الموجود في مختبر سرن حيث تصل فيه سرعة البروتونات إلى سرعة الضوء تقريبا. والأعظم من ذلك أنه في معجل الهادرونات الكبير يصوب شعاعي بروتونات كل منهما بسرعة مقاربة لسرعة الضوء ضد بعضهما رأسيا، ثم دراسة نتائج هذا الاصطدام الذي يماثل ظروف الانفجار العظيم على مستوى مصغر. ولتمثيل ظروف اللحظة الزمنية 10−35 من الثانية الأولى بعد الانفجار العظيم، والتي يُعتقد أن بوزونات هيجز تكونت عندها, يتطلب تخليقها ظروفا قد تصل إلى 5000 مليار إلكترون فولت. تم تأكيد وجود جسيم هيغز من قبل سرن يوم الاربعاء في 4 يوليو 2012.
مواقع النشر