بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الدين المدفوع
قصة قصيرة
دهاليز ضيقة مظلمة تشكل دروب الملاح...
روائح طبخ ضحاياه بين عدس وحنطة وشعير...
تصارعها احيانا رائحة قنوات التصريفالصحي...
بين الفينة والأخرى يتعالى صراخ صبية يلعبون في طمأنينة وحبور
مكسرين هدوء الفضاء المحيط لبيوتات المدينة القديمة...
في ركن ما من الملاح تسود جلبة غير عادية شبه طابور من الزبناء
ينتظرون فرصتهم في إقتناص المتعة...
آخرون قضوا وطرهم يغادرون المكان مطأطئين رؤوسهم وإبتسامة
محتشمة مرتسمة على محيا بعضهم تفضح ما قدموا على فعله لا شك في
أنها تجربتهم الأولى على ما يبدو...
كثيراً ما راودته فكرة الذهاب إلى هناك إذ أنه لغير ما مرة كان يسمع عن
مغامرات أصدقائه مع بائعات الهوى...
كانت حكاياتهم تلك كافية لتهييج أوصال مراهق مثله وإطلاق العنان
لخياله الفتي كي يستعرض هو الآخر صوراً لفحولته...
في خيالاته تدور الأفكار التالية :
-(لم يعد هناك من يؤمن بالحب العذري في هذا الزمن غيرك أيتها الحبيبة العفيفة إن العفة في
الحب انتهت بانتهاء عصر قيس وليلى)
-(لا تبق مغفلا إن الفتاة العفيفة لا وجود لها إلا في الأحلام إذا كان الواحد
منا قد ضاجع عشرة فتيات على الأقل ، فهل ستبقى هناك فتاة ملاك ؟)
-( كلهن كذلك إلا حنان فأنا أعرفها جيداً)...
يتذكر حواره مع صديقه لكن ذلك لا يزيده إلا تعنثاً وأمتعاظا...
(حنان مثال الصديقة الوفية التي لم يعد لها نظير وإن اللوم كل اللوم عليه
هو الذي يفكر في خيانتها...)
( مسكين تخاف من خيانتها ؟
وهل هي زوجتك ؟
ما أدراك أنها لا تخونك ؟
حتى المومسات أنفسهن يؤكدن على أن الإخلاص لم يعد بين الزوجين
فبالأحرى ألا يتعدى الأمر مجرد صداقة...
لا تكن مغفلا يا صديقي...)
( لست مغفلا وإذا كنت تريدني أن أرافقك إلى هناك فقد أفعل ذلك من أجل
التجربة فقط و لن أكررها مرة آخرى...
بعد تردد طويل يأتي يوم الشروع في المغامرة فتيات في عنفوان الشباب
يعرضن مفاتن أجسادهن بملابس مثيرة ومساحيق الزينة بادية على
وجوههن بشكل مفرط نساء في أعمار متقدمة منهن من تكتفي بدور
الوساطة عزاؤها في ذلك أن الدال على "الخير" كفاعله أو لإعتقادها
بأنها المهنة التي تسبق التوبة ومنهن من لا تملك غير الإيمان بأن
الأذواق تختلف ما دامت الطيور على أشكالها تقع ومنهن من تراهن على
أن وسيلة جلب المال مقابل المتعة هي وجه الشبه بين جميع الفئات
والألوان والأشكالوعدا هذا هراء...
تغمزه إحداهن ملوّحة إليه بالدخول بعد أن رأت ما عليه من حيرة وتردد
يتقدم بخطوات مضطربة ثملة وما إن تطأ قدماه عتبة الدار حتى تبسط
المرأة إليه يدها طالبة منه مقابل ترحابها به...
يرمي إليها ببضعة ريالات تفحصها في عجلة ثم تنظر إليه متسائلة
( أبهذه الريالات سنسدد مطلبات فحش المعيشة والكراء؟
أم سندفع إتاوة "غض الطرف" مقابل عملنا؟)
رمقها بنظرة خجولة لا تخلو من استعطاف ثم همهم بكلمات متقطعة غير
مسموعة قصد احتواء الموقف لم تشفع له في ذلك سوى عبارة الختام :
( في المرة المقبلة سأرضيك)...
ثم تجاوزها بعدما أشارت إليه بدخول أحد الحجرات...
هم بالولوج سرت في جسمه قشعريرة سرعان ما تبددت أمام هول ما
رأى....!!!!!
وقف مشدوها بعدما تمثلت عيناه صورة فتاة مألوفة لديه لم يشك في ذلك
رغم فتور إضاءة الغرفة...
تسمر مكانه بينما هبت هي الأخرى كالمصعوقة وطفقت تستر ما بدا من
جسدها بملابس مبعثرة جنب السرير...
شرع في استعادة أنفاسه ليجمع أشلاه كلمة تحاول الانفلات من ثغره
رغما عنه وليتمكن أخيراً من تمتمتها في همس يقارب الهذيان :
" أخ خ خ خــ ....... ــتــييييييييي !! .. "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مواقع النشر