هادي طرفي : ذكرت مصادر رسمية في إيران أن رجال الأمن اقتحموا مبنى صحيفة إيران الحكومية لاعتقال علي أكبر جوانفكر المستشار الإعلامي لأحمدي نجاد ومدير عام وكالة الأنباء الرسمية لكنهم اصطدموا بمقاومة من قِبل موظفي الصحيفة ولم يتمكنوا من نقله إلى السجن. وأفادت المعلومات الأولية أن منتسبي الأمن وضعوا قيودا على يدي مستشار أحمدي نجاد، ونقلوه إلى السجن لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية التي لم تذكر شيئا فور وقوع هذا التطور نفت فيما بعد خبر اعتقاله وذكرت بأنه لا يزال في مبنى المؤسسة.
436x328_40347_178401.jpg
كما أكد جوانفكر من جانبه في تصريح لوكالة "رويترز" أنه لم يُعتقل بعد. وتأتي هذه التطورات على خلفية نشر مقابلة له وجّه خلالها انتقادات لاذعة لمعارضي أحمدي نجاد في التيار المحافظ. وذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن عناصر الادعاء العام وضعوا قيودا على يديه واقتادوه الى السجن خلال حضوره في مبنى صحيفة إيران الحكومية.
وكان القضاء الإيراني قد أغلق صحيفة "اعتماد" كبرى الصحف الإصلاحية بعد نشرها مقابلة مطولة مع جوان فكر تطرق فيها الى أمور حساسة منها خلافات أحمدي نجاد مع مرشد الجمهورية ومدعي عام البلاد غلام حسين ايجئي ووزير الخارجية السابق منوجهر متكي.
وذكرت المصادر الإخبارية في إيران أن منتسبي الأمن اصطدموا بمقاومة جوان فكر وموظفي صحيفة إيران ما أدى الى إطلاق غاز مسيل للدموع لفض الاشتباك. وأطلق موظفو الصحيفة شعارات ضد منتسبي الأمن وطالبوهم باستدعاء جوان فكر أولا أو نقله الى السجن دون وضع القيود على يديه.
وقطع أحمدي نجاد اجتماعا حكوميا بعد هذه التطورات لبحث تداعيات المواجهة غير المسبوقة بين أقطاب التيار المحافظ. وكان القضاء الإيراني قد حكم على جوان فكر بالسجن سنة ومنعه من النشاط الإعلامي لثلاث سنوات بسبب نشر صور وصفت بالمناقضة للأخلاق العام في إحدى الملحقات العائدة الى صحيفة إيران الحكومية.
هجوم غيرمسبوق
وقال علي أكبر جوان فكر في تصريحاته المثيرة للجدل لصحيفة "اعتماد" إن معارضي أحمدي نجاد في التيار المحافظ يخشون من أحمدي نجاد الذي يملك الكثير من الوثائق ضدهم لفضحهم أمام الشعب. وأضاف أنه أجرى "أكثر المقابلات صراحة" مع صحيفة اعتماد لأنه فضل الابتعاد عن "المجاملات" طبقا لتعبيره.
وقال إن بعض منتسبي التيار الأصولي يطلقون على أنصار أحمدي نجاد وصف "التيار المنحرف" لأنهم لا يؤمنون بمبادئ الأصوليين. وأشار الى اعتقال عدد من المقربين لنجاد منهم أمين عام مجلس أتباع إيران في الخارج محمد شريف ملك زادة وتساءل: "لماذا قضى شريف زادة 60 يوما في الزنزانة الانفرادية؟ لماذا أطلقوا سراحه فيما بعد؟ إنه تعرض لضغوط جسمية كبيرة من المسؤول عن هذا الظلم؟.
وفي إشارته الى الاتهامات التي توجه الى أنصار أحمدي نجاد بشأن الفساد الاقتصادي قال "لو كانوا صادقين لقاموا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لتنظر في أموالنا وكيفية عيشنا وظروفنا المادية وترفع بعدها التقرير الى الشعب". واتهم مستشار أحمدي نجاد وزيرالخارجية السابق منوجهر متكي بالكذب بشأن ظروف إقالته من منصبه.
وأقال أحمدي نجاد متكي خلال زيارة خارجية وأعلنت الحكومة أنها قد أبلغت متكي موضوع إقالته قبل توجهه الى السفر لكنه نفى هذه التصريحات واعتبرها كاذبة. وقال جوان فكر "شهدت السياسة الخارجية للبلاد خلال توليه حقيبة الخارجية الكثير من الضعف ولجأ بعض الدبلوماسيين الى الخارج".
وفيما يتعلق بطلب محسني ايجئي المدعي العام في البلاد إجراء مناظرة مع أحمدي نجاد قال إن "الرئيس الإيراني لا يستطيع الإفصاح عن ما نسبته 60 الى 70 بالمائة من المعلومات الى الشعب لذلك لا تنطبق مساهمته في المناظرة مع المنطق". وأردف يقول: "عليهم قبول مسؤولية أخطائهم ويتجنبوا التصرف بشكل غير أخلاقي. على متكي وايجئي تبني الصمت لحفظ كرامتهم لأنه إذا كشفنا عن الستار سيعرف الجميع أخطاءهم".
وفي معرض رده على سؤال بشأن عدم احتجاجه على احتجاز الكثير من قادة التيار الإصلاحي في الزنزانات الانفرادية رد بقوله إن وزارة الأمن والقضاء لم تخضع لأحمدي نجاد. وتساءل: "هل كانت حقيبة الأمن بيدنا؟ إذا كان جهاز الأمن بيدنا لما قبل أحمدي نجاد استقالة مصلحي؟ أي جزء من وزارة الأمن يخضع لأحمدي نجاد؟"
وكان خلاف نشب بين أحمدي نجاد ومرشد الجمهورية الإيرانية بعد إقالة حيدر مصلحي من وزارة الأمن حيث عارض خامنئي الإقالة بشدة وأرغم الرئيس الإيراني على إعادته الى منصبه. ومكث أحمدي نجاد في بيته 11 يوما بعد هذا الخلاف ولم يمارس مهامه في مكتبه لكنه عاد بعدها والتزم الصمت "حفاظا على مصالح النظام".
وقال جوان فكر "خلال تقديم استقالة مصلحي اتصل بنا أحد وقال إن مرشد الجمهورية الإيرانية يأمر بإلغاء خبر استقالته من شريط وكالة الأنباء الإيرانية الإخباري". وأوضح "عندما سألتهم من أنتم؟ ردوا علي بأن سيدنا "مرشد الجمهورية" يدعم هذا التوجه. لكني قلت إن مواقف المرشد تنشر عبر العلاقات العامة لمكتبه. ثم رفضت تلبية مطالبهم وهددوا بجري الى القضاء ثم واصلوا ضغوطهم ضدي".
مواقع النشر