منار صالح - محيط : اهتمت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأربعاء بأحداث اقتحام السفارة البريطانية في طهران وثورة عام 1979،كما أِشارت إلى تبرع سف الإسلام لكلية الاقتصاد فى لندن ونددت بنظام الأسد وإراقة الدماء فى سوريا.
أزمة بين طهران ولندن
أكدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن التوترات المتزايدة بين لندن وطهران تحولت بهذا الحادث إلى أزمة بكامل أبعادها، مع اقتحام نحو خمسين شخصا، معظمهم من الطلاب، مقر السفارة البريطانية فى طهران .
وكان مئات من الطلبة الإيرانيين تظاهروا للمطالبة بقطع العلاقات مع بريطانيا احتجاجا على العقوبات البريطانية الأخيرة، واقتحموا مقر السفارة في طهران، وأنزلوا العلم البريطاني وأحرقوه ورفعوا العلم الإيراني مكانه، وحطموا النوافذ واستولوا على وثائق من مكاتب السفارة وأحرقوا بعضها، وهرب موظفو السفارة من بابها الخلفي.
وحمل المتظاهرون صورا للعالم النووي الإيراني ماجد شهرياري بمناسبة مرور عام على اغتياله، ورددوا شعارات مناوئة لبريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل مثل "الإرهاب الثلاثي أميركا وإسرائيل وبريطانيا" و"الموت لأميركا" و"الموت لبريطانيا" و"الموت لإسرائيل" و"الطلبة يقظون ويكرهون بريطانيا".
ونقلت الصحيفة عن وكالة فارس شبه الرسمية إن الشرطة الإيرانية اشتبكت مع المحتجين عند السفارة البريطانية، وأطلقت الغاز المدمِع لتفريقهم، وجرح العديد من الأشخاص من الجانبين.
واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين، وبالرغم من جهودها لتفريقهم فإنهم اشترطوا الإفراج عن جميع زملائهم.
وأطلق المتظاهرون على العمل الذي يقومون به اسم "احتلوا السفارة"، وشددوا على أنهم يتصرفون من تلقاء أنفسهم وليس بأمر من الحكومة، وسيستمرون في اعتصامهم، وأوضحوا -في بيان نشرته وكالة فارس- أن احتلال السفارة البريطانية يقوم به طلاب ثوريون ولم يأمر به أي جهاز أو مؤسسة.
وتقول الصحيفة أن وزير الخارجية البريطانية " وليام هيج" اعتبر الحادث "مشينا"، عندما سرق المحتجون المتطرفون وثائق سرية من السفارة.
كما حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إيران من "عواقب شديدة" عقب الحادث ووصف كاميرون الهجوم على السفارة بأنه "فظيع ولا يمكن تبريره"، كما أدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهجوم ، وعبرت وزارة الخارجية الإيرانية عن "أسفها" للحادث.
وقال كاميرون أن عجز الحكومة الإيرانية عن الدفاع عن موظفي السفارة البريطانية أمر "مشين ومخجل".
من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه شعر "بقلق عميق" جراء الحادث، وأن "هذا السلوك غير مقبول".
كما أدانت فرنسا والمانيا الحادث الذى هتف فيه المتظاهرون "الموت لانجلترا" و"علينا الاستيلاء على السفارة"
كما ذكرت الصحيفة أن مجلس الشورى الإيراني قد صوت الأحد بأغلبية كبيرة لصالح قرار يدعو إلى خفض مستوى العلاقات بين البلدين، ويتضمن قرار تخفيض العلاقات طرد السفير البريطاني في طهران،كماهددت طهران دولا أخرى تسير على نهج بريطانيا بالقيام نحوها بإجراءات مماثلة وذلك بعد أن فرضت وزارة المالية البريطانية عقوبات على المصارف الإيرانية قبل ذلك بأسبوع لاتهام تلك المصارف في تمويل البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول طهران إنه سلمي.
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية فقد أبرزت الحادث في صفحتها الأولى تحت عنوان: كاميرون يهدد إيران "بعواقب شديدة" عقب الهجوم على السفارة.
كتبمراسلالصحيفة وكتب في الشرق الأوسط ايان بلاك مقالا تحت عنوان "الهجوم على السفارة البريطاني يأتي عقب تاريخ من الدم المراق والاحتجاجات"، ويقول بلاك أن العلاقات البريطانية الإيرانية متدهورة منذ ثورة عام 1979، وأن ريبة النظام الإيراني من بريطانيا لا تتجاوزها إلا الريبة من الولايات المتحدة.
ويضيف أن السفارة البريطانية في طهران كانت في الماضي، وعلى الدوام، مسرحا لأحداث درامية ميزت العلاقات المتوترة بين البلدين، والحادث الأخير وحرق العلم البريطاني لم يخرج عن هذا السياق.
ويرى الكاتب أن الحادث ما هو إلا تتابع لنمط قديم متمثل باحتجاج غير دبلوماسي في لحظة توتر، يلحقه فترة طويلة من الجفاء المشترك.
علاقة البروفيسور بابن القذافي
تناولت صحيفة "الاندبندنت"الشأن الليبي ،حيث تناولت علاقة سيف الإسلام القذافي بأستاذ العلوم السياسية في كلية لندن للاقتصاد البروفيسور ديفيد هلد الذى تحدث عن علاقته بابن القذافي، وجاء التقرير تحت عنوان: أنا والقذافي، البروفيسور.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور سبب قبول كلية لندن للاقتصاد المال من نجل الطاغية الليبي.
وتقول الصحيفة أن البروفيسور هلد، الذي سهل حصول الكلية على تبرع من سيف الإسلام بمبلغ 1,5 مليون جنيه استرليني، يواجه انتقادات مع إدارة الكلية عندما يكشف تحقيق طال انتظاره ملابسات علاقات الكلية بنظام حكم القذافي.
وقال البروفيسور، المستقيل من عمله في الكلية، أنه كان يدرك أن تبرع سيف الإسلام سيكون أمرا مثيرا للجدل والخلاف، وأنه لو قدر لما قام بما قام به.
لكنه، كما تقول الصحيفة، تحدث أيضا بصراحه عن تلميذه السابق بالقول أنه كان شابا حاول معرفة العالم، واجتهد في إدراك أمور كانت بالنسبة له عصية على الإدراك.
ويضيف الأكاديمي البريطاني أن سيف الإسلام كان يرى أن أبيه بدأ يشيخ ويهرم، وأنه عندما يتسلم الحكم سيشرع في التغيير وتحويل ليبيا تدريجيا إلى بلد عصري.
ضغوط تركية
أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تناولت الوضع في سوريا ومواصلة المسئولين الأتراك الضغط على سوريا وقولهم أنهم سوف ينظرون في عبور قواتهم الحدود لفرض منطقة آمنة إذا فشلت حكومة الرئيس السورى بشار الأسد فى وقف القتل الممنهج للمدنيين المطالبين بالتغيير الديمقراطى.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو بالأمس الذى قال فيه إن الحكومة التركية تأمل ألا يحدث تدخل عسكرى غير ضرورى فى سوريا وأن تستجيب سوريا للعقوبات المفروضة من قبل جامعة الدول العربية لكنها قالت إن الحكومة السورية لم تظهر رغبة فى الالتزام بمطالب جيرانها واصفة خطوة الجامعة " بالحرب الاقتصادية" .
وأبرزت الصحيفة قول أوغلو أن تركيا تزال جاهزة ومستعدة لكل السيناريوهات المحتملة ومن ضمنها إقامة منطقة عازلة مشيرا إلى أنه سيتم فرضها بالتعاون مع المجتمع الدولى لتوفير الحماية لجماعات كبيرة من السوريين من العنف على الحدود مع الأردن ولبنان والعراق وتركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة كانت واحدة من أقرب الحلفاء الاقليميين لسوريا وان رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان كان مقربا من الرئيس بشار الأسد لكن مع الأزمة السياسية التى تعصف بسوريا منذ عدة أشهر وقتل القوات الحكومية مالا يقل عن 3500 متظاهر حسب احصاءات الأمم المتحدة قطعت تركيا علاقاتها مطالبة الرئيس الأسد بالتنحى ومهددة بضغوط كبيرة مالم يتوقف القتل .
وأضافت إن حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مازال يرفض وبشدة التدخل العسكرى الدولى فى سوريا ومازال يحث على تسوية سياسية لانهاء النزاع هناك ولم يتخذ حتى الآن موقفا أكثر تشددا مشيرة إلى أن تركيا تستضيف المنشقين عن الجيش السورى الذين ينظمون تمردا عدوانيا ، وإن كان حتى الآن غير مؤثر، داخل سوريا كما أنها توفر ملاذا آمنا لأكثر من
مواقع النشر