باريس توجه رسائل إلى القذافي ولكنها لا تتفاوض معه بشكل مباشر
[align=justify]ردت الخارجية الفرنسية على التصريحات التي أدلى بها نجل القذافي سيف الإسلام حول المفاوضات التي تجريها بلاده مع حكومة نيكولا ساركوزي مؤكدة بأنها تقوم بتمرير "رسائل" إلى نظام الزعيم الليبي معمر القذافي "لكن ليس هناك مفاوضات مباشرة".
يعكف البرلمان الفرنسي غدا الثلاثاء على مناقشة الأزمة الليبية التي يبدو الخروج منها لغاية الآن شديد الغموض وذلك بعد مرور 4 أشهر على بدء الضربات الجوية لقوات الأطلسي. ويتوقع أن يقرر النواب في نهاية الجلسة مستقبل المشاركة العسكرية الفرنسية في عمليات قوات الحلفاء في ليبيا، وذلك عملا بالمادة 35 من الدستور الفرنسي التي تنص على ضرورة حصول الحكومة على موافقة المجلس لتمديد عملية عسكرية مر عليها أكثر من 4 أشهر. ومن المرجح أن لا يحمل تصويت النواب أي مفاجئة تذكر فإضافة إلى الحزب الحاكم، أعلن الحزب الاشتراكي المعارض موقفه بالتصويت لصالح تمديد عملية الجيش الفرنسي في ليبيا.
وكانت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية، فاليري بكراس قالت إن رئيس الحكومة، فرنسوا فيون أكد خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة أن الهدف من النقاش في البرلمان توجيه رسالة واضحة للقذافي عن عزيمة باريس في هذا ا لملف.
[read]تعديل الاستراتيجية[/read]
وتعقد جلسة البرلمان غدا في ظرف تبدو فيه باريس والتي كانت الطرف المبادر في العملية العسكرية الأطلسية ضد نظام معمر القذافي مستعدة لقبول التفاوض للوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية. وفي الواقع بدأت باريس تدعو إلى حوار بين الثوار الليبيين ونظام القذافي معتبرة أن هذا الحوار شرط لوقف العملية العسكرية لقوات الأطلسي.
وفي مقابلة تلفزيونية أكد وزير الدفاع الفرنسي جيرارد لونغه الأحد "أن الضربات الجوية ستتوقف حين يبدأ الحوار بين الليبيين وحين يعود عسكر الطرفين إلى ثكناتهم" وأضاف لونغه في مقابلته مع محطة "بي أف أم تي في" "لقد أوقفنا اليد التي ضربت والآن المطلوب الجلوس إلى طاولة المفاوضات". ولم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي بقاء معمر القذافي في طرابلس ولكن " في حجرة أخرى من قصره ومع لقب أخر، فالهدف هو تنحي العقيد القذافي عن السلطة".
من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس الأحد لإذاعة "فرانس أنفو" أن بدء المفاوضات لا يمكن أن يحصل إلا في ظل "وقف حقيقي لإطلاق النار تشرف عليه الأمم المتحدة".
ويبدو أن مفاوضات تجري بين طرابلس وباريس، هذا على الأقل ما أكده سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي لصحيفة الخبر الجزائرية الصادرة اليوم حين قال "إن المفاوضات الحقيقية لا تجري مع الثوار وإنما مع فرنسا ومع الرئيس ساركوزي شخصيا".
وأضاف نجل الزعيم الليبي في حديثه مع "الخبر"، " تلقينا من خلال آخر مبعوث التقى به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة واضحة من باريس، فقد تكلم الرئيس ساركوزي بكل صراحة وقال لمبعوثنا، نحن من صنع المجلس الانتقالي ولولا الدعم الفرنسي والأموال والأسلحة لما كان له وجود". وقد رد الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو عل حديث سيف الإسلام القذافي الاثنين بقوله "إن فرنسا تبعث برسائل إلى النظام الليبي ولكنه لا توجد مفاوضات مباشرة".
من جهته يدعو سيلفان أتال اختصاصي السياسة الدولية في فرانس 24 إلى الحذر والحيطة مع أقوال نجل العقيد الليبي ولكنه يضيف " إذ فهمنا بشكل جيد ما قاله وزيرا الخارجية والدفاع نشعر وكأننا أمام اعتراف بفشل ما".
[read]عزلة دولية[/read]
التطور في الموقف الفرنسي من الملف الليبي أثار ردة فعل أمريكية سريعة، وقد أكد بيان صادر عن الخارجية الأمريكية أن التسوية مع طرابلس غير واردة مضيفا "على الليبيين بأنفسهم أن يقرروا الطريقة التي سيحصل بها انتقال السلطة، ولكننا ما زلنا عند قناعتنا بضرورة رحيل القذافي عن السلطة".
ويرى سيلفان أتال "أن باريس التي تشعر بالعزلة تستخلص حاليا العبر كون الأهداف التي حددت في بداية العملية الليبية لم تتحقق، وتتقدم نحو مفاوضات وهي ليست في موقع القوة".
ويذكر أن العملية العسكرية في ليبيا كلفت الحكومة الفرنسية 160 مليون يورو لغاية اليوم حسب فاليري بكراس وزيرة الموازنة. وبالرغم من مرور 4 أشهر على بدء الضربات الجوية والقرار بالاستعانة بالمروحيات القتالية وتزويد الثوار جوا بالأسلحة ظل ميزان القوى بين النظام الليبي ومناهضيه على حاله.
وكان رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادوار غيو صرح أمام النواب في 29 يونيو/ حزيران "أن قوات القذافي قد أصابها الوهن وأن المجلس الانتقالي يحرز النقاط" ولهذا "على قوات التحالف مواصلة جهدها". ولكن الجنرال فنسان ديسبورت مدير المدرسة الحربية الفرنسية السابق لا يوافق على هذه النظرية ويرى أن الوقت قد حان " للتوصل إلى تسوية مع السلطات الليبية" ويضيف الجنرال المذكور الذي سبق وأن عوقب على موقفه النقدي من الإدارة الفرنسية لحرب أفغانستان " إن باريس لا تستطيع أن تنتظر إلى الأبد سقوط نظام معمر القذافي". [/align]
مواقع النشر