قال نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس إنه قد يزور سورية هذا الأسبوع لإبلاغ دمشق ببواعث قلق العرب تجاه العنف هناك بعد استخدام القوات والدبابات لسحق الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وقال العربي في مؤتمر صحافي في القاهرة إن الحكومة السورية أبلغته بأنها ترحب بزيارة الأمين العام في أي وقت وإن الزيارة قد تتم هذا الأسبوع، وأضاف العربي أنه لم يطلب ضمانات وأنه سيقوم بإبلاغ بواعث قلق العرب تجاه الأحداث في سورية ويستمع إلى رأي السلطات السورية.
وأفاد ناشطون أن قوات الأمن السورية والشبيحة اقتحموا بلدة أبطع في محافظة درعا الليلة الماضية وشنوا حملة دهم واعتقالات، في حين قال اتحاد تنسيقيات الثورة في سورية إن 12 شخصا قتلوا برصاص الأمن والشبيحة أمس، وخرجت مظاهرات ليلية في كل من كفر سوسة في دمشق وحرستا والكسوة والزبداني في ريف دمشق، وكذلك في دير بعلبة وبابا عمرو في مدينة حمص.
وأكد ناشطون ومنظمات حقوقية سورية أن قوات الأمن ومليشيات تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد قتلت السبت 11 مدنيا في اقتحامات ومطاردات جديدة شملت عدة محافظات، حيث خرج المتظاهرون مجددا بالآلاف هاتفين بإسقاط النظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية إن بعض الضحايا توفوا متأثرين بجراح أصيبوا بها مساء الجمعة وصباح السبت في عدد من المحافظات بينها حمص وإدلب وريف دمشق، وكان 23 سوريا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والشبيحة وفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية ومنظمات حقوقية محلية، فيما أطلق عليه "جمعة الموت ولا المذلة".
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن أربعة قتلوا وجرح عشرة عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في حي بابا عمرو في مدينة حمص، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن مقتل اثنين أثناء اقتحام قوات الأمن والشبيحة حييْ جورة الشياح ودير بعلبة في حمص أيضا، وأضاف المرصد أن أربعة توفوا في محافظتي حمص وريف دمشق، متأثرين بجراح أصيبوا بها البارحة، مشيرا إلى أن شخصا آخر توفي تحت التعذيب، وألقى الأمن بجثته أمام منزل ذويه في بلدة القصير في حمص، وهو ما دفع بالمئات إلى التظاهر، كما قتل ثلاثة مدنيين في عمليات اقتحام لبلدتيْ جيش ومعرة حرمة في محافظة إدلب.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العمليات الجارية في ريف إدلب التي دفعت آلاف السكان إلى النزوح - تستهدف مطلوبين من الناشطين، كما أنها تستهدف المدعي العام لحماة عدنان البكور الذي يرجح أنه يحاول دخول تركيا.
ولم تمنع حملات الدهم والاعتقال التي تخللها إطلاق نيران الرشاشات وفي بعض الأحيان القذائف- خروج مظاهرات كثيرة أمس، حيث بث ناشطون على الإنترنت تسجيلات مصورة لمظاهرات مسائية في حمص، وكانت سبقتها بقليل مظاهرة حاشدة شارك فيها 15 ألف شخص.
ونظمت قبل ذلك مظاهرة شارك فيها مئات من أطفال المدينة، وفي وقت سابق السبت، تظاهر ما لا يقل عن 1500 من سكان بلدة القصيرة في حمص بعد رمي الأمن جثمان المواطن الذي كان معتقلا، وتوفي على الأرجح تحت التعذيب. وفي المحافظة نفسها، تظاهر البارحة آلاف من سكان مدينة الرستن، كما أكد ناشطون خروج مظاهرة في حماة بعد الظهر، وكذلك في بلدات في ريف دمشق، وفي حي القدم في دمشق نفسها.
من جهة أخرى دانت مجموعة من علماء الدين في مدينة حلب بشدة ظاهرة الاعتداء من قبل الأمن والشبيحة في سورية على الحرمات والمقدسات والرموز الدينية.
وشدد العلماء على إدانة شتم الذات الإلهية، وإرغام الآخرين على التلفظ بالكفر، واستهداف رموز إسلامية كبيرة من أمثال الشيخ أسامة الرفاعي، وطالبوا بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وتوجهوا بالنداء إلى كل شخص يقوم بمثلها بضرورة التوقف عنها، باعتبارها من الكبائر المحرمة، ولا يجوز التذرع بالوطنية لارتكابها.
وحذر علماء حلب بشدة مما ستجر إليه هذه الاعتداءات من تطرف وردود أفعال ووقّع البيانَ أكثرُ من خمسين من كبار علماء حلب، بينهم الدكتور إبراهيم سلقيني, وحمزة شحرور, وأسامة صبّاغ, ومحمد نجيب عطار، وغيرهم.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن تسعة أشخاص قتلوا بينهم ضابط وخمسة ضباط صف في كمين مسلح صباح أمس في وسط سورية، ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري سوري قوله إن "مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس بنصب كمين على محور سلحب خطاب بالقرب من مدينة محردة جسر الساروت وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة صباحا على باص نقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين، ما أدى إلى استشهاد ضابط وخمسة صف ضباط وثلاثة موظفين مدنيين.
وأشار المصدر السوري إلى أن 17 شخصا أصيبوا بعضهم إصابته خطيرة ولاذ المجرمون بالفرار بعد أن أمطروا القافلة بوابل من الرصاص، وقال المصدر إن دورية أمنية لاحقت المجموعة المسلحة على طريق حماة الغاب حيث جرى اشتباك مسلح مع أربعة مسلحين أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة الرابع بجروح خطيرة.
وفشلت خمسة أشهر من الاحتجاجات في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي يحظى بولاء صفوة قواته المسلحة التي تضم في معظمها أعضاء من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها، وصرح الأسد مرارا بأنه يكافح عملاء ما وصفها بمؤامرة خارجية لتقسيم سورية.
وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية التي يرأسها المنشق المنفي عمار القربي أن قوات موالية للأسد بينهم من يطلق عليهم الشبيحة قتلوا 3100 مدني منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس)، وتلقي السلطات السورية باللوم على "مجموعات مسلحة إرهابية" في إراقة الدماء وتقول إنهم قتلوا 500 ما بين جنود ورجال شرطة.
مواقع النشر