اهــــ(الأحداث)ــــم

• طلب الكثير من الأعضاء إعادة تنشيط صندوق المحادثات • • تداول خسارة 139.27 نقطة عند 11,791.18 • بيع 100 مليون سهم الاتصالات • • القمة العربية الإسلامية • وقف عدوان اسرائيل • انهاء ازمة فلسطين
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 47
  1. #11
    المشرف العام الصورة الرمزية محمد بن سعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    السعودية، الرياض
    العمر
    72
    المشاركات
    10,565
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    10

    شاعر

    أخي الأستاذ محمود توفيق يحفظكم الله

    ما شاءالله تبارك الله
    عطاء موفق بإذن الله

    بنت مريم في الضوءالخافت
    وأتحمل هذا الجهد النفسي الذي أتوقعه
    أود أن أهديكم محتوى هذا الرابط : تيار الوعي في القصة السعودية القصيرة - من تأليف د. صالح بن غرم الله بن زيَّاد، جامعة الملك خالد بأبها
    [line]-[/line]
    يقول ملخص بحثه:
    تتناول هذه الدراسة ( تيار الوعي ) بوصفه تكنيكاً في القصة يؤكد على إبراز بنية اللغة السردية وتشكيلها تشكيلاً يقصد إلى الموضوعية من خلال تقديم العالم كما تراه شخصيات القصة للدلالة على محتواها الذهني والنفسي وهو في طور انسيابه وفيضانه وتشتته ومن خلال أعماقه التي لا يحدها منطق.

    وقد قامت الدراسة على جانب نظري يحكي المفهوم الاصطلاحي لـتيار الوعي ويرصد تكوينه الفني وتفاعلاته في السياق الأدبي والمعرفي والتاريخي العالمي، وعلى جانب عملي تطبيقي يحاول أن يقرأه في القصة السعودية القصيرة من حيث هو ممكن إبداعي لا يقف بوظيفة اللغة، أدبياً، عند صفة الوسيلة المباشرة لخدمة الواقع وتصويره والتعبير عنه، بما ينزع عنها خاصية الأدبية ويكرس عمليتها ونفعيتها.
    [line]-[/line]
    ونقول نحن بأن مسألة القصة القصيرة في السعودية تمر بتحديات عديدة رغم إحتضان منتديات الإنترنت لها، ومع هذا قد نخالف الدكتور صالح بن زيَّاد فيما يراه من التحول إلى مستوى متطور من التقنيات، والتي قال عنها: فارقت بها القـصة السعودية طرق السرد التقليدي.

    الإختلاف ،، فقط في قلة قراء العربية مالم تستحوذ القصة القصيرة على دور الممثل والمخرج ولحلقات القصصية القصيرة !!

    ربما قد نسند القول بالتجربتين المصرية والكويتية التي يكتمل فيهما أكثر عوامل النضج، هذا مجرد رأي شخصي من جانب شخص مثلي غير متخصص في أدب القصة القصيرة.

    هذا وبدون مجالمة ،، بدأت قراءة حلقات قصصكم ،، ومازلت اتمتع بإعادة قراءتها مثتنى وثلاث ،، شاكرا لكم حسن النصيحة.

    تحياتي لكم
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    كل شيء غير ربك والعمل
    لو تزخرف لك مرده للزوال

    ما يدوم العز عز الله وجـل
    في عدال ما بدا فيه امتيـال

  2. #12
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة السادسه


    بدأ بصيص من الأمل الذي ينقب محمد ( ) في جدر الواقع ليرى نوره ، إذ بايعه بعض الناس من المدينة واسلموا ، وهي تعني أنه أصبح للإسلام ارض أخرى بديلة تستعد لاستقباله بدلا عن الأرض التي وُلد فيها ، بمقتضاها سيهاجر محمد ( ) وقتما يريد إلى المدينة وعليهم توفير حماية له والدفاع عنه ضد أي قوة تفكر في تصيده ، ويبدو الأمر غريبا جدا لأول وهلة إذ كيف توفر للغرباء هذا القدر من الإهتمام بهذه الدعوة بينما الأهل الذين عرفوا محمدا وكبر بينهم كانوا في اغلبهم معاندين لها اشد العناد ، وأول ما يمكن أن يقال هو أن مكة كان لديها شيء لتخسره ، بينما كانت المدينة قد خسرت الكثير في حروب داخلية قبل ظهور دعوة محمد ( ) ولعله يستطيع أن يعيد الوئام ، ولعل الأمر مرتبط بكلمة المسيح ( لا كرامة لنبي في وطنه ) (1)، لكن كان هناك سبب آخر يتعلق بكون أهل المدينة مهيئين لاستقبال دعوة جديدة مما سمعوه من اليهود بقرب ظهور نبي سيخرج من مكة ، وهي قبل كل شيء إرادة الله .

    إذن بدأ المسلمون يتسللون إلى المدينة ، ولم يتبق في مكة إلا القليل من المسلمين ، لم يكن ما حدث باعثا لسرور أهل مكة علي أساس أنهم تخلصوا من ضجيج الدعوة الجديدة ، كانت هناك حسابات ، فالمدينة ستصطبغ بصبغة إسلامية ، وستتحول إلى بلدة معادية بدينها الجديد لمكة وقريش ، وهي ( المدينة ) محطة علي طريق قوافل مكة المتجهة من والي الشام .

    عقد رؤساء القبيلة اجتماعا في دار الإجتماعات لاتخاذ قرار نهائي ، فخروج محمد ( ) إلى المدينة سيكون له قوة التحام قائد الثوار بمجموعته ، واتخذوا قرارا باغتياله علي أيدي رجال من فروع عدة من القبيلة حتى ترضى عائلته بالدية ، لأنها لن تستطيع أن تعادي كل الفروع التي ستشرك في اغتياله ممثلة برجل واحد منها ، وجاء جبريل لمحمد ( ) ( لا تبت في فراشك ) ، وتحرك محمد ومعه صاحبه أبو بكر إلى المدينة ، إذن فشلت خطة الإغتيال

    بعد احد عشر يوما من تحرك محمد وصاحبه - وقد كان المسلمون يخرجون ينظرون للطريق منتظرين قدومه بلهفة – إذا بيهودي من سكان المدينة يصيح من علي برج له ( يا معشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون )

    وارتجت المدينة فرحا ، وكان يوم قدومه أعظم كثيرا من أي يوم مر على سكان المدينة ، ابتسامات علي الوجوه ودموع فرحة وأناشيد ، ونسوة علي الأسطح يتزاحمن لرؤيته ، أنه نبي ! ، مؤكد أن فكرة وجود نبي يمشي بين الناس شيء مدهش ومثير للبكاء ،

    هذه أشياء قد يشعر بها الناس باستثناء من ترعرع بينهم ، مثلما حدث مع المسيح حينما قال مواطنيه طبقا لمتى (أليس هذا ابن النجار.أليست أمه تدعى مريم و إخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا) (2). وقد بدأ التقويم الهجري من يوم خروج محمد من مكة .
    اسس علي الفور محمد مجتمعا جديدا في المدينة وآخي بين المهاجرين المكيين والأنصار أهل المدينة ، وعمل ميثاق بين طوائف المدينة ومنهم اليهود ليحقق الوئام والسلم الإجتماعي .
    بدأت قريش تهدد هذا المجتمع وتتوعده بحرب مبيدة في بلده ، وأرسلت رسائل محذرة من إيواء المسلمين .

    وقعت سلسلة من المعارك بين المسلمين والوثنيين ، أهمها بدأت في السنة الثانية للهجرة واسمها بدر ، وانتصر فيها المسلمون علي قلة عددهم وعتادهم نسبيا (1: 3) ، ثم غزوة احد في السنة الثالثة التي كان شوطها الأول لصالح المسلمين أيضا ، إلا أن البعض قد خالف أوامر القائد ( محمد ) ( ) فانقلبت نتيجة المعركة لصالح الوثنيين ، وتخلصوا من إحساسهم بمهانة الهزيمة الأولي التي طاحت فيها رؤوس أكابر منهم ، في السنة الخامسة للهجرة والثامنة عشر من بدء دعوة محمد( ) نشطت قريش ومكة كلها في دعوة القبائل العربية لعمل خرب خاطفة علي عقر دار المسلمين ، ولم يكن هناك مانع لدى القبائل البدوية ، فيبدو لهم العرض وكأنهم دعوا إلى وليمة سيستفيدون منها الغنائم ، وتجمع جيش ضخم قوامه 10000 رجل ، وقدموا إلى المدينة لينهوا الأمر الذي يؤرقهم منذ سنوات طوال بهجمة قوية ، ووجدوا مفاجأة في انتظارهم ، فقد نفذ المسلمون تكتيكا دفاعيا غريبا علي العرب ، حفروا خندقا حول المدينة ، وفي هذه الأجواء العصبية نقضت قبيلة يهودية اتفاقها مع محمد ومالت لصالح الوثنيين ، كان الوضع حرجا جدا و أصيب المسلمين بإحباط ، لم تحدث إلا مناوشات قليلة بسبب الخندق الذي يمنع مرور هذا الجيش الكبير ، ومرت الأيام بلا جديد ، ودبت الخلافات في صفوف الوثنيين ، وهبت رياح عاصفة علي هذا الجيش الذي يخيم أمام المدينة ، وكان الجو شديد البرودة ، كانت الريح مربكة جدا في معسكر الوثنيين ، تقلب كل شيء بما فيها قدور الطعام وتخلع الخيام ، والعدد ضخم يحتاج لتموين ضخم أيضا ، وكل يوم يمر هو كلفة في كل شيء ، ارتبك الناس وتململوا ، فوضى وبرودة وعدم تجانس بين كتائب الجيش وطعام يقل يوما بعد يوم ، ارتحلوا بليل ، في الصباح كان المنظر بديعا في أعين المسلمين فالخطر زال ،

    كانت المشكلة بالنسبة للوثنيين أنهم وصلوا إلى سقف التعبئة و الإحتشاد وليس في مقدورهم عمل تحسين آخر في المستقبل ، بالنسبة لمحمد ( ) فقد مرت اخطر اللحظات بسلام ، والدين ينمو ويزداد أتباعه ، لقد شعر محمد بأن هذه النهاية العجيبة للحرب تعلن بشكل أو بآخر أن الزمن في صالح الإسلام ، وان الوثنية ستبدأ في فقدان رفضها الصارخ للأمر الواقع ، كانت المشكلة أنه ليس لديهم أخطاء ليتعلموا منها حتى ينتصروا المرُة القادمة ويحققون أمنيتهم الغالية باستئصال هذا الدين وهذه أكبر مشكلة تتعلق بالخطط المستقبلية

    وقال محمد ( الآن نغزوهم ولا يغزونا ) ..
    في السنة السادسة للهجرة قرر محمد( ) والمسلمون الذهاب لعمل عمرة ( زيارة المسجد الحرام ) ، بدون أن يناوش أهل مكة ، وأصروا المكيون علي الرفض ، حتى لا يعيروا بها بين العرب ، وتم عقد صلح الحديبية الذي يوقف الحرب بين الطرفين لمدة عشر سنوات ، ويعود المسلمون في عام الإتفاق إلى مدينتهم ، وتؤجل زيارة المسجد إلى العام القادم . ولم يسترح محمد( ) ، بدأ في إرسال رسائل للملوك والأمراء .ملك الحبشة وملك مصر وملك فارس وملك الروم وغيرهم .

    في السنة السابعة وحسب المتفق عليه ذهب محمد للعمرة مع المسلمين وزاروا البيت الذي حُرموا من رؤيته منذ سبع سنوات ، وكان الوثنيون علي الجبل بعيدا حيث تم الإتفاق علي عملية إخلاء أمنية لمنع الإحتكاك وينظرون بغيظ تجاه المسلمين .
    في السنة الثامنة للهجرة حدث خرق لصلح الحديبية الذي تم إبرامه ، الخرق كان من جانب قريش وحلفائهم ضد حلفاء محمد ( خزاعة ) الذين يعيشون في مكة ، فجمع محمد جيشا قوامه 10000 رجل واتجه لمكة وفتحها بدون إراقة دماء وحطًم الأصنام التي حول الكعبة .

    بدأت الوفود من القبائل العربية تتتالي علي المدينة وتعلن إسلامها ، لقد كان الإنتصار علي أهل مكة وتحطيم الأصنام حول الكعبة لهو الدليل الذي جعل العرب تؤمن بأنه نبي حقا ، وقد كانت معظم العرب في حيرة بين التقليد وما سمعوه من فضائل الدين الجديد واختاروا أن يشاهدوا الصراع حتى نهايته ، ولما عاد محمد( ) فاتحا بعد خروجه من مكة متسللا وذلك بعد ثماني سنوات آمن الناس بأنه مؤيد من الله .

    وتغيرت الجزيرة العربية ، تغيرت القيم وأعاد الدين الجديد هندسة المجتمع ، وزاد إحساس العرب بالألفة بينهم وتطورت مفاهيمهم عن المجد والنجاح والبطولة والتضحية والنظام والرشد .

    وفي السنة العاشرة من الهجرة أعلن محمد ( ) نيته في الحج حتى يرافقه من يريد أن يهتدي بهديه في تأدية المناسك بعد إزالة العادات الوثنية التي ارتبطت بها ، جاء الكثير من الناس إلى المدينة ليحجوا مع الرسول وقد خطبهم في الحجة خطبة منها ( أيها الناس، اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا.. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ) ، لقد الغي استحقاق ثأر لعائلته ، وكذا استحقاق ربا لعمه العباس .

    ونظر للجمع الغفير حوله وقال لهم ((وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟)) قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: ((اللهم اشهد)) ثلاث مرات.

    ونزلت عليه في هذه الحجة آخر آية نزلت في القرآن (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وكانت إيذانا برحيله عن الحياة
    كان حاضرو هذه الحجة وهذه الخطبة حوالي مائة وأربعين ألف مسلما ! .
    د
    بعد مرور اقل من ثلاثة شهور علي هذه الحجة كان محمد ( ) قد مات ، بعد رحلة كفاح استمرت 23 سنة
    في حجرة في بيته متواضعة منخفضة السقف رغم أنه كان يحكم الجزيرة ، وبعد سنوات قليلة فتح أتباعه مصر والشام وفارس واليمن والعراق ، وبعد عقود قليلة كونوا أقوى وأزهى دولة في العالم .

    ________________________________________
    (1) متى 13 : 57 (2) متى 13 : 55

  3. #13
    مؤسس درة المجالس
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    السعودية، جدة
    المشاركات
    3,266
    مقالات المدونة
    7
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    الحلقة السابعه


    ( بنكليق من الأستاذ / محمود توفيق الذي أرسل إلي النص لوضعه في توقيته المعتاد)
    رسالة محمد ( صلى الله عليه وسلم )


    لماذا ظهر محمد( ) ؟ أو بالأدق ما هو الذي خرج به محمد وتحمل لأجله العداوات وقبل المخاطرة برقبته وعاش من أجله آخر 23 سنة من عمره ؟

    نستطيع أن نقول بطمأنينة أن محور دعوة محمد( ) هو التوحيد ونفي الإلوهية عن غير الله ، وهي أصل الإيمانات التي نادى بها ، ثم الإيمان بالملائكة والكتب السماوية السابقة والرسل السابقين واليوم الآخر

    واركان الإسلام هي الشهادة بوحدانية الله وبرسالة محمد ، والصلوات الخمس ، والصيام لمدة شهر في العام ، وتقديم الزكاة للمستحقين لها ، والحج الي مكة .
    والأخلاق التي نادى بها هي بر الوالدين ومجاهدة النفس ، والصدق والتعامل بأمانة مع الآخرين ، والإهتمام بأمر الجار ، وصلة الأرحام ، وإكرام الضيف ، ومساعدة المحتاجين ، والتعاون في مجال الأعمال الخيِّرة، والتواضع بين الناس ، ومقاومة الظلم بجميع أشكاله ، وعدم إشاعة الفتنة بين الناس ، وعدم تتبع خصوصيات الآخرين وحسن معاملة النساء ، وتوقير الكبار ، والعطف على الصغار ، والإحسان للحيوانات ، وتحرير العبيد ، وعدم الغش في الأنشطة التجارية ، والوفاء بالوعود ، والإلتزام بالمواثيق ، والبعد عن السباب والمعاداة ، وحض على التعلم ، وحرم كتمان العلم .

    ونهى عقوق الوالدين والسحر والقتل والكذب وخيانة الأمانة والعهود والإساءة للجار ، وقطع الأرحام والشح والتعاون على اٌلإثم ، والكِبر ، والفحش ، والزنا ، والغيبة ، وأكل مال اليتيم ، والإستقواء على الضعفاء .

    والقرآن وكذلك أحاديث الرسول تقدم تحذيرا قويا من الشيطان وإغوائه للبشر ، كما أن المسلمين قبل قراءة القرآن يقولون ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ، وبحسية بسيطة نجد أن المسلمين يستعيذون من الشيطان ويلعنونه مئات الملايين من المرات يوميا ..هذا ما يبدو محاولة لمثلي في الإلمام بأوامر ونواهي الإسلام ، أي أن ما وجدنه وكتبت عنه لم يحتاج لمجهود خارق للبحث عنه وتجميعه ولا يمثل جردة شاملة ، بل هو ما سيظهر لكل دارس موضوعي بلا مجهود كبير . محمد( ) جاء -بعد التوحيد- للدعوة لمكارم الأخلاق وللنهى عن الأخلاق السيئة ، وقد أدت تعاليمه لخلق مناخ اجتماعي مغاير في الجزيرة العربية .
    ورغم أن مقاربتي الحالية حول طبيعة الرسالة وليس دراسة مصدرها التي ستأتي لاحقا ، إلا أن المنهجية لاتمنع من تناول ما قد يقابلني بعجالة .

    إذن وبعجالة وبالأخذ بالإعتبار طبيعة الأوامر والنواهي الإسلامية الخيرية ، وكذلك ملاعنة المسلمين الدءوبة والثابتة للشيطان ، ووضع هذه الأمور في جانب ، وبالأخذ في الإعتبار أيضا ولكن على الجانب المقابل تلك التهمة التي وُجهت لمحمد( ) بأنه الشيطان أو ابن الشيطان ، ومن أشهر من جاءوا بها هو( مارتن لوثر)الذي قال في مقالة له ( إن محمد هو الشيطان وهو أول أبناء إبليس ) ، وقد نسج البعض بعده على نفس المنوال ، وطوُر البعض الفكرة إلى أن محمدا ( ) هو المسيخ الدجال نفسه ، وقد عرفه جورج بوش الجد كرجل الفتنة والضلالة سلطه الله لتأديب المسيحية العاصية ،
    بوضع كل التهم على مائدة واحدة مع الشواهد والسيرة والنصوص أجد صعوبة بالغة في تصديق أن إبليس كان في مكة يتابع بحبور هدم محمد( ) للأوثان من على قمة صخرية. الم يُتهم المسيح بانه يخرج الشياطين ببلعزبول رئيس الشياطين ؟ الا نذكر رده ؟

    (فعلم يسوع أفكارهم و قال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب و كل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت . فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته ) (1) ، إن أصحاب هذا التفكير هم ورثة لفكر الفريسيين الذين اتهموا المسيح من قبل .
    الشيطان يحض علي هدم الأصنام ،ويحفٍز لدعوة للتوحيد ولمكارم الأخلاق ، ويدعو للتعوذ منه ولعنه ؟!
    كم كان هذا الشيطان ( ما بعد حداثي ) ؟!
    ________________________________________
    (1) متى 12 : 25-26
    التعديل الأخير تم بواسطة نجم سهيل ; September 7th, 2008 الساعة 02:33

  4. #14
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة الثامنه

    لماذا كره البعض محمدا( صلى الله عليه وسلم ) ؟

    لعلي أشير صراحة إلى أن من أول المشاكل التي تحكم تقييماتنا للرسول محمد( ) ورسالته هي مشكلة لا تتعلق بعملية الدراسة والتحليل والإستنتاج ، ولا تتعلق أيضا بتوفر كم معين من المعلومات عنه وعن تعاليمه التي تمثِّل مدخلات لعملية التقييم ، الأمر قبل ذلك ، إنها ليست مشكلة معرفية تماما ، بل تبدو أحيانا وكأنها ظاهرة أنثربولوجية ، ويمكن تحليل ذلك ببساطة ، بأن مشكلتنا تنبع من التوقيت الذي ظهر فيه محمد( ) ، لو كانت سيرته تحمل تاريخين هكذا ( ... - ... ) ق .م لكان الأمر أفضل كثيرا ، لو ظهر محمد قبل المسيح بقرن أو أكثر ما كانت هناك مشكلة ، و لربما تفهمنا ظهوره كأي نبي كأنبياء العهد القديم ، ويا حبذا لو أكد المسيح أن هذا الرجل قد كان نبيا حقا ظهر بين العرب ، لم يكن الأمر ليحتاج أن نعرف عنه أكثر من اسمه لنعتقد انه نبي حقا ، مثل إيماننا ببعض الأنبياء القدامى دون أن نعرف عنهم إلا القليل، وبما أن محمدا( )جاء بعد المسيح فلا يجب توقع أفضل من ذلك ، رغم أننا ندري أن احد أهم المعوقات التي واجهت المسيح هي ببساطة أنه جاء بعد موسى في شعب موسى .

    إن هذا الرفض هو ما كان سيحدث ليوحنا المعمدان بشحمه ولحمه ودعوته لو تأخر قليلا وظهر بعد المسيح ، نعم ، نفس هذا النبي المعمدان الذي نجله كنا سنتناوله بالطريقة التي نتناول بها محمد لو لم يدعو إلا بعد غياب المسيح .

    وبسبب هذا يوجد من يقوم ب ( تفلية ) سيرة محمد( ) للبحث عن أخطاء ، ولم يكن هذا إلا رفضا مبدئيا وسابقا لعملية البحث لأي رسالة ستأتي بعد المسيح ، هناك تفسير إيماني لأي رسالة لاحقة للمسيح باعتبارها عمل عدواني ، هذا هو الأمر في اعتقادي ، رغم أنه ولا يمكن تفسير السبق في المجيء باعتباره عبقرية شخصية ، ولا تفسير اللحاق باعتباره تقصيرا .

    والبعض يقول لو لم يأت هذا الرجل لاعتنقت تلك الشعوب المسيحية ، وهذا احتمال وارد ، لكن التفكير بطريقة ( لو ) سيهدر الكثير من الوقت ، رغم أنها في جانب منها لعبة ذهنية مثيرة ، يمكن تنويع أطروحاتها ، ما هي دياناتنا لو لم يأت المسيح ؟ كيف كانت ستكون الملامح الأساسية للعقيدة المسيحية لو آمن اليهود بالمسيح ( مسيحية بدون خلاص وصليب واستحالة للخمر والخبز ) ؟ ، كيف كانت ستكون اليهودية لو آمن فرعون وشعبه برسالة موسى ؟ هل كان موسى سيرفض قبولهم حتى يظل الوعد محصورا في بني إبراهيم ؟

    أنا شخصيا وحتى أجعل الأمر اقل احتقانا اطرح ( لو) أخرى بسيطة غير قائمة على النفي ، ماذا لو كان النبي محمد والمسيح متعاصرين ؟ وسمع المسيح من احد الحواريين : يا معلم ، لقد حطّم محمد( ) الأصنام في بلاد العرب وهاهم العرب تحولوا عن الوثنية للتوحيد ، وأوقف حمامات الدم بين القبائل ، أقول – وبتحييد للإيمان الإسلامي وبحصر الكلام في مضمون ما فعل محمد بدون كلام عن هوية محمد( ) - ماذا ستكون ردة فعل المسيح ؟ هل سيخبط جبهته بباطن يده منزعجا ؟! .. السؤال لا يمثل تحديا للخيال الشخصي والقدرة على استنطاق المسيح فحسب ، ولكن يمثل أيضا تحديا لضيق الأفق .

    على أية حال لا تمثل النظرة الغرب-مسيحية للنبي محمد وللإسلام شكلا غريزيا ثابتا كما يوضح مكسيم رودنسون ، ففي القرون الأولى لظهور الإسلام كان هناك تجاهل غربي مسيحي من دلائله شيوع لفظ Saracens لتوصيف العربي المسلم حتى القرن الحادي عشر ، وتبعت ذلك الحملات الصليبية ومحاولة نشر المسيحية في بلاد الإسلام ، وسادت في العصور الوسطى المسيحية وفي عصر النهضة أيضا نظرة معتدلة للمسلمين باعتبارهم أندادا مساوين إن لم يكونوا متفوقين علميا وثقافيا ، وكان فولتير في القرن الثامن عشر يعتبر محمدا( ) شخصية تقدمية ومثلا روحانيا أعلى ، وبعد مرور قرن وبتغلغل الغرب في العالم العربي الإسلامي راح الإحساس بالمساواة والإحترام (1) .
    لكن يمكنني أنا أن أقول أن النهر العام الذي حكم التصورات والأحكام الشهيرة كان منبعه هذه النظرة للدين الجديد باعتباره خيانة وانشقاق – رغم أن محمدا( ) لم يكن كاردينالا – هذه النظرة والنهر العام من الأحكام كانا هما الأصل منذ عهد يوحنا الدمشقي وحتى العصر الحالي . وبينما سمحت الروحية العقلانية التي سادت في الغرب لدى مفكرين وعلماء غير متعصبين على ظهور كتابات موضوعية عن الإسلام ورسوله ، بحيث بدا هذا الإتجاه كسباحة عنيدة ضد التيار في النهر تسمح به الثقافة الحديثة التي لا تأبه للمسلمات ، إلا أن النظرة لشخصية محمد( ) ظلت واقعة تحت تأثير أمور جديدة رفدت النهر الذي بدأت قوة اندفاعه تضعف كنتيجة طبيعية لضعف تأثير الدين مقارنة بالشعور الديني القروسطي فمدًته بمصادر قوة جديدة ، منها تأثير الإنطباعات الإستعلائية الناتجة عن تفوق الغرب وسيطرته علي الشعوب العربية والإسلامية بدءا من القرن التاسع عشر وحالة الإنحطاط الحضاري الشديدة التي ألمًت بهذه الشعوب ، ومن ناحية أخرى أحداث هامة ومؤثرة كأزمة النفط ، وثورة الخميني ، واحتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية ، وفتوى إهدار دم ( سلمان رشدي ) وتجاذبات الصراع العربي الإسرائيلي ، والعمليات الإرهابية ، كل هذه الأشياء جعلت الأصل في التعامل مع شخصية النبي محمد هو الإتهام والتشويه والكراهية والإستهزاء ، إلا أن هناك تيارا مستقلا ومتفتحا وغير خاضع للمناخ العام استطاع أن يكتب عن النبي محمد( ) والدين الإسلامي بوازع من ضميره الشخصي فقط وتحت تأثير ضعيف أو منعدم للأنثروبولجيا، ولم يكن هذا التيار خاصا بالغرب وحده ، وإن كانت الأصوات الغربية أكثر لفتا للإنتباه ، لأنها أصوات غربية يسمع لها العالم كله من ناحية ومن ناحية أخرى فهي جاءت من الغرب الذي يعيش حالة خوف مستمر وابدي من الإسلام تغذيه السياسة وكتابات متعصبة ومواد استهلاكية إعلامية شديدة الإختزال تداعب غرائز الجماهير
    وقراءة تقييماتهم وتقييمات بعض المسيحيين الشرقيين لها اعتبار عالٍ عندي ، باعتبارها تأكيدات لما أتلمسه .
    ________________________________________
    (1) مكسيم رودنسون جاذبية الإسلام

  5. #15
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة التاسعه

    تواقيع
    عن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم )


    (( أواخر جميع الأنبياء كان يعتقد المسلمون هو محمد ( ) الذي ولد في مكة لعشر ليال مضت من ابريل سنة 570 للميلاد ، وكانت عائلته شرف عائلة في قريش ، وهى إحدى القبائل الشهيرة في بلاد العرب ، وصاحب النسب المرتقي إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وقد كان جده متولياً سدانة الكعبة ، وكانت دار حكومتهم ، معبد ديانة العرب الوثنية ، وتوفي والده عبد الله قبل ولادته ، و توفيت أمه وهو ابن ستة أعوام ، وكان على أعظم ما يكون من كرم الطباع وشريف الأخلاق ، ومنتهى الحياء ، وشدة الإحساس ، وقد كفله جده وهو ابن ست سنوات وأثناء كفالته بدأت تظهر من محمد( ) علامات الذكاء ورجاحة العقل ، ومر بصبيان يلعبون فدعوه للعب معهم ، فأجابهم أن الإنسان خلق للأعمال الجليلة ، والمقاصد الشريفة ، لا للأعمال السافلة والأمور الباطلة ، وكان على خلق عظيم ، وشيم مرضية ، شفوقاً على الأطفال ، مطبوعاً على الإحسان ، غير متشدق في نفسه ، و لا صلف في معاملته مع الناس ، وكان حائزاً قوة إدراك عجيبة ، وذكاء مفرط ، وعواطف رقيقة شريفة ))
    (1) القس الفرنسي لوازون

    (( شب محمد ( ) حتى بلغ ، فكان أعظم الناس مروءة وحلماً وأمانة ، وأحسنهم جواباً، وأصدقهم حديثاً ، وأبعدهم عن الفحش حتى عرف في قومه بالأمين ، وبلغت أمانته وأخلاقه المرضية خديجة بنت خويلد القرشية ، وكانت ذات مال ، فعرضت عليه خروجه إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسر ، فحرج وربح كثيراً ، وعاد إلى مكة واخبرها ميسرة بكراماته ، فعرضت نفسها عليه وهي أيم ، ولها أربعون سنة ، فأصدقها عشرين بكرة، وتزوجها وله خمسة وعشرون سنة ، ثم بقيت معه حتى ماتت )) (2)

    المستشرق البلجيكيالفريدالفانز


    ( أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة ) ( 3)

    المهاتما غاندي

    ( إن محمداً ( ) كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينين ، ويصدق عليه أيضاً بأنه مصلحاً قديراً وبليغاً وفصيحاً وجريئاً مغواراً ومفكراً عظيماً ، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينفي هذه الصفات ، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء) (4) زويمر


    ( إننا لم ننصف محمداً ( ) إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا. فلقد خاض محمد ( ) معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ ) (5)

    سنرستن الآسوجي

    ( لقد صبر النبي( )وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح النبي موجهًا بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث. فالشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة). (6) &
    هذا هو محمد الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد ( )
    بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد( ) ؟ ) (7)


    لامارتين


    ( إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدًا ( ) مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد ) (8)
    مونتجومري وات

    (من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم. هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفيًا لها طيلة ستة وعشرين عامًا ثم عندما بلغ الخمسين من عمره ـ السن التي تخبو فيها شهوات الجسد ـ تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص. فلو نظرت إلى النساء اللاتي تزوجهن لوجدت أن كل زيجة من هذه الزيجات كانت سببًا إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه أو كانت المرأة التي تزوجها في حاجة ماسة للحماية ) (9)

    آن بيزيت

    ( عرف محمد( ) بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد( ) أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم ) (10)


    إدوار مونته

    (كانت تصرفات الرسول في أعقاب فتح مكة تدل على أنه نبي مرسل لا على أنه قائد مظفر؛ فقد أبدى رحمة وشفقة على مواطنيه برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه توّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو) ويقول ( برغم انتصارات الرسول العسكرية لم تثر هذه الانتصارات كبرياءه أو غروره، فقد كان يحارب من أجل الإسلام لا من أجل مصلحة شخصية، وحتى في أوج مجده حافظ الرسول على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة، فإنها كانت دولة الإسلام، وقد حكم فيها بالعدل، ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثيًا لأسرته) (11)


    واشنطون ايرفنج

    (إن محمداً ( ) نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه ، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً ( ) أسمى من أن ينتهي إليه الواصف ، ولا يعرفه من جهله ، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم ) (12)


    السير موير

    ( لا يمكن أن ننكر على محمد ( ) في الدور الأول من حياته كمال إيمانه وإخلاص صدقه، فأما الإيمان فلن يتزعزع مثقال ذرة من قلبه في الدور الثاني ـ الدور المدني ـ وما أُوتيه من نصر كان من شأنه أن يقويه على الإيمان لولا أن الاعتقاد كله قد بلغ منه مبلغًا لا محل للزيادة فيه، وما كان يميل إلى الزخارف ولم يكن شحيحًا، وكان قنوعًا خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير مرة في حياته، تجرد من الطمع وتمكن من نوال المقام الأعلى في بلاد العرب ولكنه لم يجنح إلى الاستبداد فيها، فلم يكن له حاشية ولم يتخذ وزيرًا ولا حشما، وقد احتقر المال..) (13)

    هنري دي فاستري

    ( منذ استقر النبي محمد ( ) في المدينة، غدت حياته جزءًا لا ينفصل من التاريخ الإسلامي. فقد نقلت إلينا أفعاله وتصرفاته في أدق تفاصيلها. ولما كان منظمًا شديد الحيوية، فقد أثبت نضالية في الدفاع عن المجتمع الإسلامي الجنيني، وفي بث الدعوة. وبالرغم من قتاليته ومنافحته، فقد كان يعفو عند المقدرة، لكنه لم يكن يلين أو يتسامح مع أعداء الدين. ويبدو أن مزايا النبي الثلاث، الورع والقتالية والعفو عند المقدرة قد طبعت المجتمع الإسلامي في إبان قيامه وجسّدت المناخ الروحي للإسلام. وكما يظهر التاريخ الرسول قائدًا عظيم ملء قلبه الرأفة، يصوره كذلك رجل دولة صريحًا قوي الشكيمة له سياسته الحكيمة التي تتعامل مع الجميع على قدم المساواة وتعطي كل صاحب حق حقه. ولقد استطاع بدبلوماسيته ونزاهته أن ينتزع الاعتراف بالجماعة الإسلامية عن طريق المعاهدات في الوقت الذي كان النصر العسكري قد بدأ يحالفه. وإذا تذكرنا أخيرًا على الصعيد النفساني هشاشة السلطان الذي كان يتمتع به زعيم من زعماء العرب، والفضائل التي كان أفراد المجتمع يطالبونه بالتحلي بها، استطعنا أن نستخلص أنه لابدّ أن يكون محمد ( ) الذي عرف كيف ينتزع رضا أوسع الجماهير به إنسانًا فوق مستوى البشر حقًا، وأنه لابد أن يكون نبيًا حقيقيًا من أنبياء الله ) (14) &
    (... ما أكثر ما عرض محمد ( ) حياته للخطر انتصارًا لدعوته في عهده الأول بمكة، وهو لم ينفك عن القتال في واقعة أحد حتى بعد أن جرح جبينه وخده وسقطت ثنيتاه، وهو قد أوجب النصر بصوته ومثاله في معركة حنين، ومن الحق أن عرف العالم كيف يحيي قوة إرادته ومتانة خلقه وبساطته، ومن يجهل أنه لم يعدل ـ إلى آخر عمره ـ عما يفرضه فقر البادية على سكانها من طراز حياة وشظف عيش؟ وهو لم ينتحل أوضاع الأمراء قط مع ما ناله من غنى وجاه عريض. وكان حليمًا معتدلاً، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته ليقاسمهم طعامه، وكان يستقبل بلطف ورفق جميع من يودّون سؤاله، فيسحر كلماؤه بما يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة، وكان لا يضج من طول الحديث، وكان لا يتكلم إلا قليلاً فلا ينمّ ما يقول على كبرياء أو استعلاء، وكان يوحي في كل مرة باحترام القوم له. ودلّ على أنه سياسي محنّك...) (15)

    مارسيل بوازار



    ( هل رأيتم قط أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دينًا عجبًا، إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب! فهو إذًا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت وإنما هو تل من الأنقاض وكثيب من أخلاط المواد، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن. وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته.. كذب ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيّلوه حقًا.. ومحنة أن ينخدع الناس شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل ) (16) &
    ( لوحظ على محمد ( ) منذ صباه، أنه كان شابًا مفكرًا وقد سمّاه رفقاؤه الأمين ـ رجل الصدق والوفاء ـ؛ الصدق في أفعاله وأقواله وأفكاره. وقد لاحظوا أنه ما من كلمة تخرج من فيه إلا وفيها حكمة بليغة. وإني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت يسكت حيث لا موجب للكلام، فإذا نطق فما شئت من لبّ. وقد رأيناه طول حياته رجلاً راسخ المبدأ صارم العزم بعيد الهم كريمًا برًّا رءوفًا تقيًا فاضلاً حرًا، رجلاً شديد الجدّ مخلصًا، وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة، جمّ البشر والطلاقة حميد العشرة حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان على العموم تضيء وجهه ابتسامة مشرقة من فؤاد صادق. وكان ذكي اللب، شهم الفؤاد، عظيمًا بفطرته، لم تثقفه مدرسة ولا هذبه معلم وهو غني عن ذلك، فأدى عمله في الحياة وحده في أعماق الصحراء) (17)

    توماس كارلايل




    (إن الشخصية التي حملها محمد ( ) بين برديه كانت خارقة للعادة، وكانت ذات أثر عظيم جدًا حتى إنها طبعت شريعته بطابع قوي جعل لها روح الإبداع وأعطاها صفة الشيء الجديد..) (18)

    اينين دينيه

    ( إن محمدًا ( ) قد بشر بمذهبه للمرة الأولى بحماس لم يفتر ولم تعوزه المثابرة، وبعقيدة ثابتة بأن هذا المذهب يحقق صالح الجماعة الخاصة، وقد كان في ذلك كله مظهرًا لإنكار الذات برغم سخرية الجمهور) (19)
    جولدتسيهر

    (إن محمدا ً ( ) أتم طفولته في الهدوء، ولما بلغ سن الشباب اشتهر باسم الشاب الذكي الوديع المحمود، وقد عاش هادئاً في سلام حتى بلغ الأربعين من عمره، وكان بشوشا نقياً لطيف المعاشرة،) (20) &
    (إن محمداً ( )كان هو النبي والملهم والمؤسس، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العليا التي كان عليها، ومع ذلك فإنه لم ينظر إلى نفسه كرجل من عنصر آخر، أو طبقة أخرى غير طبقات بقية المسلمين. إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه (محمد) بين أعضاء الجمعية الإسلامية، كان يطبق تطبيقاً عملياً، حتى على النبي نفسه) (21)

    كارادي فو

    ( إن محمداً( ) رسول الإسلام ولد في حضن الوثنية، ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر بعبقرية فذة انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة، وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين، إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم (الأمين).) (22)

    جارسان دي تاسي

    ( هل تراك علمت قط أن رجلاً على غير كريم السجايا مستطيع أن يتخذك صديقًا؟ ذلك أن من عرفوا محمدًا ( ) أكثر من غيرهم، كانوا أشد الناس إيمانًا به. وقد آمنت به خديجة كل حياته على أنها ربما كانت زوجة محبة. فأبو بكر شاهد أفضل وهو لم يتردد قط في إخلاصه. كان يؤمن بالنبي،وكذلك علي فإنه خاطر بحياته من أجل النبي في أحلك أيامه سوادًا... ) & ( حج محمد( ) حجة الوداع من المدينة إلى مكة، قبل وفاته بعام، وعند ذاك ألقى على شعبه موعظة عظيمة.. إن أول فقرة فيها تجرف أمامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب ومن ثارات ودماء، وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلاً للخليفة.. إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم، وإنها لتنفخ في الناس روح الكرم والسماحة، كما أنها إنسانية السمة ممكنة التنفيذ، فإنها خلقت جماعة إنسانية يقل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي، عما في أي جماعة أخرى سبقتها( (23) H. G. Wells


    ( بقدر ما أعرف من دينيْ اليهود والنصارى أقول بأن ما علمه محمد ( ) ليس اقتباسًا بل قد (أوحي إليه به)، ولا ريب بذلك طالما نؤمن بأنه قد جاءنا وحي من لدن عزيز عليم. وإني بكل احترام وخشوع أقول: إذا كان تضحية الصالح الذاتي، وأمانة المقصد، والإيمان القلوب الثابت، والنظر الصادق الثاقب بدقائق وخفايا الخطيئة والضلال، واستعمال أحسن الوسائط لإزالتها، فذلك من العلامات الظاهرة الدالة على نبوة محمد( ) وأنه قد أوحي إليه ) (24) لايتنر

  6. #16
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة العاشره


    ( الحق أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) لم يعرف الراحة ولا السكون بعد أن أوحي إليه في غار حراء، فقضى حياة يعجب الإنسان بها، والحق أن عشرين سنة كفت لإعداد ما يقلب الدنيا، فقد نبتت في رمال الحجاز الجديبة حبة سوف تجدد، عما قليل، بلاد العرب وتمتد أغصانها إلى بلاد الهند والمحيط الأطلنطي. وليس لدينا ما نعرف به أن محمدًا أبصر، حين أفاض من جبل عرفات، مستقبل أمته وانتشار دينه، وأنه أحس ببصيرته أن العرب الذين ألّف بينهم سيخرجون من جزيرتهم لفتح بلاد فارس والشام وأفريقية وإسبانية ) (25)

    اميل درمنجم

    ( ما أكثر ما عرض محمد( ) حياته للخطر انتصارًا لدعوته في عهده الأول بمكة، وهو لم ينفك عن القتال في واقعة أحد حتى بعد أن جرح جبينه وخده وسقطت ثنيتاه.. وهو قد أوجب النصر بصوته ومثاله في معركة حنين، ومن الحق أن عرف العالم كيف يحيي قوة إرادته ومتانة خلقه.. وبساطته، ومن يجهل أنه لم يعدل، إلى آخر عمره، عما يفرضه فقر البادية على سكانها من طراز حياة وشظف عيش؟ وهو لم ينتحل أوضاع الأمراء قط مع ما ناله من غنى وجاه عريض.. وكان حليمًا معتدلاً، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته ليقاسمهم طعامه، وكان يستقبل بلطف ورفق جميع من يودّون سؤاله، فيسحر كُلَمَاءَهُ بما يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة، وكان لا يضج من طول الحديث، وكان لا يتكلم إلا قليلاً فلا ينمّ ما يقول على كبرياء أو استعلاء، وكان يوحي في كل مرة باحترام القوم له.. ودلّ على أنه سياسي محنّك) (26)

    لويس سيديو


    (كان محمد ( ) رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة) (27)

    سانت هيلر

    ( إن اختياري محمداً ( ) ، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي
    فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها) (28)

    مايكل هارت


    ( ماكان محمد ( ) كآحاد الناس في خلاله ومزاياه ، وهو الذي اجتمعت له الاء الرسل ، وهمة البطل ، فكان حقا على المنصف أن يكرم فيه المثل ، ويحيً فيه الرجل ) (29)


    الكاتب المسيحي المصري د نظمي لوقا

    ( كان محمد( ) تقيا بالفطرة ، وكان من غير ريب مهيأ لحمل رسالة الإصلاح التي تلقاها .. وبالإضافة الى طبيعته الروحية ، كان في جوهره رجلا عمليا عرف مواطن الضعف ومواطن القوة في الخلق العربي ، وأدرك أن الإصلاحات الضرورية ينبغي أن تقدم الى البدو الذين لايعرفون انضباطا والى المدنيين الوثنيين ، في آن معا ، على نحو تدريجي . وفي الوقت نفسه كان محمد يملك إيمانا لايلين بفكرة الإله الواحد .. وعزما راسخا على استئصال كل أثر من آثار عبادة الأصنام التي كانت سائدة بين الوثنيين العرب ) (30)

    روم لاندو


    (أن محمداً ( )ولد في حضن الوثنية ، ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر بعبقرية فذة ، انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة ، وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم الأمين )(31)

    كليمان هوار


    ( لا يبعد أن يكون محمد ( ) يحس بنفسه أنه في طينته أرق من معاصريه ، وأنه يفوقهم جميعاً ذكاء وعبقرية ، وأن الله اختاره لأمر عظيم وقد اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الله كان ممتازاً بين قومه بأخلاق حميدة ، من صدق الحديث والأمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده الأمين ، وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم ، وكان لا يشرب الاشربة المسكرة ، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً ، وكان يعيش مما يدره عليه عمله من خير ، ذلك أن والده لم يترك له شيئاً يذكر ، ولما تزوج خديجة كان يعمل بأموالها ) (32)

    الباحث الأرجنتيني دون بايرون



    ((كان محمد( ) لما قام بهذه الدعوة شاباً كريما نجداً، ملآن حماسة لكل قضية شريفة ، وكان أرفع جداً من الوسط الذي يعيش فيه ، وقد كان العرب يوم دعاهم إلى الله منغمسين في الوثنية ، وعبادة الحجارة ، فعزم على نقلهم من تلك الوثنية إلى التوحيد الخالص البحت ، وكانوا يهتفون بالفوضى ، وقتال بعضهم بعضاً فأراد أن تؤسس لهم حكومة ديموقراطية موحدة ، وكانت لهم عادات وحشية همجية صرفة ، فأراد أن يلطف أخلاقهم ، ويهذب من خشونتهم )) (33)

    رينيه غروسيه




    ((وقر رأيه أخيراً على ترحيل المسلمين إلى الحبشة ، بينما يبقى هو في مكة ، متحملاً كل الأخطار . ولم يقم أي من الأنبياء السابقين بمثل هذا التصميم)) (34)

    المستشرق الرومانى « جيورجيو»

    ( إن النبي محمداً ( ) من عظام الرجال المصلحين ويكفيه فخراً أن هدى أمة برمتها إلى الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام) (35)

    الأديب الروسي تولستوي

    ( لعل الرسول محمداً ( ) كما كان يلقب نفسه - لم يكن أسمى من مواطنيه - ولكن المؤكد أنه لم يكن يشبهم ، كان صاحب خيال ، في حين أن العرب مجردون عن الخيال ، وكان ذا طبيعة دينية ولم يكن العرب كذلك ، وكان محمد يقبح ما كان عليه قومه من عادات جاهلية كانوا يعكفون عليها، وكان على جانب مثالي من التواضع للناس والإيمان بربه . وهذه من عوامل تقدم رسالته ) (36)


    المستشرق الهولندي راينهارت دوزى


    ( فدونكم محمداً ( ) ، انه رمز للسياسة الدينية الصحيحة ، واصدق من نهج منهاجها المقدس في البشرية كافة ، ولم يكن محمد إلا مثالاً للأمانة المجسمة والصدق البريء وما زال يدأب لحياة أمته ليله نهاره ) (37)

    الفيلسوف الإنكليزي هربرت سبنسر

    ( إذا قدرنا تاريخ الإسلام فنظرنا إليه من نافذة الإنصاف فإنما نقدر صاحبه الذي أسسه ووضع حجره الأساسي ، وهو - محمد ( ) - الذي لا نستطيع أن نقول في حقه إلا أنه رجل عظيم بعقله وعمله وأخلاقه وبلاغته و تدينه ، وسيحمل له المنصفون من النصارى وغيرهم الإخلاص متى عرفوه في المستقبل )

    (38)

    بوسورث اسمث

    ( أن في نفس محمد ( ) لشيئاً عجيباً طريفاً رائعاً يحمل الإنسان على الإعجاب والتقدير ، ولعمري إن الرجل وقف وحده يدعو إلى الله ، ويتحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة سنوات عديدة ، وأمامه الجموع المشركة ، تعمل جهدها لمعاكسته وقتل فكرته ، إنه إذاً يستحق كل تقدير وتمجيد ) (39)
    فولتير

    ( كان محمد( ) يعلن أنه رسول الله تعالى ، لإصلاح دين إبراهيم المطهر الذي أفسده أبناؤه ، وأقام العبادة القويمة التي أنشأها ذلك النبي ، فسدت على مر الزمن ، وليؤيد وهو - خاتمة الرسل - ما كان الله أنزله على من سلفه من الأنبياء : موسى وداود وأشعيا وعيسى . إذ هذه الجدران العالية ، لدليل على قوة عظيمة لمحمد ، مثال القيادة ورمز السياسة ) (40)

    الإيطالي وغسطون كريستا

    ( هل بالامكان إنكار فضل محمد ( ) نبي العرب الذي قام بإصلاحات غريبة وعظيمة فكانت خالدة لبلاده ، فقد جعل أهلها يعبدون الله ويهجرون عبادة الأصنام (وهو الذي منع واد البنات وحرم شرب الخمر ولعب الميسر) ، وترك لأمته مبدءاً لا يزال ، وعليه يعمل الملايين من الناس) (41)

    جون ديفولبوت

    (إن محمداً ( ) نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية ، وإن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال ، وإن افتخرت آسية بأبنائها فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم ، إن من الظلم الفادح ، أن نغمط حق محمد الذي جاء من بلاد العرب وإليهم ، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثه ، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة ، وبالجملة مهما ازداد المرء إطلاعاً على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسان ، إنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه ، ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه و تعظيمهم له) (42)

    المستشرق السويسري
    ماكس فان برشم


    (( بعد ستمائة سنة من ظهور المسيح ظهر محمد ( ) فأزال كل الأوهام ، وحرم عبادة الأوهام ،وكان يلقبه الناس بالأمين ، لما كان عليه من الصدق والأمانة وهو الذي أرشد أهل الضلال إلى السراط المستقيم )) (43)

    المستشرق الإيرلندي هربرت وايل



    ________________________________________
    (1) القس لوازون محاضرة (2) الفريد الفانز علم النفس
    (3) المهاتما غاندي في حديث لجريدة يونج انديا (4) زويمر الشرق وعاداته
    (5) سنرستن الآسوجي تاريخ حياة محمد (6) & (7) لامارتين تاريخ تركيا
    (8) مونتجمري وات محمد في مكة (9) آن بيزنت حباة وتعايم محمد
    (10) ادوار مونته العرب (11) واشنطن ايرفنج حياة محمد
    (12)السير موير تاريخ محمد (13) هنري دي فاسنري لإسلام خواطر وسوانح
    (14) & (15) مارسيل بوازار انسانية الإسلام (16) & (17) توماس كارلايل الأبطال
    (18) اينين دينيه آشعة خاصة بنور الإسلام (19) جولد تسيهر العقيدة والشريعة في الإسلام
    (20) &(21) كارادي فو المحمدية (22) جارسان دي تاسي الإسلام
    (23) هربرت جورج ويلز معالم تاريخ الإنسانية (24) لايتنر دين الإسلام
    (25) اميل درمنجم حياة محمد (26) لويس سيديو قصة الحضارة
    (27) سانت هيلر الشرقيون وعقائدهم (28) مايكل هارت مائة رجل من التاريخ
    (29) نظمي لوقا محمد الرسول والرسالة (30) روم لاندو الإسلام والعرب
    (31) كليمان هوار تاريخ العرب (32) دون بايرون اتح لنفسك فرصة
    (33) جرسان دي تاسي نفلا عن (هذا هو الإسلام ) (34) رينيه غروسيه مدنيات من الشرق
    (35) ليو تولستوي (36) ك جيورجيو نظرة جديدة على سيرة سول الله
    (37) راينهارت دوزى مسلمو الأندلس (38) هربرت سبنسر أصول الإجتماع
    (39) بوسورث اسمث محمد والإسلام (40) وغسطون كريستا الكياسة الإجتماعية
    (41) جون ديفولبوت العجائب (42) ماكس فان برشم العرب في آسيا
    (43) هربرت وايل المعلم الكبير

  7. #17
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة الحادية عشره


    الإسلام


    الإسلام هو الخضوع لإرادة الله خضوعا كاملا ، بحيث يعيش الإنسان على الأرض كما يريد الله له أن يعيش ، وهي أفضل طريقة للعيش ، لأنها التي اختارها الله ، بل هو خالق لجميع مفرداتها ، وبالتالي هو العليم بما خلق وبكيفية عيشه بطريقة قويمة .

    الخضوع لله الذي يأمر به الإسلام يراه البعض – وغالبا أصحاب الخلفية الدينية الضعيفة أو غير الموجودة – نوعا من القهر والمعاناة والسوداوية، والحقيقة غير ذلك ، أو لسنا نستسلم للخبرة في حياتنا ؟ نستسلم للجراحين ولأطباء الأسنان ، لأنهم يعرفون ما هو أفضل لنا ، ونقبل في ذلك تخديرا يفقدنا جزءا من أو كل قدرتنا على التمرد بينما سيفتح الجراح الجسد ، رغم إننا نتراجع فزعين إذا ما روًعنا الأصدقاء بالدبابيس ، إنه استسلام للخبرة ، ونستقل اسطوانة معدنية ترتفع بنا آلاف الأقدام يقودها إنسان مثلنا ، ويفرز جسدنا في هذه الرحلة كمية من الأدرينالين أقل من التي نفرز في لجنة امتحان متوسط الصعوبة ، إنه استلام للخبرة .

    وعليه فبما أن الله هو الخالق وهو خبير بعباده وبما يصلح حالهم فالإستسلام له هو الحالة الطبيعية الراشدة التي توفر التوفيق والسلام الداخلي للإنسان ، وهذا الإسلام لله يوفر سلاما بين أفراد المجتمع إذا ما توافقوا على الخضوع لله ، وبذا تكون التحية بينهم هي السلام عليكم أي سلام من الله عليكم ، ويكونون جديرين بدخول الجنة والتي اسمها دار السلام ، إذن الإسلام هو إيمان نقي بالله يستلزم الخضوع له باعتباره العليم الخبير القادر على كل شيء وهذا الخضوع يولٍد شعورا عميقا بالسلام الداخلي ، ويصنع لغة اجتماعية هي السلام بين أفراد المجتمع ، فيثيب الله عن ذلك بالجنة .

    الإسلام في اللغة العربية مشتق من نفس اشتقاق كلمة سلام ، وليس هذا من قبيل الصدفة البحتة إذا ما نظرنا إلى التحية بين المسلمين ، والي اسم الجنة ، وحتى ليلة القدر المباركة عند المسلمين والتي يكون للعبادات فيها ثواب أعظم من ثواب العبادات في غيرها من الليالي ، والدعاء فيها أفضل ، موصوفة في القرآن بأنها ( سلام هي ) (1) ، كما أن النبي محمد( ) يصف المسلم بأنه من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وهذا يعني أن التشابه بين الإسلام والسلام ليس لغويا فقط .

    الإسلام بطرحه للسلام كما أسلفت يعطي بعدا أوسع وأعمق من المفاهيم القانونية والفلسفية ، وإن كان لا يعارضها بل يعززها ، انه سلام مع الخالق نفسه ، وإذا صدق شعور الإنسان بهذا السلام فإن هذا سيترك اثرا عميقا في علاقته بنفسه وبالبشر وبالحيوانات وبالنباتات وبالأرض ، وسينخفض أو يزول هذا التوتر النفسي الذي يشعر به الإنسان مهما تحسنت ظروفه .

    البشر تولد بفطرة إلهية نقية ، ولكن تحت مؤثرات من الغرائز المركبة والاستعدادات الشخصية والميول وملابسات الحياة ، والأنانية والطمع وإغراءات الشياطين وتأثير البيئة ، بل وتأثير الطعام والشراب المحظور دينيا والمخدرات المغيبة للوعي ، كل هذه الأمور تجعل البشر مشوشين لا يلتقطون نداءات الفطرة على الإطلاق أو بوضوح ، ومختلين لديهم قدرة على السقوط أو الترنح ، وبذا يكون الإنسان قادرا على عصيان الله وقادرا على الخروج عن الطريق الذي اختاره له، الله عنده شيفرات السموات والأرض والمخلوقات والبشر ، والكون مطيع له ، والمعاصي خروج عن النظام ، إنها تشبه الأخطاء الملاحية ، والناس في خروجها أنواع . بإلحاد أو شرك أو تجديف ، بقتل أو تعذيب أو سرقة ، بحقد أو تكبر أو استخفاف بمشاعر الآخرين ، بحق الدجاج هرمونات أو بممارسات جنسية شاذة أو بالتبول في الأنهار .

    كل تصرف أو شعور سيء هو عصيان لله ، وعصيان الله مخرٍب ، ولكن لا نستطيع أن نلحظ كل هذا التخريب الداخلي ، نلحظ بعضه فقط ، وعلى المسلم أن يجاهد نفسه ويطورها ، ويعمل عمليات صيانة تزيل عنه الأدران بالصلاة أو الدعاء أو البكاء لله أو بالصدقة أو بكفالة يتيم ، هناك بدائل عديدة لتنظيف الذات ولإتيان أمور تجلب رضا الرب ، حتى لو مجرد تعاطف من القلب مع مظلوم من شخص لا يستطيع أن يرد الأذى ، أو برفع الأذى من الطريق حتى يمر الناس بسلام ، وبعد هذا أو غيره من الأعمال الخيٍرة لن يكون الإنسان ملاكا أبدا ، بل إنسان فاضل ، سيظل عرضة لارتكاب أخطاء كبيرة أو صغيرة ، ولكنه اكتسب مناعة ما قللت رغبته في عصيان الله ونظفت قلبه ، وهو بعد كل هذا يمكنه دائما أن يستغفر الله ويتوب إليه ،

    والله اعلم بخلقه ويعرف أنهم غير كاملين بأية حال ، وهو يغفر لهم طالما عادوا إليه ، بل لو تسلل للإنسان شعور بأنه كامل ، وانه محكم كالحصن ، وانه يؤمن بالله ولكن لا يريد معونته فعند هذه الحالة يكون ابغض عند الله من الذين يخطأون ويعودون باكين لله ، بل ويحب الله أن يطلب الناس معونته ، وأن يطلب الناس منه طلباتهم الدنيوية ، وادعاء النضج إزاء الله غرور ، يستطيع الله أن يثبت لهذا الإنسان ضعفه ، لأنه لم يستسلم بحق لله .

    وهذا الإسلام لله هو علاقة مباشرة بين الإنسان وربه بلا واسطة بينهما أبدا ، الله قريب جدا ، وعلى الأرض هناك بشر لا تعرفهم ولا نهتم بهم ، بل ربما ننظر لهم بتقزز من ملامحهم البائسة أو ملابسهم المتواضعة أو من جهلهم بالعلوم الدنيوية أو الدينية ، ومع ذلك فالمخلص منهم لله حقا ، يكون عند الله أفضل من حفنة من السادة أصحاب بطاقات الإئتمان الذهبية الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ( نسوا فطرتهم ) ،

    وربما لو اقسم هذا المسكين على الله لأبره ، هناك طريق بين الله والإنسان ، مباشر ولا يمر على محطات بشرية ، إخلاص ومجاهدة وعبادات واستغفار وحب لله وثقة فيه ، ولا يحتاج الإنسان في هذه الرحلة الشيقة لأي ترشيح أو تزكية أو ترفيع من بشر على الأرض ، إنه شيء شخصي جدا وعميق جدا وبلا كهنوت ، الله ليس لديه وكلاء معتمدون على الأرض ، لكن هناك ناسا يعلٍمون أو يعظون أو يجاهدون ، وسيكافئون على هذا ، ولكنهم ليسوا بوكلاء معتمدين يقفون كمرحلة وسطى بين البشر والله .

    والإسلام لا يقدمه النبي محمد كفكرة منحوتة في الفراغ ، بل هو دين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، فطالما أن الإله هو الإله فأصل الدين واحد ، وكل نبي دوره هو إعادة الناس لهذا الدين اذا ما بعدوا عنه قليلا أو كثيرا أو تماما ، ودورهم أشبه ما يكون في هذا الشأن كدور الراعي للخراف ، وعليه فإن الناس يطلقون اصطلاحات من اجتهادهم الشخصي على الأديان تعبيرا عن حالة معينة من الإنشقاق والإختلاف النوعي والذي يعد مبررا عند درجة ما لتسمية الجماعة الجديدة باسم جديد ، وهذا يأتي غالبا بعد انتهاء عصر هذا النبي أو ذاك ، وعليه فلم تكن على سيبل المثال الجماعة الأولي من المسيحيين تتصور أنها تنشئ دينا جديدا ، ولم يوصي موسى اليهود بان يطلقوا على الدين اسم الدين اليهودي ، ولا المسيح قال لجماعته انتم مسيحيين ، إذن المسيح راعٍ آخر جاء لإعادة الناس للدين السليم ، وهو مجدد ، ولكن بمعني أنه معيد الدين لأصوله الأولى بإزالة ما علق من توهمات واجتهادات بشرية ، وتكلٌس طقسي وتشريعي
    ________________________________________
    (1) القدر 5

  8. #18
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/ محمد بن سعد مشاهدة المشاركة
    أخي الأستاذ محمود توفيق يحفظكم الله

    ما شاءالله تبارك الله
    عطاء موفق بإذن الله

    بنت مريم في الضوءالخافت


    أود أن أهديكم محتوى هذا الرابط : تيار الوعي في القصة السعودية القصيرة - من تأليف د. صالح بن غرم الله بن زيَّاد، جامعة الملك خالد بأبها
    [line]-[/line]
    يقول ملخص بحثه:
    تتناول هذه الدراسة ( تيار الوعي ) بوصفه تكنيكاً في القصة يؤكد على إبراز بنية اللغة السردية وتشكيلها تشكيلاً يقصد إلى الموضوعية من خلال تقديم العالم كما تراه شخصيات القصة للدلالة على محتواها الذهني والنفسي وهو في طور انسيابه وفيضانه وتشتته ومن خلال أعماقه التي لا يحدها منطق.

    وقد قامت الدراسة على جانب نظري يحكي المفهوم الاصطلاحي لـتيار الوعي ويرصد تكوينه الفني وتفاعلاته في السياق الأدبي والمعرفي والتاريخي العالمي، وعلى جانب عملي تطبيقي يحاول أن يقرأه في القصة السعودية القصيرة من حيث هو ممكن إبداعي لا يقف بوظيفة اللغة، أدبياً، عند صفة الوسيلة المباشرة لخدمة الواقع وتصويره والتعبير عنه، بما ينزع عنها خاصية الأدبية ويكرس عمليتها ونفعيتها.
    [line]-[/line]
    ونقول نحن بأن مسألة القصة القصيرة في السعودية تمر بتحديات عديدة رغم إحتضان منتديات الإنترنت لها، ومع هذا قد نخالف الدكتور صالح بن زيَّاد فيما يراه من التحول إلى مستوى متطور من التقنيات، والتي قال عنها: فارقت بها القـصة السعودية طرق السرد التقليدي.

    الإختلاف ،، فقط في قلة قراء العربية مالم تستحوذ القصة القصيرة على دور الممثل والمخرج ولحلقات القصصية القصيرة !!

    ربما قد نسند القول بالتجربتين المصرية والكويتية التي يكتمل فيهما أكثر عوامل النضج، هذا مجرد رأي شخصي من جانب شخص مثلي غير متخصص في أدب القصة القصيرة.

    هذا وبدون مجالمة ،، بدأت قراءة حلقات قصصكم ،، ومازلت اتمتع بإعادة قراءتها مثتنى وثلاث ،، شاكرا لكم حسن النصيحة.

    تحياتي لكم

    دكتور محمد بن سعد
    أسعد الله أوقاتك

    يشرفني أن اكون هنا في جوار رجل مثلك متعدد الإهتمامات
    أشكرك شكرا جزيلا على رابط الموضوع القيم ، فموضوع تيار الوعي موضوع هام جدا لكتاب الرواية أو نقادها على ح سواء .

    ولكم سعدت برأيك أيضا في المذكرات التي أتشرف بنشر بعضها هنا في المنتدى الكريم .

    فشكرا لك على مثابرتك على قراءتي ، مثك لا يعد قارئا ، بل جمهورا !!

    والشكر موصول لمن أتعبته معي ، ونسأل الله له الأجر عن نشر هذه الحلقات ، إنه العم نجم سهيل ، الذي يتولى نشرها في المنتدى

    أسعد الله أوقات الإخوة جميعا .

  9. #19
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة الثانية عشره


    التربية


    ما هي الإتجاهات والميول الأساسية التي ربي محمد( صلى الله عليه وسلم ) عليها المسلمين ؟ لا أحسبني بصدد عمل جردة شاملة لكل الأوامر والنواهي الخاصة بالدين الإسلامي ، إنما هي محاولة لإستكناه الرؤى الأساسية التي ترسم النزعات والمفاهيم لدي المسلمين .بدون منهجية معينة في الترتيب ، أقول أن الإسلام زرع في أتباعه مفهوم واضح للعزة ونمي شعورا قويا يها ، هي ليست مرادفة للحدة والغضب وليست مشتقة منهما ، إنما هي تعني رفض الظلم وعدم قبول الأمر الواقع المختل وبذل الجهد لإقامة علاقة صحية بالآخرين أساسها الندية (ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون أن كنتم مؤمنين ) (1) هناك نصوص كثيرة دالة على تأكيد معني العزة ومثل هذا أيضا (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض. قالوا ألم تكن أرض اللّه واسعة فتهاجروا فيها) (2) بمعني أن من يتحمل الظلم يعتبر ظالما لنفسه ، وإن لم يكن لديه قدرة على رد الظالم فله الهجرة بعيدا عن الظالمين وفي حديث للنبي محمد( ) ( من أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا ) هذا هو فهم الشريحة الأوسع من المسلمين لدينهم ، إنه دين يطلب من الإنسان ان يعتد بذاته ولا يتضاءل أمام إنسان متكبر أو سلطة غشومة . ومن الجدير بالذكر أن فترة الإحتلال التي تعرض لها العالم الإسلامي كانت هناك بالطبع مقاومة مستميتة ، غير أنه كانت هناك بعض الجماعات ذات الطابع الغارق في الروحانيات انصاعت للإحتلال بطريقة مدهشة بل وأجلًته على أساس أنه من قدر الله ، وقدر الله يرحب به في كل الأحوال ، وبالطبع بادل الإحتلال – الفرنسي تحديدا – هذه الجماعات كل الود ، ولم تكن تلك الجماعات تنطلق من رؤية (هيجيلية) للصراع ، بل رؤية (ميتافيزيقية) بحتة ، ولا يبدو أن لهذه النظرة المستسلمة أي تأصيل صحيح في الدين الإسلامي . والمشكلة العالمية الحالية الخاصة بالإرهاب ليست مستحيلة الحل ، هذا ما إذا كان هناك إمكانية لدراسة أسباب إحساس المسلمين بالغبن والذل . ومفهوم العزة لدي المسلمين ليس مخيفا ، و لا يعطي للمسلمين حق الإعتداء على الغير ، بل على العكس يشهد التاريخ أنه لما مالت كفة الميزان لصالحهم كانوا اقل الشعوب والحكام ميلا لتركيع الآخرين إن إحساس المسلمين بالعزة يجعلهم يشعرون بأنهم في وضعهم الطبيعي ، ولا يمكن أن يفكر بطريقته الطبيعية من يعيش في وضع مقلوب ، وإن كانوا يتحملون قدرا غير قليل من المسئولية عن الوضع المقلوب . العزة مدخل جيد لفهم إيمان المسلمين بالقدر ، وهو احد أركان الإيمان عند المسلمين التي لايكتمل ايمان الفرد الا بالإيمان بها جميعا ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ) ، فالإيمان بالقدر لا يعني السلبية والإنهزام أمام قوى الطبيعة أو قوي التدافع بين الأمم ، فقوي الطبيعة والتدافع بين الأمم كلها قوانين أثبتها القرآن ، ولكنه أيضا اثبت للإنسان العقل والإرادة والقدرة على التعلم من تاريخه والتدبر والقدرة على مقاومة الأضرار والشرور ، وجعلها أيضا قوانين اجتماعيه لذا يؤمن المسلم المعتدل بأن المرض قدر الله ، وأن العلاج قدر الله أيضا ولا يوجد ما يثبت العلاقة بين العزة والإيمان بالقدر أفضل من الحديث النبوي ( أطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير) الإيمان بالقدر يدفع الإنسان لألا يصاب بإحباط إذا ما ألمت به مصيبة لا فكاك منها ، فإن كان هناك فكاك فعليه أن يحاول ، والإيمان بالقدر لا يجعل المسلم في حل من الإحساس بالمسئولية الكاملة عن أفعاله فيقول القرآن ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ) (3) و هنا قد يسأل من هو في مثل حالتي : فأين القدر إذن ؟ والإجابة أن الله يتدخل لصالح حرية الإنسان في الإختيار ؛ ليؤكد حريته ومسؤليته ، فإذا انتوى نية ما سهل له الله طريقها ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) (4) هنا كان قدر الله وهو الهداية لسبل الله مبني على مجاهدة بشرية ، وهي مشيئة إنسانية . ويتدخل الله حسب أخلاق العبد (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) (5) هنا كان المخرج قدر الله مبني على مشيئة هي تقوي الله . و ريتدخل الله حسب علمه بما في الضمائر البشرية( لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون) (6) يعني علم الله ضمائرهم وعلم أنهم لن يستجيبوا إذا سمعوا فلم يسمعهم وفي كل الأحوال فالإنسان يختار ومسئول عن اختياراته «و هديناه النجدين» (7) والله ينفي الظلم عن نفسه ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) (8) هذه نظرة سريعة وإضاءة على مفهوم القدر في الإسلام اكتبها باعتبار أن الدين الإسلامي متهم بتهميش الإرادة الإنسانية بحيث يبدو الإنسان غير قادر على فعل أي شيء أصيل نابع من ذاته ، على حين أن مفهوم القدر في الإسلام لا يجعل الإنسان كسولا منهزما إتكاليا ينتظر الصدف والملابسات ، الإسلام كأي دين يؤكد على إرادة الله وقدرته ونفاذ أمره في الأرض ، ولا يفهم من آية مثل (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (9) أن الإنسان يعيش في حالة بطالة مقنعة على الأرض ، الآية تشير للقوانين الآلهية في ري النبات وفي الإنبات نفسه ، وكلها ليست من فعل الإنسان ، ولا مشاحة في ذلك ، هذه الآية وغيرها غرضها ألا يتلهي الإنسان بالأسباب عن المسبب (الله ) ، إذن الأرض تعمر بقوانين الله النافذة وإرادته ، إلى جانب كد الإنسان . والجميل في القرآن أنه قد فنًد المنطق الجبري للكفار في عقيدتهم وسلوكهم . فقد قالوا دفاعا عن عبادتهم الملائكة وجعلوها ( بنات الله ) أن هذا بإرادة الله ، فيقول القرآن ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) (10) . وعن كفار ينفون مسئوليتهم عن إطعام الفقراء محتجين بكون هذا الجوع مشيئة الله فيهم ، على سبيل السخرية (وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) (11) . وبينما ننعي نحن على الإسلام الجبرية وضياع المشيئة الإنسانية قبالة مشيئة الله ، وهو اتهام لا يثبته إلا الفهم الإختزالي للنصوص ، ينعي الإسلام على المسيحية الإيمان بالخطيئة المتوارثة من عهد آدم ويعتبرها عقيدة جبرية تتعارض مع فكرة المسئولية الفردية عن الأخطاء والتي لها أدلة نصوصية في التوراة والإنجيل . لا يبدو الإسلام دينا طقسيا بحتا ، فليس المؤمن في الإسلام هو من يكرس جزءا من وقته وجهده للعبادات وكفي ، لقد جعل الإسلام الأخلاق الإجتماعية هي المؤكٍد على الإيمان أو نافيه ، وهذه نصوص مثبتة لذلك ( لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له ) حديث نبوي ، وكذلك فإن من يصوم عن الطعام والشراب لا يكفيه هذا لقبول صومه في كل الحالات ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) وقيل له عن امرأة تكثر الصلاة والصدقات والصيام غير أنها تؤذ جيرانها بلسانها قال هي في النار وتأكيد الإسلام على ضرورة تمثُل الأخلاق الكريمة في شخص المسلم كان له دور كبير في نشر الدين الإسلامي في مناطق عدة من العالم عن طريق تجار مسلمين أتقياء نزيهين جعلوا هذه الأوامر والنواهي حاكمة لسلوكهم في التعامل مع الغير من أجناس أخري وأديان أخري ، فتأثرت بهم شعوب وأسلمت ، وهذا ينافي الفكرة الشائعة عن انتشار الإسلام بحد السيف . إلا أن قوة امتثال المسلمين لهذا الفهم للأخلاق باعتبارها هي الإيمان نفسه لا تضاهي قوة الإمتثال لتعاليم أخري كتحريم شرب الخمر ولحم الخنزير ، وتختلف حسب حظ كل واحد من الطباع ودرجة التدين والظروف البيئية ولو كان لها نفس قوة الحضور للتعاليم الأخر لشرب الخمر واكل لحم الخنزير لأصبح المسلمون بالتأكيد ظاهرة إنسانية ملفتة للنظر . وترتبط فكرة الإلزام الأخلاقي وكذا فكرة امتثال المسلم للأوامر والنواهي بمفهوم آخر تربي عليه المسلم وهو ( الخشية ) ، يتصرف المسلم على أساس أن الله يراه حين يحسن وحين يسئ وأنه سيحاسبه على كل أعماله ، والمسلم يجب أن يشعر بخشية من الله ، وفي الإسلام لا تعارض بين أن تحب الله وتخاف منه ، فالحب يتعارض مع الكراهية لا مع الخوف ، وهذا المفهوم عن الخشية من الله يستخدم أيضا للمز على عقيدة المسلمين ، ومن الجدير بالذكر أن الأدبيات الدينية الغربية المسيحية طوال القرون الماضية كانت تفرط في إرعاب الناس من الله ، ومن الجحيم والشياطين لدرجة لا يستعجب من أن تسبب حالة نفسية سيئة ، والخطاب الجديد الذي لا يتناول أي عقاب من السماء هو وليد العصور الحديثة ، حتى تستعيد الكنيسة أبناءها الذين هجروها ، أي اننا أمام تغير في الخطاب استجابة لظروف لا أكثر ،ومن جهة أخري نعم نحن نؤمن بأن الله محبة ، ولكننا لم نستطع أن نغلق جهنم وقد جاء ذكر لعقوبات دنيوية في الكتاب المقدس نزلت بأقوام عدة كعقاب من الله ، وطبيعي أن الله قادر على إلحاق الأضرار الجسيمة بمخالفيه ، وكل من يستطيع أن يلحق ضررا ما يستحق أن يخشي ، وذلك بتلافي الخطأ الذي يتبعه العقاب وعلى كلٍ فالله في الإسلام له أسماء عديدة لها معاني الرحمة والود مثل الرحمن الرحيم الغفور الودود العفو السلام إن هذا الخوف بعد استعراض الآيات القرآنية والأحاديث الدالة عليه لا يعني الخوف المرضي المستديم الذي يشل قدرة الإنسان على التفكير ويصيبه باليأس أمام قوة باطشة تستطيع أن تفعل به ما تشاء ولا يملك هو الفكاك منها ، يمكن التعرف عليه حتى بالإطلاع على بعض البرامج التليفزيونية وقراءة بعض الكتب ذات الطابع الإيماني التي ترقق القلوب سنجد أنفسنا أمام مناخ نفسي رائع يتكلم عن لذة القرب من الله وعن حلاوة الإيمان ، وعن كراهية المعصية التي تبعد الإنسان عن الخالق ، وينقل البعض أحاسيسه الجميلة عند التوبة ، حتى الدموع هي دموع مريحة للنفوس ، عائدون لله ينقلون خبراتهم النفسية الجميلة للناس بوجوه مليئة بالراحة والبِشر . الله ليس ديكتاتورا عند المسلمين لا يُعرف له أمان ، ولا العبادات عند المسلمين تمثل أشغالا شاقة دينية ، ولا الأسر المتدينة على ما يبدو تعيش بسبب هذا الخوف من الله فوق سطح صفيح ساخن . هذه الإلمامة السريعة جدا التي لا أدعي لها الشمولية ولا التفصيل تعطي انطباعا عن القوة المدنية التي منحتها تعاليم محمد( ) للمسلمين ، إنها مزيج من الإحساس بضغط الواجب وإلحاح الرسالة والرغبة في تقديم النموذج ، إن هذه القوة المدنية التي تجعل المسلم مؤمنا بالله ومتوكلا عليه ومؤمنا بقدره ليس بالضرورة أن تعبر عن نفسها في جبهات قتالية ، بل في مناخ سلمي عادل ستكون هذه الجبهات آخر ما يفكر فيه المسلم ، هي من الممكن أن تعبر عن نفسها في مناطق المجاعات والكوارث الطبيعية وفي بيوت لكفالة الأيتام ودور علاج مجاني ومدارس مموُلة ، وهي من الممكن أن تعبر عن نفسها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حيث يتم الأخذ بالإعتبار قوة تأثير التعاليم الإسلامية في مكافحة التدخين والإيدز ________________________________________



    (1)آل عمران 139 (2) النساء 97 (3) الملك 2 (4) العنكبوت 69 (5) الطلاق 2 (6) الأنفال 23 (7) البلد 10 (8) يونس 44 (9) الواقعة 63-64
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود توفيق ; September 12th, 2008 الساعة 03:18

  10. #20
    عضو شرف فخري
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الحلقة الثالثة عشره


    الخاصة الألهية


    الإسلام يقدم فهما مقبولا ونزيها لعلاقة البشر بالله ، قائم على التساوي المبدئي ، ولا يتميز البشر عن بعضهم إلا من خلال الإيمان والعمل الصالح ، إذن لا علاقة استثنائية بين مجموعة من البشر والخالق .

    يقول الله في القرآن
    (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) (1) .

    ونزلت هذه الآية طبقا لمراجع تفسير إسلامية ( لما قدم وفد نجران من النصارى على رسول الله أتتهم أحبار اليهود ، فتناظروا ، وتنازعوا حتى ارتفعت أصوات الفريقين ، فقالت اليهود للنصارى لستم على شيء من الدين ، وكفروا بعيسي والإنجيل ، وقالت النصارى لليهود : ما أنتم على شيء الدين ، وكفروا بموسي والتوراة ، فأنزل الله هذه الآية .)

    والمراد بالذين لا يعلمون هم كفار العرب ، إذ كان رأيهم أن الفريقين ليسوا على شيء ، إننا هنا أمام صراع عصبي بين المرجعيات واليقينيات المختلفة وصل إلى مرحلة حماسية تبادل فيها الفريقان اتهامات التكفير، والفريق المسيحي فقد أعصابه فرد على تجريح الفريق اليهودي لعقيدته بأن أنكر التوراة نفسها ، وفي النهاية جعل الله الكلمة الفصل لنفسه يوم القيامة .

    وفي آية أخري ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (111) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون 112)) (2)
    وأخري

    ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَنَ َيَشَاء ) (3) ،

    والمقصود بالعذاب مما مر بالفريقين من محن وابتلاءات ، وبصفة خاصة اليهود والذين كانوا أنبيائهم ينذرونهم بكون ما يمرون به من محن هو عقاب من الله على المعاصي والبعد عن الله .
    إذن كيف يعامل الله الناس وعلى أي أسس ؟
    (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)) (4)

    لم يحول القرآن الميزة الإعتبارية أو المحسوبية الإلهية لصالح المسلمين ، بل يفاجئنا القرآن كما فاجأ – حسب اعتقادي - فصيلا من جماعة المؤمنين بآيتين هما

    (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123)
    وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) ) (5) .

    إن القرآن ينفي فكرة الخاصة تماما ويضع الناس قبل أعمالهم في حالة مساواة فلا يميزهم تعميد ولا انتساب للعائلة الإبراهيمية، إنهما الإيمان والعمل الجديران بتكريم الإنسان في ملكوت السماء


    ________________________________________
    (1) البقرة 113 (2) البقرة 111-112
    (3) المائدة 18 (4) الزلزلة 7-8
    (5) النساء 123-124

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أيهما أرحم .. جنة الغربه أم جحيم الوطن ؟!
    بواسطة هلالي القرن في المنتدى منتدى الموارد البشـرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: October 22nd, 2009, 00:22
  2. موسوعة طبية
    بواسطة بحـــــر في المنتدى منتدى عـِـلَل صحية
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: October 20th, 2009, 12:48
  3. الجهاز الطبي يمنح الضوء الاخضر لمشاركة خماسي الهلال
    بواسطة المنتقد في المنتدى منتدى مباريات كُــرَة القــدم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: April 7th, 2009, 13:15
  4. انظر ماذا قدم للدين... فماذا قدمنا لديننا؟؟
    بواسطة ( * غريب الدار * ) في المنتدى حِوارات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: May 11th, 2008, 14:02

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا