اهــــ(الأحداث)ــــم

• طلب الكثير من الأعضاء إعادة تنشيط صندوق المحادثات • • تداول خسارة 139.27 نقطة عند 11,791.18 • بيع 100 مليون سهم الاتصالات • • القمة العربية الإسلامية • وقف عدوان اسرائيل • انهاء ازمة فلسطين
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 47
  1. #11

    افتراضي

    4- (أنس بن مالك )





    هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسمّى به ويفتخر بذلك، وقد وُلد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات، وكنيته أبو حمزة...

    وأم أنس هي أم سليم بنت ملحان اختُلف في اسمها فقيل: سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أو الرميصاء، كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركًا...

    عن أنس بن مالك قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يُرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يحل لي أن أتزوجك فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فأسلم فكان ذلك مهرها، قال ثابت: فما سمعت بامرأة كانت أكرم مهرا من أم سليم...

    وروى عن أم سليم رضي الله عنها أنها قالت: لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أريد زيادة، وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريت أني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة".




    أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:

    تربى أنس بن مالك على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، وصح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم فقالت له: هذا أنس غلامٌ يخدمك فقبله.

    وروى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألّا صنعت.

    وروى الترمذي بسنده عن أنس قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته ولا لشيء تركته لِمَ تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزًا قطّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكًا قطّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وكانت هذه الأخلاق العالية الكريمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كفيلة بتنشئة أنس رضي الله عنه هذه التنشئة العظيمة في مدرسة النبوة، فلقد قضى رضي الله عنه أهم وأخطر فترات حياته وبداية اكتمال بنيانه التربوي والجسمي في بيت النبوة وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وكما كان انس رضي الله عنه وأرضاه متأثرًا بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان كذلك متأثرًا بأقواله، وإذا نظرنا في الأحاديث التي رواها أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه نجد أنها قد تناولت جميع الجوانب في حياة المسلم، عبادة ومعاملات وأخلاقًا ولا شك أن أنسًا رضي الله عنه وهو من يروي هذه الأحاديث كان من أكثرالناس تأثرًا بها...

    وقد انعكس هذا التأثر العظيم برسول الله صلى الله عليه وسلم على حياة أنس رضي الله عنها كلها حتى لقي الله عز وجل.



    أهم ملامح شخصيته:

    كثرة علمه ودوام صحبتة للرسول صلى الله عليه وسلم:


    عندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان حيث حفظ رضي الله عنه وفقِه وتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم جميعًا في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثا، وانفرد البخاري بثمانين حديثا، ومسلم بتسعين.

    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:


    شهد أنس رضي الله غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يخدمه حيث كان عمره حينها اثني عشرعامًا...

    قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خلق، وأرحبهم صدراً، وأوفرهم حنانًا فقد أرسلني يوماً لحاجة فخرجت، وقصدت صبياناً كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتبسم ويقول: يا أنيس أذهبت إلى حيث أمرتك؟ فارتبكت وقلت: نعم إني ذاهب الآن يا رسول الله، والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته:لم صنعته؟! ولا لشيءٍ تركته: لم تركته؟

    وكثيراً ما كان يقول: لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا ، ورأيته يوم قُبض من، فلم أرَ يومين يشبهانهما، ففي يوم دخوله المدينة أضاء فيها كل شيء وفي اليوم الذي أوشك فيه أن يمضي إلى جوار ربه أظلم فيها كل شيء وكان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الاثنين حين كشفت الستارة عن حجرته، فرأيت وجهه كأنه ورقة مصحف، وكان الناس يومئذٍ وقوفاً خلف أبي بكر ينظرون إليه، وقد كادوا أن يضطربو، فأشار إليهم أبو بكر أن اثبتوا.

    ثم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام فما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجهه - (صلى الله عليه وسلم) - حين واريناه ترابه، وكان رضي الله عنه يقول: إني لأرجوا أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة فأقول له: يا رسول الله هذا خويدمك أُنَيْس.

    وعن أنس بن مالك قال: أتاني معاذ بن جبل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة. فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله حدثني معاذ أنك قلت: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة. قال: "صدق معاذ، صدق معاذ، صدق معاذ".

    بعض المواقف من حياته مع الصحابة:


    مع أخيه البراء بن مالك


    عن أنس بن مالك قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى بالشعر فقلت له يا أخي تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به ما هو خير منه؛ القرآن.

    قال: أتخاف علي أن أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه إني لأرجو ألا يفعل الله ذلك بي.

    مع ثابت بن قيس


    قال أنس بن مالك لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس ابن شماس: ألا ترى يا عم ووجدته قد حسر عن فخذيه وهو يتحنط فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم وبئس ما عودتم أنفسكم اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه.

    مع زيد بن مالك


    عن أنس بن مالك قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا بزيد بن مالك فوضع يده على منكبي يتكئ على فذهبت وأنا شاب أخطو خطا الشباب فقال لي زيد: قارب الخطى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات".





    بعض المواقف من حياته مع التابعين:

    روى أبو داود بسنده عن نافع أبي غالب قال: كنت في سكة المربد فمرت جنازة معها ناس كثير قالوا: جنازة عبد الله بن عمير فتبعتها فإذا أنا برجل عليه كساء رقيق على بريذينته وعلى رأسه خرقة تقيه من الشمس فقلت: من هذا الدهقان؟ قالوا: هذا أنس بن مالك فلما وضعت الجنازة قام أنس فصلى عليها وأنا خلفه لا يحول بيني وبينه شيء فقام عند رأسه فكبر أربع تكبيرات لم يطل ولم يسرع ثم ذهب يقعد فقالوا: يا أبا حمزة المرأة الأنصارية فقربوها وعليها نعش أخضر فقام عند عجيزتها فصلى عليها نحو صلاته على الرجل ثم جلس فقال العلاء بن زياد: يا أبا حمزة هكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة كصلاتك يكبر عليها أربعا ويقوم عند رأس الرجل وعجيزة المرأة قال: نعم قال: يا أبا حمزة غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم غزوت معه حنينا فخرج المشركون فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا وفي القوم رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا فهزمهم الله وجعل يجاء بهم فيبايعونه على الإسلام فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن علي نذرا إن جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيء بالرجل فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله تبت إلى الله فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبايعه ليفي الآخر بنذره قال: فجعل الرجل يتصدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمره بقتله وجعل يهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتله فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع شيئا بايعه فقال الرجل: يا رسول الله نذري، فقال: "إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك" فقال: يا رسول الله ألا أومضت إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس لنبي أن يومض".

    مع الزهري:


    قال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت

    مع غيلان بن جرير:


    قال غيلان بن جرير: قلت لأنس بن مالك يا أبا حمزة: أرأيت اسم الأنصار اسم سماكم الله به أم أنتم كنتم تسمون به من قبل قال: بل اسم سمانا به الله.

    مع قهرمانه وهو القائم بأموره:


    عن ثابت قال: كنت مع أنس فجاء قهرمانه فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية وصلى ركعتين ثم دعا فرأيت السحاب تلتئم قال ثم مطرت حتى ملأت كل شيء فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا وذلك في الصيف.

    مع سيرين والد محمد:



    عن أنس بن سيرين عن أبيه قال كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفا فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت رثة فربحت فيها فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن يقبلها مني.

    مع ثابت البناني


    عن ثابت البناني قال قلت لأنس بن مالك كم خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشر سنين فلم يغير علي في شيء أسأت ولا أحسنت قلت فأخبرني بأعجب شيء رأيت منه في هذه العشر سنين ما هو قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت تحت مولاه زيد بن حارثة قالت أم سليم يا أنس إن رسول الله أصبح اليوم عروسا وما أرى عنده من غداء فهلم تلك العكة فناولتها فعملت له حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت اذهب به إليه فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب فقال ضعه فوضعته بينه وبين الجدار فقال لي ادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وذكر ناسا من أصحابه سماهم فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه فدعوتهم فقال انظر من كان في المسجد فادعه فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول أجب رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا حتى امتلأ البيت فقال لي هل بقي في المسجد أحد قلت لا قال فانظر من كان في الطريق فادعهم قال فدعوت حتى امتلأت الحجرة فقال هل بقي من أحد قلت لا يا رسول الله قال هلم التور فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس كلوا بسم الله فجعلت أنظر إلى التمر يربو أو إلى السمن كأنه عيون تنبع حتى أكل كل من في البيت ومن في الحجرة وبقي في التور قدر ما جئت به فوضعته عند زوجته ثم خرجت إلى أمي لأعجبها مما رأيت فقالت لا تعجب لو شاء الله أن يأكل منه أهل المدينة كلهم لأكلوا فقلت لأنس كم تراهم بلغوا قال أحدا وسبعين رجلا وأنا أشك في اثنين وسبعين

    مع مكحول:


    قال مكحول: رأيت أنس بن مالك في مسجد دمشق فقلت رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا أسلم عليه ولا أسأله فسلمت عليه وسألته عن الوضوء من حمل الجنازة أو من شهود الجنازة فقال كنا في صلاة ورجعنا إلى صلاة فما بال الوضوء فيما بين ذلك.

    بعض الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم:


    أنس بن مالك رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك أنه لازَم الرسول الكريمَ صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، مرافقًا له وخادمًا ومتعلمًا منه...

    وهذه بعض الأحاديث التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


    روى البخاري بسنده عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيّكم محمد والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل الأبيض المتكئ فقال له الرجل: ابن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قد أجبتك" فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك فقال: "سل عما بدا" لك فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم فقال: "اللهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة قال: "اللهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة قال: "اللهم نعم" قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم نعم" فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.

    وفي البخاري بسنده أيضًا عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا أو أراد أن يكتب فقيل له: إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من فضة نقشه محمد رسول الله كأني أنظر إلى بياضه في يده فقلت لقتادة من قال: نقشه محمد رسول الله قال: أنس

    عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما.

    وعن أنس بن مالك أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضؤوا من عند آخرهم.

    أثره في الآخرين:


    لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير في غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من الكنوز من السنة النبوية العطرة، من خلال هذه الصحبة الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200من الأحاديث، مما يدل على عظيم أثره، وعلو همته، في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم...

    وكان رضي الله عنه يُسأل فيجيب فعن سعيد بن يزيد الأزدي قال: سألت أنس بن مالك أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه قال: نعم

    وعن عاصم قال: سألت أنس بن مالك عن القنوت فقال: قد كان القنوت قلت: قبل الركوع أو بعده قال: قبله قال: فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع فقال: كذب، إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرًا أراه كان بعث قوما يقال لهم القرّاء زهاء سبعين رجلا إلى قوم من المشركين دون أولئك وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو عليهم.

    وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك قال: قلت: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت مدا ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.



    بعض كلماته:

    عن شريك بن عبد الله قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما صليت وراء إمام قطّ أخف صلاة ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه.

    وقيل لأنس بن مالك: إن حب علي وعثمان رضي الله عنهما لا يجتمعان في قلب واحد،فقال أنس رضي الله عنه: كذبوا والله لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.

    وعن أنس بن مالك قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة ما له ترب جبينه

    وعنه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأحسن الناس وأجود الناس قال فزع أهل المدينة ليلة فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم وهو يقول لن تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف قال فجعل يقول للناس: "لن تراعوا"

    لمحات من حياته:


    قال ابن حجر في الإصابة:


    عن أنس قال قالت أم سليم يا رسول الله أدع الله لأنس فقال: "اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه" قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين. وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقالت يا رسول الله أنس أدع الله له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة" قال: قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة...

    كان أنس رضي الله عنه يخضب بالصفرة، وقيل: بالحناء وقيل: بالورس وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض، كانت به وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزها فنهته أمه وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها، وداعبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "يا ذا الأذنين".

    وكان نقش خاتمه رضي الله عنه صورة أسد رابض وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به...

    وقد بارك الله له في ماله وولده وعمره، ويقال إن أنس بن مالك قد رأى من صلبه من ولده وولدِ ولدِه نحوًا من مائة قبل موته وذلك أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دعا له فقال: " اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له "، قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالًا وولدًا ويقال إنه وُلد لأنس بن مالك ثمانون ولداً منهم ثمانية وسبعون ذكرًا والبنتان الواحدة تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمرو، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك.

    عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكىء على عكازة...

    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مشية جني ونغمته!

    قال: أجل.

    قال: من أي الجن أنت؟

    قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس.

    قال: لا أرى بينك وبينه إلا أبوين!

    قال: أجل.

    قال: كم أتى عليك؟

    قال: أكلت عمر الدنيا إلا أقلها؛ كنت ليالي قتل قابيل هابيل ابن أعوام - وذكر أنه تاب على يد نوح عليه السلام وآمن معه وأنه لقي شعيبا عليه السلام وإبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام - ولقي عيسى عليه السلام فقال له عيسى: إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام وقد بلغت وآمنت بك.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على عيسى السلام وعليك يا هامة، وعلمه رسو ل الله صلى الله عليه وسلم عشر سور من القرآن.

    فقال عمر بن الخطاب: فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه لنا ولا أراه إلا حيا.



    وفاته:

    عن صفوان بن هبيرة عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني قال فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه.

    وكان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه فدفنت معه بين جنبه وقميصه.

    وقد اختلف في وقت وفاته رضي الله عنه، فقيل سنة إحدى وتسعين، وقيل أيضا سنة اثنتين وتسعين، وقيل سنة ثلاث وتسعين قاله خليفة ابن خياط وغيره، وقال خليفة مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين وقيل: كانت سنّه إذ مات مائة سنة وعشر سنين.

    ويقال: إنه آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا الطفيل عامر بن وائلة، وكان موته بقصره بالطف ودفن هناك على فرسخين من البصرة وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي.

    من مراجع البحث:


    الإصابة..................................... ابن حجر

    الاستيعاب.................................. ابن عبد البر

    أسد الغابة.................................. ابن الأثير
    التعديل الأخير تم بواسطة أم مالك الأزدية ; August 25th, 2009 الساعة 13:44
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  2. #12

    افتراضي




    ام مالك

  3. #13
    إداري ومراقب
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    929
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ( توقيع متابعه )

    جزاكِ الله خيراً .

  4. #14

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,
    الأخت مجدولين
    والأخ مزاااج
    شرفني مروركم والمتابعة
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  5. #15

    افتراضي

    5- ( المثنى بن حارثة )


    المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني..

    حاله في الجاهلية


    كان المشهور عن المثنى بن حارثة أنه من أشراف قبيلته وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك.

    وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني، وهو ابن أخت عمران ابن مرة، على بني تغلب، وهم عند الفرات، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه.

    قصة إسلامه:

    وفد المثنَى بن حارثة بن ضَمضَم الشّيبانيّ إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- سنة تسع مع وفد قومه، وكان شهماً شجاعاً ميمون النقيبة حسن الرأي..

    أهم ملامح شخصيته:

    ـ حسن إدارته الشديدة للمعارك: كانت أنباء هزيمة الجسر ثقيلة على المسلمين؛ حتى إن عمر بن الخطاب ظل أشهرا طويلة لا يتكلم في شأن العراق؛ نظرا لما أصاب المسلمين هناك، ثم ما لبث أن أعلن النفير العام لقتال الفرس في العراق؛ فتثاقل الناس عليه، وعندما رأى ذلك قرر أن يسير هو بنفسه للقتال والغزو، فأشعل سلوكه ذلك الحماسة في قلوب المسلمين، فقدمت عليه بعض القبائل من الأزد تريد الجهاد في الشام، فرغبهم في الجهاد في العراق، ورغبهم في غنائم كسرى والفرس، وقدمت عليه قبيلة بجيلة، واشترطوا أن يقاتلوا في العراق على أن يأخذوا ربع الغنائم التي يحصلون عليها، فوافق عمر، وبدأت الجموع المجاهدة تتوافد على المثنى، الذي لم يكف عن ترغيب العرب في الجهاد.

    واكتملت قوات المسلمين تحت قيادة المثنى بن حارثة، في مكان يسمى "البويب" (يقع حاليا قرب مدينة الكوفة)، وكان نهر الفرات بين الجيشين، وكان يقود الفرس "مهران الهمداني" الذي أرسل إلى المثنى يقول له: "إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم"، فرد عليه المثنى "أن اعبروا أنتم إلينا". وكان ذلك في (14 من رمضان 14هـ = 31 من أكتوبر 1635م). ويرى بعض المؤرخين أنها وقعت في رمضان سنة 13هـ، إلا أن تتبع ما وقع من أحداث في العراق يجعل الرأي الأقرب للصواب هو 14هـ. وقد أمر المثنى المسلمين بالفطر حتى يقووا على القتال، فأفطروا عن آخرهم، ورأى المثنى أن يجعل لكل قبيلة راية تقاتل تحتها؛ حتى يعرف من أين يخترق الفرس صفوف المسلمين، وفي هذا تحفيز للمسلمين للصمود والوقوف في وجه الفرس. وأوصى المثنى المسلمين بالصبر والصمت والجهاد؛ لأن الفرس عندما عبروا إلى المسلمين كانوا يرفعون أصواتهم بالأهازيج والأناشيد الحماسية، فرأى المثنى أن ذلك من الفشل وليس من الشجاعة. وخالط المثنى جيشه مخالطة كبيرة فيما يحبون وفيما يكرهون؛ حتى شعر الجنود أنه واحد منهم، وكانوا يقولون: "لقد أنصفتنا من نفسك في القول والفعل". ونظم المثنى جيشه، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى يسمعوا تكبيرته الثالثة، ولكن الفرس لم يمهلوه إلا أن يكبر تكبيرة واحدة حتى أشعلوا القتال، وكان قتالا شديدا عنيفا، تأخر فيه النصر على المسلمين، فتوجه المثنى إلى الله تعالى وهو في قلب المعركة بالدعاء أن ينصر المسلمين، ثم انتخب جماعة من أبطال المسلمين وهجموا بصدق على الفرس فهزموهم، وعندما استشهد "مسعود بن حارثة" وكان من قادة المسلمين وشجعانهم وهو أخو المثنى قال المثنى: "يا معشر المسلمين لا يرعكم أخي؛ فإن مصارع خياركم هكذا"، فنشط المسلمون للقتال، حتى هزم الله الفرس. وقاتل مع المثنى في هذه المعركة أنس بن هلال النمري وكان نصرانيا، قاتل حمية للعرب، وكان صادقا في قتاله، وتمكن أحد المسلمين من قتل "مهران" قائد الفرس، فخارت صفوف الفرس، وولوا هاربين، فلحقهم المثنى على الجسر، وقتل منهم أعدادا ضخمة، قدرها البعض بمائة ألف، ولكن هذا الرقم لا يشير إلى العدد الفعلي، ولكنه كناية عن الكثرة فقط. وقد سميت معركة البويب بـ"يوم الأعشار"؛ لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم عشرة من الفرس، ورأى المسلمون أن البويب كانت أول وأهم معركة فاصلة بين المسلمين والفرس، وأنها لا تقل أهمية عن معركة اليرموك في الشام. ومن روعة المثنى أنه اعترف بخطأ ارتكبه أثناء المعركة رغم أنه حسم نتيجة المعركة، فقال: "عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر حتى أحرجتهم؛ فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها؛ فإنها كانت زلة فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع."

    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

    ذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه من حديث عبد الله ابن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو وأبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال علي وكان أبو بكر في كل خير مقدماً فقال ممن القوم فقالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر في قومهم وفيهم مفروق بن عمر وهانئ بن قبيصة ومثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق بن عمر قد غلبهم جمالاً ولساناً وكانت له غديرتان وكان أدنى القوم مجلساً من أبي بكر رضي الله عنه فقال له أبو بكر رضي الله عنه كيف العدد فيكم فقال مفروق أنا لنزيد على الألف ولن تغلب الألف من قلة فقال أبو بكر كيف المنعة فيكم فقال مفروق علينا الجهد ولكل قوم جد فقال أبو بكر فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما نكون غضباً لحين نلقى وأنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا ويديل علينا أخرى لعلك أخو قريش فقال أبو بكر أوقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا فقال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذلك فإلام تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن تؤوني وتنصروني فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد فقال مفروق وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون" فقال مفروق وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" فقال مفروق دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وكأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال هذا هانئ ابن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش وإني أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقداً ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا واتباعنا دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر وإنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة والسمامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذان الصريان فقال أنهار كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثاً ولا نؤوي محدثاً وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت هو مما يكرهه الملوك فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسأتم في الرد إذ فصحتم في الصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاط من جميع جوانبه أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نسائهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم لك ذا فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا" ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فقال يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض وبها يتجاوزون فيما بينهم

    بعض مواقفه مع الصحابة:

    ـ عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر رضي الله عنه، فسأل عن المثنى، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد".

    ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى..

    أثره في الآخرين ـ وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبا في الناس فقال ":أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس، وغلبناهم على خير شقي السواد، ونلنا منهم، واجترأنا عليهم، ولنا إن شاء الله ما بعده".

    بعض كلماته:


    وقال المرزباني: كان مخضرما وهو الذي يقول:

    سألوا البقية والرماح تنوشهم شرقي الأسنة والنحور من الدم

    فتركت في نقع العجاجة منهم جزرا لساغبة ونسر قشعم

    الوفاة:


    لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش الى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ( قس الناطف ) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل القادسية، رضي الله عنهما...

    المراجع

    الإصابة في تمييز الصحابة.

    عيون الأثر في المغازي والسير.

    موقع إسلام أون لاين.
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  6. #16

    افتراضي

    6- ( عمار بن ياسر )


    هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك المذحجي ثم العنسي أبو اليقظان.

    وكان عمار رضي الله عنه آدم طويلا مضطربا أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه وقيل: كان أصلع في مقدم رأسه شعرات.

    وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام وهو حليف بني مخزوم. وأمه سمية وهي أول من استشهد في سبيل الله عز وجل وهو وأبوه وأمه من السابقين. وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين. وهو ممن عذب في الله.

    وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حاله في الجاهلية:

    قال الواقدي وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر:
    إن ياسرا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم لأن أباه ياسرا تزوج أمة لبعض بني مخزوم فولدت له عمارا..

    وكان سبب قدوم ياسر مكة أنه قدم هو وأخوان له يقال لهما الحارث ومالك في طلب أخ لهما رابع فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وتزوج أمة له يقال له: " سمية " فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة فمن هنا صار عمار مولى لبني مخزوم وأبوه عرني كما ذكرنا..

    قصة إسلامه:


    أسلم عمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم هو وصهيب بن سنان في وقت واحد:
    قال عمار:
    لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
    فقلت:
    أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه.
    فقال:
    وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا...

    وكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلا.

    وروى يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام
    قال:
    سمعت عمارا يقول:
    رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر..

    وقال مجاهد:
    أول من أظهر إسلامه سبعة:
    رسول الله وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وأمه سمية

    واختلف في هجرته إلى الحبشة. وعذب في الله عذابا شديدا.

    أثر الرسول في تربيته:

    ـ أخبر أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر
    قال:
    أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-
    قال:
    ما وراءك؟
    قال:
    شر يا رسول الله. والله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير،
    قال:
    " فكيف تجد قلبك "؟
    قال:
    مطمئن بالإيمان.
    قال:
    " فإن عادوا فعد ".

    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

    روى أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال عذب المشركون عماراً بالنار فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به فيمر يده على رأسه ويقول:
    "يا نار كوني برداً وسلاماً" الأنبياء: 69، على عمار كما كنت على إبراهيم. تقتلك الفئة الباغية".

    ويحدث أبو إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
    "من هذا؟" قال عمار قال: "مرحباً بالطيب المطيب"

    بعض المواقف من حياته مع الصحابة:


    مع عمر:

    روي أن عمر بن الخطاب عزل عمار بن ياسر عن الكوفة واستعمل أبا موسى. وسبب ذلك أن أهل الكوفة شكوه وقالوا له: إنه لا يحتمل ما هو فيه وإنه ليس بأمين، ونزا به أهل الكوفة. فدعاه عمر، فخرج معه وفدٌ يريد أنهم معه، فكانوا أشد عليه ممن تخلف عنه، وقالوا: إنه غير كافٍ وعالم بالسياسة ولا يدري على ما استعملته. وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي، عم المختار، وجرير بن عبد الله، فسعيا به، فعزله عمر. وقال عمر لعمار: أساءك العزل؟ قال: ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت. فقال له: قد علمت ما أنت بصاحب عمل ولكني تأولت:
    (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين) القصص: 5.

    مع على:

    يقول أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين غلا رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم تفر من الجنة!

    الجنة تحت البارقة اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنهم على الباطل.

    وقال أبو البختري: قال عمار بن ياسر يوم صفين: ائتوني بشربة. فأتي بشربة لبن فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    " آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن " وشربها ثم قاتل حتى قتل.

    وكان عمره يومئذ أربعا وتسعين سنة وقيل: ثلاث وتسعون وقيل: إحدى وتسعون.

    مع خالد بن الوليد:

    يروي سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: وقع بين خالد بن الوليد وعمار بن ياسر كلام فقال: عمار لقد هممت ألا أكلمك أبدا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا خالد مالك ولعمار رجل من أهل الجنة قد شهد بدرا وقال لعمار: إن خالدا - يا عمار - سيف من سيوف الله على الكفار ". قال: خالد فما زلت أحب عمارا من يومئذ.

    أثره في الآخرين:

    عبد الله بن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال.

    بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:

    وروي عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب إلا أن يتوضأ.

    ـ وعن يحيى بن يعمر عن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة

    وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح..

    مناقبه:

    أنه أول من بنى مسجدا في الإسلام.

    فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن الحكم بن عتيبة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أول ما قدمها ضحى فقال عمار: ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بد أن نجعل له مكانا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه ويصلي فيه: فجمع حجارة فبنى مسجد قباء فهو أول مسجد بني وعمار بناه..

    وعن عمرو بن شرحبيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه".

    روي أن حذيفة أتى وهو ثقيل بالموت، فقيل له: قتل عثمان فما تأمرن؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول:
    " أبو اليقظان على الفطرة " ثلاث مرات " لن يدعها حتى يموت أو يلبسه الهرم ". أبو نعيم: حدثنا سعد بن أوس عن بلال بن يحيي، أن حذيفة أتي وهو ثقيل بالموت، فقيل له: قتل عثمان فما تأمرن؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: " أبو اليقظان على الفطرة " ثلاث مرات " لن يدعها حتى يموت أو يلبسه الهرم ".

    موقف الوفاة:

    روى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيف. وشهد صفين ولم يقاتل وقال: لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية". فلما قتل عمار قال خزيمة: ظهرت لي الضلالة. ثم تقدم فقاتل حتى قُتل.

    ولما قُتل عمار قال: " ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم "

    وقد اختلف في قاتله فقيل: قتله أبو الغادية المزني وقيل: الجهني طعنه طعنة فقط فلما وقع أكب عليه آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول: " أنا قتلته ". فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة وقيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني وعمرو بن حارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي فقتلوه.

    وكان قتله في ربيع الأول أو: الآخر - من سنة سبع وثلاثين ودفنه علي في ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه وهو مذهبهم في الشهيد أنه يصلي عليه ولا يغسل.


    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  7. #17
    مؤسس درة المجالس
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    السعودية، جدة
    المشاركات
    3,266
    مقالات المدونة
    7
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    والله يا أم مالك لاأملك لك غير الدعاء فأسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء وأن يجعل كل ماتبذلينه من جهود خيرة مخلوفة لك من الله ثوابا في الآخرة ووجاء لك ولذريتك من الشرور في الدنيا
    مع بالغ تبجيلي وتقديري وفقك الله وأسعدك في الدين والدنيا والآخره
    "وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث"


    .♥.♥. وإذا أتتك مذمتي من ناقص ۞۞۞ فهيي الشهادة لي بأني فاضل.♥.♥.

  8. #18

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,
    حياك الله يا أبو سعود
    ولك مثل ما تفضلت به علي من دعاء
    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  9. #19

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,
    اليوم سنحلق بك في رحاب شيخ الشهداء
    الدكتور معشوق الخزنوي
    سنكون وإياكم الآن في خطبته الشهيرة في يوم الجمعة في الأسبوع الثاني من رمضان
    عـــــــــــــــــــــام 1992م في الجامع الكبير بمدينة قامشلو




    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

    أما بعد

    فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار .

    أحبتى فى الله : أما بعد : لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت امتي ان تكون السنة كلها رمضان ، لو يعلم العباد ما رمضان ما قيمته ما فضله ما فوائده ما بركته ، لو يعلمون عطاءاته وفيوضاته عليهم ، لتمنوا أن يكون العمر كله متفيئاً في ظلال هذا الشهر العظيم المبارك ، إنه الموسم الثري المعطاء ، الذي يحبب للإنسانية كل معاني الخير والفضيلة والطاعة والصبر والاخلاص والمساواة ، إنها النعمة الألهية التي تغمر المؤمنين كل عام بذلك النعيم الروحي الذي يعيشونه ويدركونه في هذا الشهر العظيم وهم في ضيافة الله ، وفي جوار الله تبارك وتعالى ، متأسين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعيشون حياة سماوية خارقة ، ببطون جائعة ، وبأكباد ظامئة مقتدية بسيد المؤمنين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومتأسية بصحابته الكرام الذين قهروا الدنيا ، وبهروها وسيطروا على المادة والتراب ، وتسلقوا جبال الصنك والجوع والسغب والهول والصنا .

    إن لله عباداً فطناً طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
    جعلوها لجة واتخذوا صالح الاعمال فيها سفنا


    أيها الإخوة : يطيب لنا ونحن في ضيافة الله صائمين أن نقترب من رحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن رحاب صحابته الكرام الأبرار ، لنعيش في جوهم السماوي الخارق لحظات ، نشاركهم فيها ذلك النعيم الروحي الذي ادركوه وهم صائمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تعالوا معي لنقترب من اصحاب رسول الله ، وننظر كيف كانت حالتهم في شهر رمضان المبارك ، كيف كانت حالتهم المادية والاقتصادية ، وما هي موائد الافطار التي اعدوها في هذا الشهر العظيم ، تعالوا معي نقترب ونلقي السمع وهو شهيد ، ونحدق البصر وهو حديد ، ونشهد موائد الافطار عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    إننا عندما يحل علينا شهر رمصان نكرس كل مالدينا من انواع الاطعمة الفاخرة والموائد الزاخرة ما تشتهيه انفسنا وما تطلبه بطوننا وما تشتهيه الانفس وتلذ له الأعين ، نعد الموائد الزاخرة والاطعمة الفاخرة الجامعة لما لذ وطاب ، تلك الموائد التي تذهب بروح الصيام وتفرغه من معانيه ، وتقضي على فائدته وثماره ومعناه ومبتغاه ، فهل كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعدون كما نستعد عند الافطار ، وهل كانوا يهيئون كما نهيئ ، الحق يقال كانت موائد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مليئة زاخرة بكل شيئ إلا من الطعام ، كانت مليئة بالزهد والورع والتقوى والرضا بما عند الله تبارك وتعالى ، يقول أنس بن مالك والله لقد كان السبعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناوبون على مص التمرة الواحدة ، كان السبعة يتناوبون على مص التمرة الواحدة ، ويقول أبو طلحة رضي الله عنه شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع وكشفنا ثيابنا عن بطوننا وقد وضع كل واحد منا حجراً على بطنه فكشف النبي عن بطنه فإذا به قد وضع حجرين اثنين من الجوع ، ودخل أبو هريرة رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فوجده قاعداً يصلي ، فقال أراك تصلي قاعداً يا رسول الله ، قال : الجوع يا أبا هريرة ، فبكى أبو هريرة رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تبكي يا أبا هريرة فإن شدة الحساب لا تصيب الجائع يوم القيامة إذا احتسب ذلك في دار الدنيا .
    وعائشة أم المؤمنين التي قال النبي لها يا عائشة داومي قرع باب الجنة ، عائشة هذه ام المؤمنين ترسم لنا صورة من معيشته صلى الله عليه وسلم فتقول : كان يمر علينا الهلال والهلال والهلال ثلاثة أشهر ولا يوقد في بيت رسول الله نار للضبخ إنما هما الأسودان الماء والتمر ، إنما هما الاسودان الماء والتمرة ، كان يمر علينا الهلال الهلال الهلال ولا يوقد في بيت رسول الله نار للطبخ ، ثلاثة أشهر تمر وهم لا يوقدون ناراً ليطبخوا عليها وإنما يأكلون الأسودين الماء والتمر ، سألها أحد المسلمين يا أم المؤمنين هل كان في بيتكم سراج ، هل كنتم تضيئون السرج أو المصابيح التي تعمل على الزيت أو الدهن ، فقالت يا بني لو كان عندنا زيت للسراج لأكلناه ، لو كان عندنا زيت للسراج لأكلناه أو دهن للمصباح لتعشينا به ولما تركناه لا للسراج ولا للمصباح ، لا يوقد السراج أو المصباح في بيت المصباح والسراج المنير .
    لأنهم لو كانوا يملكون زيتاً لأكلوه ، لا يملكون زيتاً يسرجون عليه ولا دهنا يشعلون به المصباح .
    يحدثنا أبو برزة الأنصاري حديثاً مبكياً مضحكاً فيقول كنا في غزوة مع رسول الله فغنمناً بعض الخبز الأبيض وكنا نسمع في الجاهلية أنه من أكل الخبز الابيض سمن ، فصرنا نأكل الخبز وينظر كل واحد منا الى عطفيه هل سمن أم لا ، ينظرون الى أجسامهم هل سمن ام لا بهذا الخبز المصنوع من الحنطة ، إنه شيئ لا علم لهم به ، فخبزهم من الشعير ، بل لا يوجد خبز الشعير في كثير من الأحيان .
    جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها بكسرة خبز شعير الى أبيها ، فقال لها : ما هذا يا بنية ، قالت يا أبتي قرص خبزته من الشعير فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة ، فقال يا بنية والله ما دخل الى جوف أبيك طعام منذ ثلاثة أيام ، يا بنية والله ما دخل الى جوف ابيك طعام منذ ثلاثة أيام .
    نفسي لك الفداء يا رسول ، بأبي أنت وأمي يا أبا الزهراء .
    لو أن إنساناً تخير ملة ما اختار إلا دينك الفقراء
    المصلحون أصابع جمعت يداً هي أنت بل أنت اليد البيضاء
    أيها الفقراء ، أيها الجائعون ، أيها المرملون ، يا من عضكم الفقر بأنيابه إرفعوا رؤوسكم فخاراً بنسبتكم الى سيد الكائنات وقائد الفقراء يوم القيامة الى الجنة ، ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) والله ما دخل الى جوف أبيك طعام منذ ثلاثة أيام ، إذا فعلى الدنيا العفا وعلى الدنيا السلام طالما أن سيد الوجود كان أول الجائعين وصاحب الحجرين ، كبروا على الدنيا أربعاً طالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطى الدنيا من نفسه كشحاً وإعراضاً ، فصلوا على الدنيا صلاة الجنازة ولا تتحسروا على ما فاتكم منها .
    دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة فقال : كيف أصبحتي يا بنتاه ، قالت : يا ابتي أصبحت مريضة وجعة وزاد من مرضي أنني جائعة ، سيدة نساء العالمين ، أفضل أنثى ابدعتها يد الخلاق العظيم تبارك وتعالى ، سيدة نساء أهل الجنة هي مريضة وجعة وفوق ذلك هي جائعة ، لا تقدر على تأمين لقمة تسد بها رمقها ، بنت محمد النبي إذا كان يوم القيامة ، إذا كان يوم العرض والحشر والحساب نادى منادى من قبل الله أن غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد بن عبدالله ، هذه السيدة العظيمة هي اليوم جائعة مريضة وجعة ، بكى النبي صلى الله عليه وسلم وقال لها لا تجزعي يا بنتاه فوالله ما ذقت طعاماً منذ ثلاثة أيام وإني لأكرم على الله منك ولو سألت ربي لأطعمني ولكني آثرت الأخرة على الدنيا ، ثم ضرب بيده على منكبيها وقال لها : أبشري فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة فاقنعي بابن عمك علي بن ابي طالب فلقد زوجتك سيداً في الدنيا سيداً في الآخرة ، أبن عمها علي هذا الذي نزل مرة يعرض سيفه في السوق ، فتى الفتيان وسيد الفرسان يعرض سيفه في السوق ليقدم ثمنه طعاماً لسيدة النساء وشبليها الحسن والحسين ، وعندما صام الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين ، عندما صامت العائلة في شهر رمضان كان عند السيدة فاطمة ثلاث حفنات من الشعير ، طحنت الحفنة الأولى وصنعت منها رغيفاً من الخبز ، وتحلق الجميع عند الافطار حول رغيف واحد تأكل منه الأسرة بأجمعها ، لا مشهيات ولا مقبلات ولا حلويات ولا فاكهة ، لا ألوان ولا أشكال ، فقط رغيف واحد من خبز شعير سيفطر عليه الأربعة عند الغروب ، ولما حان الافطار طرق الباب طارق ، فإذا مسكين محتاج ، فما كان من سيدة النساء وابنة سيد الانام محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن دفعت له الرغيف وبات الجميع طاوين ليلتهم ، وفي اليوم الثاني طحنت الحفنة الثانية وصنعت منها رغيفاً آخر وعند الإفطار طرق الباب يتيم محتاج فدفعت له الرغيف الآخر ، وفي اليوم الثالث طحنت الحفنة الثالثة وقدمتها افطاراً للأسرة الصائمة منذ ثلاثة أيام وطرق الباب أسير أو عابر سبيل فكان الرغيف من نصيبه ، وفي الصباح غدا علي الى رسول الله ليجد الأمين جبريل قد سبقه بأسرع من الضوء بآيات الله الهاطلة كالغيث الماطر ، نزل الأمين جبريل عليه السلام بأيات من كتاب الله تمجد هذه الأسرة الفاطلة ، الأسرة الصائمة التي طوت على الجوع ثلاثة أيام وآثرت على نفسها مسكيناً ويتيماً وأسيراً ، نزل قوله عز وجل (إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) ، سورة الإنسان .
    أيها الإخوة : هكذا عاشوا ، إنها حياة سماوية خارقة أشبه ما تكون بالأسطورة ، كانت حياة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه ما تكون بالأساطير لغرابتها وبعدها عن حياتنا ، تسلقوا جبال الضنك وخاضوا بحار الهول والضنا وساروا في وديان الجوع والتعب والسغب ، قطعوا الاعمار وثباً في السفر الى الله ، قهروا الدنيا وبهروها بطريقة استغنائهم عنها وزهدهم فيها ، لم يروها في موائد زاخرة ، ولا في أطعمة فاخرة ، ولا في ثياب زاهية ، ولا في جيوب منتفخة بالأموال ، بل أهم شبئ لديهم هو الأخرة رضا الله ورسوله ، مكث علي وفاطمة وشبليهما الحسن والحسين أياماً جياعاً فلما زاد ألم الجوع ، قال علي يا فاطمة لو ذهبت الى أبيك فقد أضر بنا الجوع فإني سمعت أنه قد جاءته ماشية ، جاءته بعض الأعنز ، فذهبت السيدة فاطمة رضي الله عنها وقالت يا أبتاه : الملائكة طعامها التسبيح فما طعامنا ، إذا كانت الملائكة طعامها التسبيح فما يكون طعامنا يا أبتاه ، فقال لها جائتني خمسة أعنز يا بنية ونزل علي خمس كلمات فاختاري أيها شيئتِ ، فقالت وما هن يا أبتاه ، فقال إذا أصبحتي فقولي { يا أول الأولين ويا آخر الأخرين ويا راحم المساكين ويا ذا القوة المتين ويا ارحم الراحمين } فاختارت السيدة الكلمات الخمس وفضلت التسبيح على الطعام ورجعت بهن الى علي الذي كان بانتظارها بفارغ الصبر، ما ورائك يا فاطمة ، قالت له : جئتك بخيري الدنيا والآخرة ، وقصت عليه القصة ، فقال : والله يا فاطمة هذا اليوم خير أيامنا في الدنيا .
    ألم أقل لكم أن حياتهم كانت أشبه بالاسطورة ، بطون جائعة وأحشاء خاوية ومعدات جائعة واكباد ظامئة ومع ذلك ترفض الطعام وترضى بالتسبيح ، نعم كانت بطونهم جائعة واحشائهم خاوية واكبادهم ظامئة . نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اصحابه ورفع يديه الى السماء وقال : { اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم انهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأطمعمهم } هؤلاء الحفاة العراة الجياع ذو البطون الخالية واصحاب الاجسام الضامرة الواهنة كانوا يحملون قلوب شامخة ونفوساً سامقة وافئدة موصولة بالله فحققوا اكبر الانتصارات في تاريخ الانسانية بجوعهم الشديد وبظمأئهم الشديد وبقفرهم وزهدهم في الدنيا (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
    إيها الاخوة : أرجوا أن نكون قد اقتربنا من رحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وشاركناهم بضع لحظات ذلك النعيم الروحي الذي ادركوه وهم في جوار رسول الله واقتربنا من موائد افطارهم الشهية التي كانت مليئة بكل شيئ الا من الطعام .
    فاتقوا الله ايها الاخوة واشكروه على ما انتم فيه الآن من نعيم ويسر وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين


    اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين

    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

  10. #20

    افتراضي

    7- (( أبو هريرة ))

    اختلف المؤرخون في اسمه، وهو في أصح الروايات، عبد شمس في الجاهلية، وعبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي في الإسلام، وأمه ميمونة بنت صبيح، ولقبه أبو هريرة لهرة كان يحملها ويعتني بها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه أبا هرّ.

    حاله في الجاهلية:

    كان أبو هريرة قبل أن يسلم يعيش فقيرًا معدمًا في قبيلة بعيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رضي الله عنه عن نفسه: نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدوا إذا ركبوا فزوجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما..

    قصة إسلامه وعمره عند الإسلام:

    أسلم رضي الله عنه وأرضاه على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، وقد ولد رضي الله عنه في بادية الحجاز سنة 19 قبل الهجرة، وتشير كثير من الروايات أنه أسلم بعد أو أثناء فتح خيبر والصواب أنه رضي الله عنه أسلم قبل ذلك بعشر سنوات لأنه هو وحده الذي أجاب دعوة الطفيل - بعد أبي الطفيل وزوجه - عندما دعا الطفيل قبيلته دوسًا إلى الإسلام

    قال ابن حجر في الإصابة: ودعا أي الطفيل قومه فأجابه أبو هريرة وحده، وتشير بعض الروايات أنه قدم مع الطفيل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مكة عندما طلب الطفيل من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو على دوس، وقال أبو هريرة عندها "هلكت دوس" ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اللهم اهد دوسًا" فيكون عمره رضي الله عنه عندما أسلم حوالي ستة عشر سنة، بينما لم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا في فتح خيبر عندما قدم مرة أخرى مع الطفيل وقومه وكان عمره حينها 26سنة.


    أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
    كان للنبي صلى الله عليه وسلم الأثر الأكبر في تنشئة وتربية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، فمنذ أن قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يفارقه مطلقاً، وخلال سنوات قليلة حصل من العلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يحصله أحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوجهه كثيرًا، فعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أباهريرة كن ورعا تكن أعبد الناس".

    وأخرج أبو يعلى من طريق أبي سلمة جاء أبو هريرة فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه يعوده فأذن له فدخل فسلم وهو قائم والنبي صلى الله عليه وسلم متساند إلى صدر علي ويده على صدره ضامة إليه والنبي صلى الله عليه وسلم باسط رجليه فقال ادن يا أبا هريرة فدنا ثم قال ادن يا أبا هريرة ثم قال ادن يا أبا هريرة فدنا حتى مست أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له اجلس فجلس فقال له أدن مني طرف ثوبك فمد أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهن ما بقيت قال أوصني ما شئت فقال له عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تلغ ولا تله وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فإنه صيام الدهر وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله فإن فيها الرغائب قالها ثلاثا ثم قال ضم إليك ثوبك فضم ثوبه إلى صدره فقال يا رسول الله بأبي وأمي أسر هذا أو أعلنه قال أعلنه يا أبا هريرة قالها ثلاثا.


    أهم ملامح شخصيته:
    استيعابه للحديث:

    كان أبو هريرة في الواقع موسوعة ضخمة، فقد استوعب رضي الله عنه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول رضي الله عنه عن نفسه صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن.

    وقال رضي الله عنه: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب وانا لا أكتب استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأذن له.

    قال البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من بين صاحب وتابع وممن روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعائشة رضي الله عنهم.

    عن الأعمش عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن من أفضلهم

    وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر فما غير حرفا عن حرف.

    وفي الصحيح عن الأعرج قال: قال أبو هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد إني كنت أمرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد.

    عبادته:

    عن أبي عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا

    وعن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح في كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ويقول أسبح بقدر ذنبي

    وعن نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به.

    تواضعه:

    عن ثعلبه بن أبي مالك القرظي أن أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا بن أبي مالك فقلت أصلحك الله يكفي هذا فقال أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه...

    وعن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه قال رأى أبو هريرة زنجية كأنها شيطان فقال يا أبا سليمان اشتر لي هذه الزنجية فانطلقت فاشتريتها وهو على حمار معه ابن له فقال لابنه أردفها خلفي فكره ابنه ذلك فجعل ابنه يزجيه ليخرجه من السوق فقال أردفها خلفي ويحك والله لشعلة من نار أجد مسها خلفي أحب إلي من أن أرغب عن هذه ألا أحملها إني لو انتسبت وانتسبت لم نتجاوز إلا قليلا حتى نجتمع أردفها فأردفها خلفه...

    ورعه وخوفه:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله فقلت: إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت ولا أجد ما أتزوج به النساء فائذن لي أختصي قال: فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة قد جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر.

    وعن أبي المتوكل أن أبا هريرة كانت له زنجية فرفع عليها السوط يوما فقال لولا القصاص لأغشيتك به ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك اذهبي فأنت لله عز وجل.

    جهاده:

    كان رضي الله عنه ممن شهد غزوة مؤتة مع المسلمين، يقول رضي الله عنه: شهدت مؤتة فلما دنونا من المشركون رأينا مالا قبل لأحد به من العدة والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أرقم يا أبا هريرة كأنك ترى جموعًا كثيرة قلت نعم قال إنك لم تشهد بدرًا معنا إنا لم ننصر بالكثرة...


    بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
    قال أبو هريرة رضي الله عنه: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق... يا ليلة من طولها وعنائه... على أنها من دارة الكفر نجت...

    وأبَقَ لي غلامٌ في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله عز وجل فاعتقته...

    وروى البخاري بسنده قال حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول ألله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر فلم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.

    وفي البخاري أيضًا عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنست منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: "أين كنت يا أبا هريرة" قال كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة فقال: "سبحان الله إن المسلم لا ينجس"

    وعن أبي العالية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرات فدعا فيهن بالبركة وقال اجعلهن في مزودك فإذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فخذه ولا تنثره فجعلته في مزودي فوجهت منه رواحل في سبيل الله تعالى وكنت آكل منه وأطعم وكان في حقوتي حتى كان يوم قتل عثمان فوقع فذهب.


    بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
    مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

    عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك قال: من قال: يوسف بن يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة أخشى ثلاثا أو اثنتين. فقال عمر: أفلا قلت: خمسا قال: أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حكم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي

    عن أبي هريرة:انه اقبل من البحرين حتى إذا كان بالربذة وجد ركبا من أهل العراق محرمين فسألوه عن لحم صيد وجدوه عند أهل الربذة فأمرهم بأكله قال ثم إني شككت فيما أمرتهم به فلما قدمت المدينة ذكرت ذلك لعمر بن الخطاب فقال عمر ماذا أمرتهم به فقال أمرتهم بأكله فقال عمر بن الخطاب لو أمرتهم بغير ذلك لفعلت بك يتواعده.

    وعن عبد الرحمن بن عبيد عن أبي هريرة قال إن كنت لأتبع الرجل أسأله عن الآية من كتاب الله عز وجل لأنا أعلم بها منه ومن عشيرته وما أتبعه إلا ليطعمني القبضة من التمر أو السفة من السويق أو الدقيق أسد بها جوعي، فأقبلت أمشي مع عمر بن الخطاب ذات ليلة أحدثه حتى بلغ بابه فأسند ظهره إلى الباب فاستقبلني بوجهه فكلما فرغت من حديث حدثته آخر حتى إذا لم أر شيئا انطلقت فلما كان بعد ذلك لقيني فقال أبا هريرة أما لو أنه في البيت شيء لأطعمناك.

    وعن أبي رافع أن أبا هريرة قال ما أحد من الناس يهدي لي هدية إلا قبلتها فأما أن أسأل فلم أكن لأسأل.

    مع عثمان رضي الله عنه:

    روى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: إني لمحصور مع عثمان رضي الله عنه في الدار قال: فرمي رجل منا فقلت: يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا منا رجلا قال: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي. قال أبو هريرة: فرميت سيفي لا أدري أين هو حتى الساعة.

    موقفه مع الغفاري

    عن أبي هريرة أنه خرج إلى الطور ليصلي فيه ثم أقبل فلقي حميلا الغفاري فقال له حميل من أين جئت قال من الطور قال أما إني لو لقيتك لم تأته ثم قال لأبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تضرب أكباد الإبل إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد بيت المقدس"

    بعض المواقف من حياته مع التابعين:

    عن سعيد بن مرجانة أنه قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار حتى إنه يعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج فقال علي بن الحسين أنت سمعت هذا من أبي هريرة قال سعيد نعم فقال لغلام له أفره غلمانه إدع مطرفا فلما قام بين يديه قال اذهب فأنت حر لوجه الله.



    درة المجالس العربية السعودية
    خير مقام لأم مالك الأزدية



    [flash=http://doraksa.com/up//uploads/files/domain-711008defc.swf]width=400 height=120[/flash]





    يا رب شد القوم في ظلمي ::: كسروا العصا وغدوا على غنمي

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرحيق المختوم سلسلة حلقات تاريخية في السيرة النبوية
    بواسطة أم مالك الأزدية في المنتدى مُحَمَّد ﷺ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: September 28th, 2009, 01:57
  2. مجموعه من سلاسل الشيخ العلامه المحدث ابي اسحاق الحويني حفظه الله
    بواسطة ابو فيــصل في المنتدى منتدى دنــيـا وديــن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: July 26th, 2008, 21:47
  3. قصه تهمك..... فلذة كبدي
    بواسطة المغتربه في المنتدى منتدى محـو اُمّـيّـة التقنية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: June 17th, 2008, 00:13

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا