:: الدعاء .. الحلقة العاشرة من أسباب الإجابة "6" التذلل ::
الذل والخضوع هو سر من أسرار إجابة الدعاء .. لأنه دليل العبودية و هو حظ الإنسان من الدعاء فليس حظه من الدعاء الإجابة كما يظن البعض لأن الإجابة مضمونة على أى حال .
لهذا قال سبحانه (*قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً*) [الفرقان : 77] ...
ويقول (*إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ *)[غافر : 60]....
بعد أن قال سبحانه (*وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ*)،،
ولهذا السبب كان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
وما تذلل العبد لربه وهو يدعوه إلا كانت الإجابة سريعة قال تعالى: (*وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *)[آل عمران : 123] ، ،،،
وحينما التفتت قلوب المؤمنين إلى الأسباب وقل تعلقها بالله كانت الهزيمة وشيكة يوم حنين حتى قال أبو سفيان وكان حديث عهد بالإسلام : لا تنتهى هزيمتهم دون البحر .. وقال تعالى مخلدا هذا الموقف (*لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ *)[التوبة25].
وما أظهر العبد فقره وذله لله جاءت الإجابة سريعة كما يبدوا من الفاء التى تدل على سرعة حدوث الإجابة وهذه هى الأمثلة القرءانية :
لما أحس نوح بالقلة ومكر أعدائه قال (*فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ*) [القمر : 10]
فكانت الإجابة (*فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ** وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*) [القمر : 11 . 12]
ولما قال أيوب عليه السلام (*وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*) [الأنبياء : 83]
قال تعالى : (* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ*) [الأنبياء : 84]
ولما قال يونس (*وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*) [الأنبياء : 87]
قال تعالى : (* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ*) [الأنبياء : 88]
ولما قال يوسف : (*قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ*) [يوسف : 33]
قال تعالى (*فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*) [يوسف : 34]
ولما قال موسى (*فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ*) [القصص : 24]
قال تعالى (*فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*) [القصص : 25]
ولما قال زكريا (*هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء*) [آل عمران : 38]
قال تعالى (*فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ*) [آل عمران : 39]
فهذه الأدعية ذكرها الله فى كتابه لنحفظها وندعو بها فلما سئل النبى عن دعاء ذى النون هل هو خاص بهذا النبى وحده أم هو دعاء عام للمؤمنين كلهم قال : ( بل هو للمؤمنين جميعا )
واقرأ قوله تعالى (*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ*) [الأنبياء : 88]
ولكن لا بد من تذلل فى الدعاء مع حفظ صيغته
نعم أحبتى حينما يتبرأ العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته و يلجأ إلى الله وحده ملحا ومتذللا ومخلصا فى دعائه فإن كل ذلك من أيباب الإجابة بجانب الأسباب السابقة والباقية التى ذكرت ...
نسأل الله أن يستتجيب دعاءنا و أن يحسن ختامنا ...
اللهم لا تدعنا فى غمرة ولا تأخذنا على غرة ولا تجعلنا من الغاافلين
اللهم اجعل خير عمرنا آخره
وخير عملنا خواتمه
وخير أيامنا يوم لقائك
اللهم آمين .....
الحلقة القادمة
:: من أسباب الإجابة ::
( 7 ) سهام السحر
أرشيف السلسلة
اخوكم :
ابو فيــصل
مواقع النشر