الكويت (الأنباء) : أعرب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عن الأمل في تجاوز التطورات الأخيرة «في بيتنا الخليجي ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ورأب الصدع بالحوار والتواصل في ظل ما يجمع دول مجلس التعاون وشعوبها من روابط تاريخية راسخة وعلاقات أسرية حميمة ومصير واحد ومصالح مشتركة».
• ظاهرة الإرهاب تهدد أمن واستقرار الدول والمجتمعات وتستهدف أرواح الأبرياء الآمنين
• الكويت تقف صفاً واحداً مع المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وتعمل على تجفيف منابعه
• ديبلوماسيتنا حققت نجاحاً وإنجازاً متميزاً بانتخاب الكويت عضواً غير دائم في مجلس الأمن
• يحدونا الأمل في مزيد من التعاون المثمر والبنّاء بين السلطتين لتوجيه الطاقات والجهود من أجل النهوض بالوطن
• نعبر عن سرورنا بما يشهده وطننا من تدشين للعديد من المشاريع الحيوية والتنموية التي ستسهم في تقديم الخدمات المنشودة للمواطنين
• علينا أن نحصّن شبابنا من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف والنأي بهم عن الميل والانجراف وراء من يتربص بهم وبالوطن شراً
• التمسك بوحدتنا الوطنية التي هي السور الحصين للوطن
• شبابنا هم ثروة الوطن الحقيقية فهم عدته وأمله ومستقبله وهم يحظون منا دائماً بكل اهتمامنا
جاء ذلك في كلمة ألقاها صاحب السمو بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان وهذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكرمنا بالإيمان وأعزنا بالإسلام والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل الرسل وخير الأنام وعلى آله وصحابته الكرام.
صاحب السمو ألقى كلمة العشر الأواخر وشدد على توحيد الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف والتمسك بالوحدة الوطنية
إخواني وأبنائي أحييكم تحية طيبة من عند الله مباركة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في لقاء متجدد ومحبب إلى نفسي ملؤه الود والإخاء ألتقي بكم لأجدد لكم التهاني بشهر رمضان المبارك وأبارك لكم دخول العشر الأواخر منه شاكرين المولى تعالى أن بلغنا هذا الشهر الفضيل وأعاننا على صيامه وقيامه متضرعين إليه أن يتقبل أعمالنا فيه وأن يعيده على وطننا العزيز وشعبنا الكريم والمقيمين على أرضه الطيبة بوافر الخير واليمن والبركات وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالعزة والرفعة والسؤدد.
يترقب المسلمون في شتى بقاع المعمورة قدوم شهر رمضان المبارك الذي شرفه المولى تعالى على سائر الشهور بما خصه من فضائل عظيمة ومضاعفة للأجر والثواب فحري بنا اغتنام أيامه ولياليه بالاستزادة من الأعمال الصالحة والإقبال على كتابه العزيز تلاوة وتدبرا والتسابق إلى فعل الخيرات.
كما أن علينا استشعار ما أفاء الله به علينا من نعمه وأفضاله الجليلة التي لا تعد ولا تحصى فقد تكرم علينا بسعة الرزق ورغد العيش وهيأ لنا أمنا واستقرارا وطمأنينة وأشاع بيننا الألفة والمحبة والتواد وتلك نعم من الله تستوجب منا الشكر والثناء للمنعم جل وعلا وتستدعي المحافظة عليها بالتمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وبتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف والتمسك بوحدتنا الوطنية التي هي السور الحصين للوطن وبدستورنا الذي ارتضيناه والذي هو محل فخرنا واعتزازنا والمحافظة على ثوابتنا الوطنية وقيمنا السامية التي توارثناها عن الآباء والأجداد ولا سيما في ظل الظروف الدقيقة والأوضاع الحرجة التي تعصف بالمنطقة وما يشهده العالم بأسره من تنامي ظاهرة الإرهاب الذي امتد وباؤه فطال الدول والمجتمعات تحت مختلف المسميات والشعارات المتطرفة في ظاهرة غير مسبوقة فأصبح يهدد أمنها واستقرارها واستهداف أرواح الأبرياء الامنين..
ودولة الكويت التي تعي خطورة الإرهاب ودوافعه الشريرة فإنها تقف صفا واحدا متضامنة مع المجتمع الدولي لمحاربته بكافة أشكاله وصوره والعمل على تجفيف منابعه للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ليعم الأمن والاستقرار كافة الدول والشعوب وإن ما أشرنا إليه من مخاوف ومخاطر يتطلب منا المزيد من الحيطة والحذر والتكاتف والتلاحم للحفاظ على أمن وطننا وسلامته.
اخواني وأبنائي اننا نتطلع بكل الرجاء والأمل في هذا الشهر الفضيل وفي لياليه المباركة لتجاوز التطورات الأخيرة في بيتنا الخليجي ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ورأب الصدع بالحوار والتواصل في ظل ما يجمع دول مجلس التعاون وشعوبها من روابط تاريخية راسخة وعلاقات أسرية حميمة ومصير واحد ومصالح مشتركة تحتم علينا العمل وبكل الجهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي ليبقى متماسكا ومحققا لآمال وتطلعات أبنائه مبتهلين إلى المولى جل وعلا أن تكلل المساعي المبذولة والجهود المخلصة للوصول إلى كل ما من شأنه الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها وتجنب كل ما يعكر صفو علاقاتها الوطيدة ويهدد أمنها وسلامتها.
إخواني وأبنائي، حققت الديبلوماسية الكويتية نجاحا وإنجازا متميزا هو محل التقدير والثناء بنيل الكويت ثقة المجتمع الدولي، وذلك بانتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2018 و2019 تقديرا للمكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به على المستويين الدولي والإقليمي وللسياسة المعتدلة والمتزنة التي تنتهجها الكويت في سياساتها الخارجية والمرتكزة على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولدورها الإنساني المشهود ومشاركتها في الجهود الدولية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وتخفيف حدة التوتر في مناطق الصراع، وإنني لأجدها فرصة لأتوجه بالتقدير للدور المميز الذي قامت به وزارة الخارجية لتحقيق هذا النجاح مهنئا شعبنا الكريم بهذا الانجاز التاريخي المستحق الذي يضاف إلى الانجازات الوطنية لوطننا الغالي.
إخواني وأبنائي، يحدونا الأمل في أن نرى المزيد من التعاون المثمر والبناء الذي لمسناه بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من أجل توجيه الجهود والطاقات للنهوض بالوطن العزيز وتنميته وتحقيق التطلعات الاقتصادية والتنموية التي ينشدها المواطنون ومعالجة كافة القضايا المطروحة بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين، معربين عن سرورنا بما شهده ويشهده وطننا العزيز من تدشين وافتتاح للعديد من المشاريع الحيوية والتنموية التي تم تنفيذها، والتي ستسهم بالارتقاء بمستوى الخدمات العامة في الدولة وتقديم الخدمات المنشودة للمواطنين وتخفيف الأعباء عنهم.
إخواني وأبنائي، كما أسلفنا وأكدنا مرارا وتكرارا بأن شبابنا هم ثروة الوطن الحقيقية فهم عدته وأمله ومستقبله وهم يحظون منا دائما بكل اهتمامنا، بهم يبنى ويعلو الوطن وبسواعدهم ينمو ويزدهر، وإنه ليتوجب علينا أن نحصنهم من الأفكار الضالة والسلوك المنحرف والنأي بهم عن الميل والانجراف وراء من يتربص بهم وبالوطن شرا والعمل على غرس روح الولاء والوفاء للوطن في نفوسهم وحثهم على التسلح بالعمل والتزود من معارف وعلوم العصر واستغلال طاقاتهم في خدمة الوطن وتنميته، مؤمنين بقدراتهم الخلاقة التي حققوا من خلالها إنجازات ومراكز متقدمة بالميادين العلمية والطبية والرياضية والاختراعات ويكفيكم شبابنا فخرا بأن اختيرت الكويت عاصمة للشباب العربي.
إنني أدعوكم أبنائي وبناتي للاستفادة مما وفرته الدولة من تسهيلات ودعما للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لإقامة المشاريع التي تعود عليكم وعلى وطنكم بالخير والنفع.
إخواني وابنائي، اننا نستذكر بكل التقدير والإجلال أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد وأميرنا الراحل الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما، مبتهلين إلى الباري جل وعلا أن يسبغ عليهما واسع رحمته ومغفرته ويسكنهما فسيح جناته ويجزيهما خير الجزاء على ما قدماه للوطن العزيز من أعمال مشرفة وجليلة وأن يحفظ وطننا الغالي ويديم عليه نعمة الأمن والرخاء والازدهار وأن يتقبل شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعا عن الوطن العزيز وينزلهم منازل الشهداء ويرحم جميع موتانا ويتغمدهم بمغفرته ورضوانه وأن يحقن دماء المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمير الكويت يدعو إلى رأب الصدع الخليجي
دبي (رويترز) - دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الأحد دول الخليج العربي إلى التغلب على الخلاف الدبلوماسي والذي أدى إلى أسوأ شقاق إقليمي منذ سنوات مؤكدا أن على جميع الأطراف الحفاظ على الوحدة الإقليمية.
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الأردن - رويترز
وأعرب الشيخ صباح والذي يقود جهود وساطة بعد أن قطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتها مع قطر قبل أسبوعين عن أمله في أن تحل الأزمة عن طريق الحوار.
وقال الشيخ صباح في كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان إنه "يتطلع بكل الرجاء والأمل في هذا الشهر الفضيل وفي لياليه المباركة لتجاوز التطورات الأخيرة في بيتنا الخليجي ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ورأب الصدع بالحوار والتواصل."
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو حزيران واتهمتها بدعم "الإرهاب" في شقاق لم يسبق له مثيل بين أهم أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الشيخ صباح إن دول الخليج لديها "مصير واحد" بسب العلاقات التاريخية والعائلية مما يحتم "علينا وبكل الجهد الحفاظ على الكيان الخليجي ليبقى متماسكا."
ودعا إلى بذل مزيد من الجهد "للوصول إلى كل ما من شأنه الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها وتجنب ما يعكر صفو علاقاتها الوطيدة ويهدد أمنها وسلامتها."
وقال إن المنطقة وبقية دول العالم تواجه "تنامي ظاهرة الإرهاب" مضيفا أن الكويت تتضامن مع المجتمع الدولي لمكافحته والمساعدة على تجفيف منابعه دون تحديد.
مواقع النشر