المدينة المنورة - واس : تعج أسواق المدينة المنورة هذه الأيام بشتى أنواع الرطب من الربيعة والصفاوي والحلية والبرني والروثانة الفاخرة إضافة إلى أجود أنواع تمور العجوة ، في الوقت الذي لا يزال فيه الكثير من المستهلكين في انتظار ما يصفونها بالتمور الفاخرة وخاصة تمرة العجوة من إنتاج الموسم الحالي .
وتشتهر طيبة الطيبة بتمور عجوة المدينة التي لا زالت تحتفظ بأهميتها وحجم الطلب الكبير عليها وارتفاع أسعارها نظراً لأن مصدرها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن هناك أحاديث بينت فضلها على غيرها من أنواع الأغذية والتمور حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" وفي رواية "سبع تمرات"، وفي رواية: "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي".
وتفيد الدراسات التي أجراها خبراء أن عجوة المدينة من أفضل الأنواع وأكثرها تكاملا في التمثيل الغذائي وأعظمها فائدة لصحة الإنسان , كما تشتهر المدينة بتمور و رطب أخرى مثل تمر العنبرة والصقعي والصفاوي وبرني العيص فضلاً عن تمر المبروم ونبتة علي , والشلبي والسكري ,
أما أنواع الرطب فهي رطب الروثانة والربيعة والبرحي والونانة , إضافة إلى رطب نبوت سيف والحلوة وتمور منوعة للعجينة كالبرني ونبتة وغيرها.
وذكرت مصادر اقتصادية أن مبيعات التمور اليومية في المدينة المنورة التي تشهد حاليا أعدادا كبيرة من الزوار من داخل المملكة وخارجها وقاصدي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهر رمضان, سجلت مبيعات قياسية , كما سجلت الأسعار للكيلو الواحد من عجوة المدينة ما بين 56 و93 ريالاً .
ويوجد في المدينة المنورة سوق مخصص للتمور بالقرب من المسجد النبوي الشريف لا بد لأي زائر للمدينة أن يمر عليه لشراء بعض أنواع التمور التي تعتبر هدية أنموذجية ومباركة يفرح بها المسلمون عندما تأتيهم على بعد آلاف الأميال في بلادهم , فضلاً عن وجود سوق آخر في غرب المدينة " السوق المركزي " .
ويعد السوق المحاذي للمسجد النبوي من الجنوب أكثر الأسواق فيها تحركاً وجذباً للزائرين حيث تفنن أصحاب السوق والشركات التابعة لهم في طريقة عرض التمور وتعبئتها وإضافة بعض المحسنات كاللوز والفستق والألوان المتعددة مع رسوم وصور للمسجد النبوي على أغلفة العبوات ,أما الرطب فإن أهم أنواعه تمر العجوة ويؤكل تمراً بعد نضجه ورطب الروثانة وهو ألذ أنواع الرطب بالمدينة يليه الحلوة والسكرية المدينية وأنواع أخرى كثيرة يحمل منها الزوار مايستطيعون حمله عند المغادرة.
وتصل إلى أسواق المدينة المنورة منتجات محاصيل التمور القادمة من وادي الصفراء الذي يبعد عن المدينة حوالي 90 كيلاً غربا وينضج فيه الرطب مبكراً، كما تنتشر في أسواق المدينة المنورة أصناف أخرى من التمور كتمر الحلية , إلا أن المستهلكين مازالوا في انتظار عرض تمور المدينة بشتى أنواعها ليتسنى لهم اختيار الأفضل في ظل التنافس بالأسعار .
وعدّ عدد من المستهلكين سواء من أهل المدينة و زائريها، تمور المدينة من أجود أنواع التمور مرجعين ذلك إلى اهتمام المزارعين بالنخيل والعناية بها , فضلا عن بركتها بوصفها من دار الهجرة النبوية.
وأكد مزارعون ومستثمرون في القطاع الزراعي أن مزارع المدينة المنورة باتت في صدارة مزارع مناطق المملكة وأولها إنتاجا للتمور حيث يستقبل حراج الرطب بالمنطقة نحو 570 ألف صندوق يومياً تقريباً من مزارع المراكز والمناطق التابعة للمنطقة و يصدر منها يومياً نحو 60 ألف صندوق تقريباً إلى جميع مناطق المملكة.
وبينوا لـ " واس " أن موسم شهر رمضان الحالي شهد هدوءا في الأسعار على مستوى المدينة بخلاف الأعوام السابقة التي صادف فيها رمضان انتهاء موسم إنتاج المدينة واعتماد السوق على إنتاج المناطق الأخرى بشكل أكبر خاصة وقد شهد السوق انخفاضا نسبيا في الأسعار وارتفاعا في أنواع أخرى حسب الجودة .
وأوضح دلال التمور وصاحب محل تمور في المدينة المنورة بريك بن سليم اللهيبي أن إنتاج منطقة المدينة المنورة وضواحيها والمراكز التابعة لها يمتاز بجودة عالية وزيادة في الطلب من قبل الأسواق في جميع مناطق المملكة كونه من أفضل التمور في المنطقة ويتصدر قائمة أسواق المملكة وأولها إنتاجا .
وقال اللهيبي " يبدأ إنتاج المدينة والمراكز التابعة لها كوادي الصفراء واليتمة وبيضان والعاقول وابيار الماشي في حين يكون آخرها أنتاجا مزارع قباء والعوالي التي تعتبر من أفضل التمور وأكثرها جودة منذ آلاف السنين .
وعن اختلاف الأسعار وارتفاعها قال اللهيبي : لا أرى هناك ارتفاعا في الأسعار فالبدائل متوفرة حسب رغبة المشتري وقدرته على الدفع علماً بان الأسعار في استقرار تدريجي طوال فترة الإنتاج وربما ترتفع قليلا مع بداية موسم شهر رمضان بخلاف الأعوام السابقة عندما كانت الأسعار تقفز في رمضان حينما كان شهر الصيام يصادف انتهاء موسم إنتاج المدينة واعتمادها على إنتاج مزارع القصيم وغيرها من المناطق المنتجة . ولم ير اللهيبي كذلك أي تأثير للتصدير على السوق موضحا أن العملية مجرد تبادل بين أسواق المملكة ففي الوقت الحالي تصدر المدينة إلى جميع المناطق كجدة والقصيم والرياض والشرقية والمنطقة الجنوبية والمنطقة الشمالية , بينما يبدأ السوق بعد شهر رمضان في استقبال التمور من مناطق المملكة المنتجة للتمور.
ولاحظ البائعان مبارك بن جبر الأحمدي وأحمد علي أن العرض وافر وأن الأسعار مازالت مرتفعة لبعض الأنواع ومنخفضة لأنواع أخرى.
المتسوقون الحريصون على الشراء من تمور المدينة المنورة ورطبها يوافقون البائع مبارك الأحمدي فيما يتعلق باختلاف الأسعار حيث يذكر المواطن فهد الحربي أنه لم يجد سعرا موحدا للبيع , وأن إنتاج ضاحية قباء بالمدينة المنورة هو الأعلى سعرا فيما يخص بعض أنواع التمور .
وذكر المهندس الزراعي خالد الحربي من جهته أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة ساهم في نضوج عدد من أصناف التمور مبكراً، موصياً جميع المزارعين باستخدام طرق الري الحديثة لتوفير المياه والتقليل من تعرض النخيل للمياه الزائدة .
ويعتبر التمر منجما مليئا بالفيتامينات لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية مثل الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور , ومن أكثر أنواع الفاكهة انتشارا لذا يعد غذاءً صحيا مركّزا وطبيعيا، كما تتميز التمور على كثير من الأغذية باحتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان ويتغذى على ثمارها كثير من الناس حول العالم، إذ أن التمور غنية بالمواد السكرية 65- 75% كما أنها غنية بالأملاح المعدنية والعديد من الفيتامينات .
كما أن البدء بالتمر او الرطب للصائم من الأمور المفيدة صحيا حيث إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد فالماء فإنه طهور" .
مواقع النشر