الفاهرة (دويتشه ﭭيله) : عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر هي خطوة كبيرة لإنهاء أزمة خليجية عاصفة، فهل يعني ذلك انتهاء تلك الأزمة فعلا؟، وهل استجابت قطر لمطالب الدول الخليجية؟ DW حاورت محللين خليجيين للإجابة على هذه التساؤلات.
يأتي "
اتفاق الرياض التكميلي" ليضع حدا لأزمة خليجية عاصفة، كادت أن تفكك عرى مجلس التعاون الخليجي. فالدول الخليجية الثلاث اتهمت قطر، في مارس/ آذار الماضي، بدعم الإخوان المسلمين والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس من خلال إيواء معارضين خليجيين وتجنيس مواطنين بحرينيين، وقامت يومها بخطوت غير مسبوقة تمثلت في سحب السفراء من الدوحة.
عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، قبيل أسابيع قليلة من القمة الدورية المقرر عقدها في الدوحة، يطرح التساؤل الآن عن الثمن الذي دفعته قطر وعن الالتزامات التي تعهدت بها، هذا من جهة. ومن جهة أخرى عن جدية الدوحة في الالتزام بتلك التعهدات.
تعهدات الدوحة
جاءت القمة الخليجية الاستثنائية، التي عقدت أمس الأحد في الرياض للتوقيع على اتفاق الرياض التكميلي، عقب وساطة كويتية. ويبدو أنها نجحت في احتواء الخلاف الحاد. ولكن مع "
تقديم تنازلات بالتأكيد"، وفقا للمحلل السياسي والإعلامي السعودي الدكتور
جمال خاشقجي، في حديث له مع DW عربية. ولكن هذه "
التنازلات كانت من الجميع"، بحسب
خاشقجي: "قطر التزمت بمسائل عديدة حيال العلاقات البينية بين دول الخليج، وعدم السماح بالنشاط من أراضيها. وفي المقابل وافقت دول الخليج الأخرى على ألا تفرض على قطر وجهة نظر واحدة حيال مسائل العلاقات الخارجية القطرية".
انتقادات القرضاوي المتواصلة لدول خليجية وخاصة لدولة الإمارات أثقلت كاهل الحكومة القطرية
ولكن يجب العودة إلى ما حصل قبل أيام قليلة من قمة الأحد في الرياض. فقد أصدرت دولة الإمارات قائمة بالتنظيمات التي اعتبرتها إرهابية، واضعة من بينها جماعة الإخوان المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوي، رجل الدين المصري الحامل للجنسية القطرية والمقيم في الدوحة والمعروف بانتقاداته الحادة لحكومة الإمارات. هذه الخطوة الإماراتية لا يمكن فصلها عن ما جرى بالأمس في الرياض.
تفاصيل قليلة إضافية تسربت أيضا: حيث تعهدت قطر "بوقف الحملات الإعلامية العدائية، ومنع قناة الجزيرة من الإساءة إلى أي دولة خليجية"، بحسب
مصدر خليجي مسؤول في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية.
هل ستنفذ قطر التزاماتها؟
سؤال طرحناه على الدكتور
عبد الخالق عبد الله، المحلل السياسي الإماراتي، فرأى أنه "ينبغي إعطاء قطر كل الفرصة لتنفيذ ما تعهدت به. وأعتقد أن هناك رغبة قطرية بعدم الابتعاد كثيرا عن مجلس التعاون". عبد الله يرى أن القطريين كانوا هذه المرة "أكثر جدية في تلبية التزاماتهم"، كما قال في حديثه لـDW عربية.
وهناك من يرى أن قطر قد بدأت بالفعل في تنفيذ بعض التزاماتها، ولذلك جاء "
اتفاق الرياض التكميلي". المحلل السياسي الكويتي
عايد المناع قال: قطر "طلبت من بعض الأطراف المحسوبة على إخوان المسلمين مغادرة قطر"، اعتمادا على وكالة الأنباء الفرنسية.
ويتوقع عبد الخالق عبد الله أنه "سنرى ربما المزيد من الخطوات القادمة من قطر في هذا الاتجاه".
الإمارات والسعودية تتصدران المعسكر المناهض لحركة الإخوان المسلمين
مستقبل حركة الإخوان المسلمين
الكثيرون يتحدثون الآن عن فقدان حركة الإخوان المسلمين لأهم داعم لها. إلا أن
عبد الخالق عبد الله، أستاذ سابق في العلوم السياسية، يرى أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأن تنظيم الإخوان "
سيعيش بدعم قطر أو بدونه". ويضيف: "الإخوان موجودون قبل قطر وسيبقون بعد قطر، فهو تنظيم عمره 80 سنة، ومتغلغل بالمنطقة وعلى الصعيد العالمي. الدعم القطري كان مهم بهم، وفي معظمه كان دعم إعلامي ومالي".
ويتفق معه أيضا الإعلامي السعودي
جمال خاشقجي: " صعب أن يقرر هذا (
نهاية الإخوان) أحد. لأن هذه الجماعة فكرة. فلم يقل أحد أن (
اتفاق الرياض) يمثل نهاية داعش مثلا، فكيف بفكرة مثل الإخوان؟".
ويتفق الخبيران السعودي والإماراتي أيضا في أن الرياض وأبوظبي لا يمكن أن تعيدا فتح أي نوع من العلاقات مع حركة الإخوان، ما يعني أن على قطر أن تلتزم بالموقف الخليجي. وعلى أساس ذلك وجه أمير قطر تميم بن حمد الدعوات للقادة الخليجيين لحضور قمة الدوحة الدورية التي ستعقد الشهر المقبل، وبادرت الإمارات، التي كانت أشد المعترضين، لإصدار بيان تتطلع فيه لحضور القمة القادمة.
مواقع النشر