الكمال لله فقط
مشكلة المشاعر المتناقضة في الإنسان تجعله مظطرب أحياناً فقد يستشعر النقص ولكن لايريد إظهاره بل أنه يسعى بكل قوة لتجنب الإعتراف بذلك النقص ويحاول مواراته بأمور آخرى كالتباهي أو الغضب أو حتى الضحك أوغير ذلك من مايحجب النقص أمام المحيطين...
رغم أن المسألة بسيطة جداً فالكمال ليس سمة أنسانية فنقص الإنسان في جانب يعني تكامله من قبل إنسان آخر لذا وجدت العلاقات الإجتماعية والتواصل بين الناس وقد يسد جانب النقص بمعرفته وسده أما بالزواج الذي قد يكمله الطرف الآخر أو الصداقة من نفس الجنس أو العلم والدراسة أو التصالح مع ذلك النقص ذاتياً دون اللجوء إلى مواراته فيصبح مفضوحاً لدى الآخرين مما يزيد النقص أستفحالاً بحيث يصبح عيب في شخص الإنسان..
ففي هذا الكون أوجد الخالق تكامل للبشرية ببعضها أو بما أوجد في هذا الكون من خبايا وجماليات فالنقص ليس بمشكلة ولكن المشكلة في التعالي عليه بعد أكتشافه مما يوجد في النفس الغرور لبلوغ الكمال وسد النقص بالقوة...
فللأسف يعتبر البعض إظهار نقصة على أنه نقطة ضعف تساء الإستخدام من الآخرين والذين يجهلون كيفية سدة بل ذهب البعض في محاولة سد نقص أقرانهم إلى إفساد حياتهم شر إفساد..
فلذلك عزيزي الناصح عندما ترى موضع نقص في أحداً لاترتجل إصلاحه بنصائحك ومقترحاتك حتى لو كان من تتعامل معه تحت وصايتك كأولادك او زوجك أو الاستشارة من غير المختصين بذلك بل يجب عليك عند أكتشاف ذلك التعامل معه بتأني ودراية فإن لم تعلم فأبحث في ذلك ولا تعطي الأراء جزافاً فقط وجه بدون أن تنصح إلى الطرق الصحيحة أو أستشارة ذوي الإختصاص فقد تستطيع المساعدة والدعاء بمساعدة من تحتاج مساعدته فالنقص موجود في الجميع ويتفاوت حجمه من شخص لآخر والأهم لاتسخر من أحد وكن سلساً في تقبل ذلك دون أذيته فكلنا نعاني من نقص ما..
كذلك التعامل مع الحالة يحتاج فهم وتجاوز عقلاني فعندما تجد من تحب في وضع ما أياك وتفاقم الأمر بالملامة أو العتاب ويجب عليك التقبل والإحتواء دون الشفقة فالشفقة شعور بغيض حتى لو كانت على منهم في حال سيئة...
قد يلجاء الإنسان إلى ذرائع محرمة لتجاوز نقصه أو يلجاء إلى طرق شرعية خاطئه وفي كلا الحالتين لايحتاج إلى تصدير أحكام بقدر مايحتاج إلى فهم وأحتواء وما قصدته بالنقص إجمالاً هو ما راكمته الظروف حتى تفاوت حجمة من شخص إلى آخر ففي جميع الأحوال هو حالة يجب أحتوائها بحب كي لاتصبح جانب عدواني في الشخص...
تبقى العلاقات الإجتماعية السليمة بين الناس والتعايش بحب في الله مجال واسع لتكاملنا فدعاة الوحدة وتجنب الآخرين هي وباء يوغر النفوس ويزيد من مشاكل الأفراد ونقصهم الذي لايشبع بالوحدة فمعاشرة الناس والصبر على آذاهم أبلغ أجراً من تجنبهم ففي التخالط معرفة كل الأحتياجات الإنسانية والنهل من الجميل وتجنب القبيح وأكتساب الخبرة لسد النقص وجبر النفوس...
شيخوخي
مواقع النشر