صنّاع السعادة
في مجتمعنا البسيط أبسط الأشياء قد تدخل السرور على قلوبنا البسيطة وقد لفت أنتباهي في السوشل ميديا أثباتات لذلك فعندما تجد شخص في تويتر أو السناب أو الانستقرام وغيرها من البرامج يفرح بأعجاب أو إعادة تغريد أو رد أو متابعة من المشاهير في تويتر لدرجة يصور الشاشة ويضعها في حالة الواتسب بل ذهب البعض للتغني بها عند أصدقائه وأهله فهولاء البسطاء قد يواجهون أو يتعاملون مع من لايعي ذلك فتارة تجد المجنون وتارة تجد السقيم الذي لايعرف الرد وتارة المتبلد الأحساس وكثيراً تجد المتغطرس المتعالي الذي يتصور أن هؤلاء البسطاء خدم أو عبيد عنده بل أنه ذهب لتطنيشهم وتبليكهم متجاهلاً أنهم من صنعوه ووضعوه في مكان لايستحقه فعندما كثر متابعيك لأي سبب ما وأصبحت شخصية إجتماعية معروفة تربح الأموال الطائلة بسببهم يتعين عليك إحترامهم وإحترام متابعتهم لك لا أن ترميهم خلف الحائط حتى وأن كانوا سذج أو حمقى أو متسلطين فالمكانة التي أوصلوك لها تحتم عليك إحترامهم أو توظيف اللبق ليتعامل معهم ويجيب على تساؤلاتهم وتحترم مشاعرهم وبساطتهم لتدخل على قلوبهم السعادة فهم من صنعوها لك حتى أصبحت ما أنت عليه ولاشك أنها أرزاق من رب العالمين ولكن حسن التعامل واللباقة مطلوبة فأنت لست أنت لو لم يكن هؤلاء البسطاء والسذج والحمقاء من متابعيك..
وعطفاً على ذلك أصحاب التجارة والبنوك عندما يتعاملون معك وكأنهم بدونك سيكونون فلا أدعي المثالية ولكن معدومي الأحساس ومن لايهتمون بأحاسيس الآخرين يجب علينا أن نوقفهم عند حدودهم فالشخصية العامة يجب عليها أن تفرط في التحمل والأهتمام بأي شخص تخدمه بماله أو بمتابعته لك في أي مجال أو برنامج فلعلك ترى حجمك وأنت تقدم أعلان تجاري لترجي المتابعين أو العامة كي تزيد أرقامك الحسابية وأنت تافه لاتستحق ياعديم الإحساس..
أنا لا أقصد أحداً بعينه والله يشهد ولكن كلما مررت ببرنامج من البرامج الإجتماعية أتابع أي شخص خصوصاً في مجالي العلمي أجد أنه يخدع ويغش المتابعين وأن صححت له تعالى عليك وكأنه فريد نوعه في هذا المجال بل أن بعضهم من فقر محتواه أصبح يصور لك أكله وشربه وقلّة حياه وتراه يتفاخر بملايين الرسائل التي لايرد عليها وأنه مشغول والاسئلة متكررة ثم يصور لك هدية من أحمق كلفت ألاف الريالات يغاير بها المتابعين اللذين لايقدمون شيئاً وناشبين له فالمقصد بغيتني أرد عليك أرسلي هدية..
على كل حال كتبت هذا الموضوع بعد مرور أسابيع من دخولي لعالم البرامج الاجتماعية وأحمد الله أني لست من محبيها وما خروجي لها إلا بعد إلحاح من ضيوف هذا المتصفح اللذين أكن لهم كامل الحب والاحترام ماحييت..
مواقع النشر