تحولت مدينة جسر الشغور أمس إلى "ساحة معركة" بعد أن أكد التلفزيون الرسمي وقوع "اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها".
وأعلن التلفزيون أن الجيش دخل المدينة لطرد "التنظيمات المسلحة" منها، فيما اتهم البيت الأبيض دمشق بالتسبب بـ "أزمة إنسانية" عبر قمع المعارضين.
وقال التلفزيون السوري إن الجيش الذي كان بدأ الجمعة عملية واسعة النطاق في محافظة أدلب (شمال غرب) التي تبعد 330 كيلو مترا شمال دمشق، دخل صباح أمس مدينة جسر الشغور.
وأفاد التلفزيون أن "وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة".
وأوضح أن "وحدات الجيش تدخل المدينة بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات".
كما أشار إلى "مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على أعداد كثيرة منهم وضبط أسلحة رشاشة بحوزتهم"، فضلا عن مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين.
من جانبه، قال ناشط لوكالة الأنباء الفرنسية "بدأ الجيش منذ هذا الصباح بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب".
صورة من مقطع مظاهرة في حماة - جمعة العشائر
وتابع "سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة" مؤكدا انتشار نحو 200 دبابة في المنطقة. وقال ناشط حقوقي آخر نقلا عن سكان في المدينة "تسمع منذ هذا الصباح أصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت أعمدة من الدخان تتصاعد" من المدينة.
وأكدت السلطات السورية في السادس من حزيران (يونيو) أن 120 من عناصر الشرطة قتلوا في جسر الشغور بيد "مجموعات مسلحة"، لكن معارضين وشهودا أوردوا أن هؤلاء قضوا في عملية تمرد داخل المقر العام للأمن العسكري.
وصعد البيت الأبيض السبت لهجته متهما دمشق بالتسبب بـ "أزمة إنسانيه" جراء القمع الدامي للمعارضين في شمال البلاد.
وقال البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة تدعو الحكومة السورية إلى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول فورا وبدون قيود إلى تلك المنطقة".
بدورها، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن "قلقها الشديد لتدهور الوضع الإنساني" في سورية، مجددة نداءها إلى السلطات السورية من أجل التوقف عن قمع المتظاهرين والسماح بوصول الوكالات الإنسانية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا على هامش زيارة لكولومبيا عن "حزنه وقلقه العميقين" إزاء الوضع في سورية حيث يقتل "الكثير من الأشخاص".
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس الأحد لتلفزيون سكاي نيوز أن على مجلس الأمن الدولي اتخاذ "موقف واضح" بشان سورية بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد.
وفيما يتزايد الغضب الدولي من حملة القمع السورية ضد المتظاهرين قال هيج إن احتمالات صدور قرار ضد سورية "غير مضمونة".
وقال هيج لتلفزيون سكاي نيوز إن "الوقت حان" لأن يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أن الأسد يرفض الرد على المكالمات الهاتفية الواردة من بان كي مون الذي انتقد بشدة الرئيس السوري منذ اندلاع التظاهرات في آذار (مارس) والتي خلفت 1100 قتيل على الأقل، بحسب منظمات حقوقية.
واعتبرت ألمانيا أن العمليات التي يشنها الجيش السوري في شمال البلاد تجعل صدور قرار من مجلس الأمن الدولي أمرا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
كذلك دانت إيطاليا "لجوء السلطات السورية غير المقبول للعنف" وطلبت السماح للصليب الأحمر بالدخول "فورا ومن غير قيود" إلى المناطق السورية.
وعلى الحدود التركية، واصل النازحون السوريون الأدلاء بشهاداتهم. وقالت إحدى النازحات "كان هناك أربعون منزلا في قريتي وقد دمروها كلها. حتى أنهم أحرقوا الأشجار".
وقال نازح آخر من قرية أخرى "وصلت نحو 60 آلية مدرعة من الفرقة الرابعة. أطلقوا النار من دباباتهم.. لم يتمكن أحد من انتشال الجثث".
وأعلن التلفزيون السوري العثور أمس على مقبرة جماعية تحوي رفات عناصر من قوات الأمن في مدينة جسر الشغور في شمال غرب سورية حيث يواصل الجيش عملية عسكرية واسعة النطاق منذ الجمعة.
مواقع النشر