عبد الله العصيمي (تويتر) : يصل متوسط كميات الأمطار السنوية وسط السودان ما يقارب 500ملم وترتفع في الأجزاء الجنوبية حيث تصل 1000ملم وذروة الأمطار الموسمية ما بين (
يونيو) و(
سبتمبر)
هذا في الوضع الطبيعي، لكن احيانا تقل كميات الأمطار، وقد تزيد، ويهمنا معرفة العلاقة بين تطرف الأمطار في الحالتين و
الجزيرة العربية:
في المحيط الهادئ يوجد خلية جوية مهمة خلية ووكر Walker circulation حيث تعمل الرياح الجنوبية الشرقية القادمة من البيرو على تعزيز: حركة الرياح التجارية، وإنخفاض الحرارة شرق الهادئ، وارتفاعها غربا،، مما يسبب
إنخفاض الضغط الجوي والأمطار على (أستراليا) و(اندونيسيا) في الوضع الطبيعي.
لكن في ظروف
النينو وبسبب توقف حركة الرياح التجارية أو تحولها إلى غربية يحدث انعكاس في هذه الخلية حيث ينخفض الضغط الجوي شرق الهادئ ويرتفع على غرب الهادئ واستراليا مع تأثير الجفاف وينتقل التأثير إلى كافة المناطق الاستوائية وخلية جوية رئيسية تسمى: هادلي.
سنأخذ حالة
النينو القوية 1997، اللون الازرق يدل على تيارات صاعدة غير مستقرة والأصفر يعني تيارات هابطة مستقرة، وجود تيارات صاعدة يقابله بطبيعة الحال تيارات هابطة في الجهة القريبة، نركز بشكل أكبر على التيارات الهابطة شمال أمريكا الجنوبية حتى سواحل غرب افريقيا.
هذا يعني إنخفاض كبير في الفاعلية الجوية، ويعزز من برودة المياه - منطقة وسط المحيط الأطلسي وخليج غينيا - مما يسبب ضعف في تقدم
الفاصل المداري، وإنخفاض جودة ورطوبة الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تؤثر على افريقيا حتى السودان والقرن الافريقي.
يمكننا أن نلاحظ من خلال الخريطة السابقة أن أجزاء من غرب ووسط افريقيا حتى السودان والقرن الأفريقي شهدت إنخفاض ملحوظ في كميات الامطار في صيف العام الشهير 1997 الذي تزامن مع النينو علما أن الخريطة تدرس الفترة من بداية يوليو حتى نهاية سبتمبر.
العكس يحدث في ظروف
اللانينا، حيث يزداد نشاط الرياح التجارية في المحيط الهادئ ويتم تعزيز الوضع الطبيعي لخلية والكر وينتقل التأثير أيضا إلى معظم المناطق الاستوائية كما حدث مع النينو لكن بشكل معاكس.
لنأخذ حالة
اللانينا القوية صيف 2010 وسنلاحظ فعلا التأثير المعاكس شرق الهادئ وغربه ونركز ايضا على سواحل غرب افريقيا، تيارات صاعدة باللون الأزرق امتدادا حتى السودان ويعني فاعلية جوية قوية وأمطار أعلى من معدلاتها وهي نفس الفترة السابقة من يوليو حتى سبتمبر.
يعني هذا بشكل مختصر ان ارتفاع معدلات الامطار (اعلى من الوضع الطبيعي) ويجب التركيز على هذه النقطة على السودان والقرن الافريقي صيفا يتزامن مع
اللانينا ويعني ذلك بشكل احصائي ارتفاع فرص الجفاف على الجزيرة العربية في الوسم والشتاء والعكس صحيح.
بالنسبة لهذا الصيف الأمور حتى الآن في نطاقها الطبيعي ولا يوجد ظاهرة مهمة فوق المحيط الهادئ حاليا مع توقعات بتطور حالة من
النينو خلال الخريف والشتاء. والله أعلم
مواقع النشر