درة - محمد بن سعد : نهاية العام المنصرم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، افتتح مؤتمر القمة الخليجية الماضية (20 ديسمبر) في العاصمة السعودية الرياض
بدعوة دول المجلس الست إلى :
"تجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد".
وقال البيان الختامي للقمة إن قادة دول المجلس تبنوا اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله. وتضمن نفس البيان في موضع آخر تعبير قادة دول الخليج عن قلقهم
"لاستمرار التدخلات الإيرانية في شؤونها, ومحاولة بث الفرقة وإثارة الفتنة الداخلية بين مواطنيها".
ظ…ط¬ظ„ط³ ط§ظ„طھط¹ط§ظˆظ† 1.jpg
واليوم بعد ستة أشهر من دعوة الملك عبد الله،، وفي
القمة التشاورية الطارئة التي تشهدها العاصمة الرياض، سيبحث زعماء دول مجلس التعاون الخليجي
صيغ اتحاد بين دولتين أو أكثر من دول المجلس الست، حسبما أفاد مسؤولون بحرينيون بينهم وزيرة الإعلام
سميرة رجب. وهو ما يعني أن هنالك مسارعة في تطبيق المقترح السعودي.
يقول الإعلامي محمد العلي - الجزيرة : بموازاة ذلك, وعلى ضفة الخليج العربي الأخرى, قوبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل ثلاثة أسابيع خلال أول زيارة له إلى طهران منذ انتهاء الوجود العسكري الأميركي ببلاده بحفاوة زائدة قلما تظهرها طهران لزعيم أجنبي. وزاد نائب الرئيس الإيراني على الترحيب بدعوة المالكي لدى وصوله إلى طهران إلى "
توحيد العراق وإيران ليشكلا قوة دولية".
ودعوة إيران للمالكي سبق وأن اشرنا إليها مرخرا في منتديات درة المجالس العربية والسعودية، وجرى نشرها هنا في مجلة درة.
إهتمامات الإعلام العربي والأجنبي سواء - تطرح سؤال واحد :
إلى أين يسير هذا الاستقطاب الإقليمي في الخليج؟ خصوصا بعد الانسحاب العسكري الأميركي من العراق, ولا نتغافل توابع ثورات الربيع العربي، فهي
تغيرات جيوسياسية وسؤال آخر يتحتم طرحة : حول اندراج مشروع الاتحاد الخليجي ضمن هذه التغيرات الجيو - سياسية !!!
الخبير في شؤون تركيا وإيران بشير عبد الفتاح للجزيرة نت يقول : "إن منطقة الشرق الأوسط بصدد إعادة هيكلة لعلاقتها الإقليمية بعد الربيع العربي والانسحاب الأميركي من العراق. الربيع العربي كان زلزالا للجميع وحاولت بعض الدول العربية أن تتكتل وتتناغم وعرضت دول مجلس التعاون في هذا السياق على الأردن والمغرب الانضمام إلى هذا الإطار،،،"
إلى أن يقول : "هنالك أيضا رغبة في استعادة العراق بعد الانسحاب الأميركي منه وزيادة النفوذ الإيراني فيه ،،، حتى إن بعض الأصوات دعت إلى ما أسماه "فتحا إسلاميا عربيا سنيّا لهذا البلد".
كلنا يلحظ ان هناك
تنافس تركي إيراني في المنطقة، إلا أن
المشروع الإيراني يقوم على التدخل في شؤون الدول المجاورة، بخلاف المشروع التركي الذي يعتمد على قواه الناعمة. وهذا ما تعيشة المنطقة هنا في هذه المرحلة (مرحلة سيولة سياسية)، التي تعيش مجريات إعادة هيكلة بغيب مصر.
وخلاف هذه الأقوال،، نشرت الجزيرة نت رؤية خبير إيراني في الشؤون الإستراتيجية
أمير موسوي بأن تجاذبات غير طبيعية تجري في المنطقة لأسباب منها تراجع القوة الأميركية, وسقوط نظام حسني مبارك،
تجاذبات يسميها العالم الصناعي (
الربيع العربي)، وتسميه إيران (
صحوة إسلامية), إضافة إلى ما يُبذل حالياً لإسقاط النظام في سوريا. ومع هذا يعتبر أمير موسوي ان الاتحاد المتوقع إعلانه في قمة الرياض
بعيد المنال وسياسيا بامتياز باعتبار أن دول مجلس التعاون "غير جاهزة للاتحاد, وهو معد لمصادرة الثورة في البحرين والتقدم الذي طرأ عليها" حسب تعبيره.
الجزيرة نت
انعقاد قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو لمناقشة خطط لمزيد من الوحدة السياسية والاقتصادية والامنية في دول التكتل الخليجي. تقول بي بي سي BBC : وعلى الرغم من
عدم وضوع الطبيعة الدقيقة لهذه القمة، قالت وزيرة الدولة البحرينية لشؤون المعلومات
سميرة رجب ان دول المجلس قد يدرسون تطبيق نموذج الاتحاد الاوروبي. ويعتقد ان الخطة من افكار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يرأس القمة ،،،
مسألة أمن دول الخليج هي الأساس ومحور المحادثات لهذه القمة الخليجية، لذلك اجتمع وزراء خارجية دول المجلس الست مساء الاحد لوضع اسس واطر القضايا التي تبحثها القمة الخليجية،
اقتراحات تتضمن مرحلة اولى للاتحاد قد تنضم فيها البحرين الى السعودية. كبداية جذور لما نسميه إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
بدء اللقاء التشاوري الخليجي برئاسة خادم الحرمين
عن الربيع العربي وإعادة تشكيل المنطقة، شرت روسيا اليوم تقول : هل كان للربيع العربي دور ما أسهم في الدفع بخطط أمريكية يقال أنها ترمي إلى
إعادة تشكيل الشرق الأوسط سياسيا ؟ وهل توافقت وبشكل عجيب المصالح التكتيكية في المنطقة لكل من الحراك الإخواني والسلفيين وإسرائيل والولايات المتحدة ؟
أحداث الربيع العربي باتت محفزا لتحولات جيوسياسية ضخمة في المنطقة. فيما تتجلى أهم نتائج الثورات العربية في
ازدياد نفوذ الإسلام السياسي في جميع الأقطار العربية في الواقع وانتقال السلطة الى الإسلاميين في الدول التي جرت فيها اولى الإنتخابات الحرة مثل تونس ومصر والمغرب. واتضح ان جاذبية النهج الإسلامي بالنسبة للسواد الأعظم من السكان أقوى من الدعوات لبناء الدولة على اسس الديمقراطية المدنية، ذات الصبغة الغربية على اية حال.
إلى آخر المقال ...هنا
ختاماً،، نشرت العربية نت تحت عنوان :
القادة وافقوا على استمرار عمل لجان الاتحاد : أكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي وافقوا على استمرار عمل اللجان ومناقشة مشروع الاتحاد الخليجي في قمة استثنائية لاحقا.
ودعا الفيصل إيران إلى عدم التدخل في العلاقات بين السعودية والبحرين اللتين تناقشان مشروعاً للوحدة بينهما. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي في ختام قمة لمجلس التعاون الخليجي تمحورت حول مشروع لإقامة اتحاد بين دول المجلس الست "ليس لإيران لا من قريب أو بعيد أي دخل في ما يدور بين البلدين من إجراءات، حتى لو وصلت إلى الوحدة".
وأعلن الفيصل أنه
تم تأجيل إعلان الاتحاد الخليجي؛ لوضع دراسة ستكون شاملة ودقيقة له. مشدداً على دعم دول المجلس الموقف الحكيم لدولة الإمارات في قضية جزرها المحتلة.
ومن جانبه كشف الزياني أن قادة دول المجلس وافقوا على الاتفاقية الأمنية، وفوَّضوا وزراء الداخلية في دولهم بالتوقيع عليها، كما وافقوا على دعم مشاريع في المغرب والأردن لمدة خمس سنوات، كما اتفقوا على استمرار عمل اللجان، ومناقشة مشروع الاتحاد الخليجي في قمة استثنائية لاحقاً.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اختتموا لقاءهم التشاوري الرابع عشر اليوم في قصر الدرعية بالرياض .
مواقع النشر