ح.ز/ ي.أ (أ. ف. ب) : بدأت سعوديات الأحد حملاتهن للانتخابات البلدية المقررة بعد أقل من أسبوعين، والتي ستكون أول عملية انتخابية يشاركن فيها ترشحاً واقتراعاً، وسط نظرة متفاوتة إلى دورهن المرتقب وأهمية العملية الانتخابية عموماً.



أطلق حوالي نحو 6140 مرشحاً للانتخابات البلدية السعودية، بينهم 865 مرشحة، الأحد (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) ولمدة 12 يوماً برامجهم لجذب حوالي 1.6 مليون ناخب، في أول انتخابات تشارك فيها النساء ترشحاً واقتراعاً بتاريخ المملكة، ولكن دون إظهار صور أو مقاطع فيديو للتعريف بالمرشحين من الجنسين.

وجددت اللجنة العامة للانتخابات تأكيدها على محاذير الحملات، التي لن تسمح بالصورة الشخصية للمرشح بالظهور بأي شكل، سواءً في اللوحات الإعلانية الخاصة بهم أو في المقار الانتخابية، وحتى في مقاطع الفيديو الترويجية، التي سيقتصر السماح فيها بسماع صوت المرشح أو المرشحة فقط من دون صورته.

وأعلن المتحدث باسم اللجنة العامة للانتخابات البلدية، جديع القحطاني، عبر حسابه الرسمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "المرشحة (السعودية) تستطيع الالتقاء بالناخبين عبر الدائرة التلفزيونية فقط، ولا يجوز لها لقاء الرجال في أماكن عامة"، لأن السعودية تمنع الاختلاط بين الجنسين، بينما سيتولى متحدث باسمهن التواصل مع الذكور.

وبحسب اللجنة، سجل أكثر من مليون و355 ألف رجل و136 ألف امرأة أسماءهم للمشاركة في الاقتراع، وخفضت السلطات هذه السنة سن الاقتراع من 21 إلى 18 عاماً. كما جدد القحطاني تأكيده الالتزام بالمادة من لائحة الحملات الانتخابية الخاصة بالمخالفات التي قد يقع فيها المرشحون وتعرض حملاتهم لتوقيع المخالفات، وهي: "الإخلال بالنظام العام أو إثارة الفتن أو أي نزاع طائفي أو قبلي أو إقليمي أو الإساءة إلى أي من الناخبين أو المرشحين، ومنع استخدام المساجد أو المرافق العامة والمنشآت الحكومية ودور العلم والجمعيات الخيرية والأندية الرياضية والثقافية والهيئات العامة".

هذا وأوضح القحطاني أنه يمنع "القيام بأي نشاط دعائي لأغراض الحملات الانتخابية بدعم من أية جهة أجنبية. كما يحظر استخدام شعار الدولة الرسمي وعلمها أو الإشارات والرموز الدينية أو التاريخية أو القبلية، علاوة على منع استخدام القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة داخل المملكة وخارجها في الحملات الانتخابية".

وأضاف أنه يمنع "التضامن مع مرشح آخر بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو تأييد ترشيحه أو الاشتراك معه في مادة إعلانية أو دعائية، وممارسة أي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية قبل أو بعد انتهاء الوقت المحدد للحملة الانتخابية بحسب البرنامج الزمني أو في اليوم المحدد للاقتراع".

وأشار جديع القحطاني إلى أنه يحظر استخدام أي عبارات أو صور أو رموز مخلة بالدين أو الأخلاق في الوسائل الدعائية، لافتاً إلى أن المخالفات الدعائية "يقدم بها بلاغ إلى اللجنة الانتخابية في أي وقت، ويقوم مأمور الضبط بضبطها وإحالتها إلى لجنة الفصل للبت فيه".

وكانت الأمانة العامة للمجالس البلدية السعودية قد أعلنت في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول أن 1039 امرأة تقدمن للترشح والمشاركة في خوض الانتخابات في 212 مجلساً بلدياً بمختلف مناطق المملكة. ويمثل هذا الرقم 75 في المائة من إجمالي المجالس البلدية البالغ عددها 284. وتمتد الحملات 12 يوماً تمهيداً للانتخابات المقررة في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول.


المرأة السعودية مصرة على نيل حقها في قيادة السيارة

حقوق دون المعايير العالمية
ما يزال وضع المرأة السعودية دون المعايير العالمية: فهي تخضع لقراءة متشددة للشريعة الإسلامية تفرض عليها العديد من الضوابط كمنعها مثلا من قيادة السيارة أو السفر للخارج بدون إذن ولي أمرها أو الحصول على جواز سفر والسفر دون محرم ومنع الاختلاط بين الجنسين في الدراسة والعمل.



إصرار على قيادة السيارة
احتجاجا على الضوابط والقيود التي تحرم المرأة حق القيادة في السعودية، انتشرت حملة سعودية على الانترنت تدعو النساء إلى الاحتجاج في الـ (26 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول)، وذلك في ظل عدم وجود نص فقهي يمنع المرأة من القيادة.



حجب رغم التأييد الكبير
ولقيت الحملة دعما من ناشطات معروفات وأيد آلاف السعوديين رجالا ونساء هذه الحملة بغية كسر الحظر المفروض على النساء في السعودية للجلوس خلف عجلة القيادة، ما دفع السلطات إلى حجب الموقع الالكتروني للحملة داخل المملكة.



هل تؤثر القيادة على الحمل؟
وفي مواجهة الناشطات اللواتي دعون لمنحهن حق القيادة يرى المستشار القضائي الشيخ صالح اللحيدان السعودي المحافظ، أن النساء اللواتي يقدن السيارات يخاطرن بالإضرار بمبايضهن وسينجبن أطفالا مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي. مشيرا إلى أن النساء اللواتي يرغبن في إلغاء حظر قيادة المرأة للسيارة ينبغي أن يقدمن العقل على القلب.



تغريدات ساخرة
أثارت تصريحات الشيخ اللحيدان هذه موجة من التغريدات والتهكمات الساخرة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. فبينما يرى أحدهم أن منع المرأة من القيادة هو قرار في منتهى الغباء في العصر الذي غزا العالم فيه الفضاء، نددت إحداهن بـ "اقتران الغباء بالعقيدة في معبد تقاليد القرون الوسطى"، في حين تساءلت أخرى عما إذا كان "ركوب المرأة الجمل لا يؤذي المبيض أيضا؟"



"سأقود سيارتي بنفسي"
وفي 2011 استجابت عشرات السعوديات لحملة مماثلة تحمل اسم "سأقود سيارتي بنفسي"، إذ قام بعضهن بنشر صور وتسجيلات فيديو لأنفسهن وهن يقدن سيارات على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب. وتم احتجاز بعضهن لفترة وجيزة ووجهت اتهامات لاثنتين منهن بتهمة تحدي العاهل السعودي. وأطلق سراح واحدة بعدما وقعت تعهدا بعدم قيادة السيارة مرة أخرى في حين حكم على الثانية بـ 10 جلدات.



محاولة لكسر طوق تقييد المرأة
وقد شهدت السعودية في عام 1990 محاولات مشابهة حين خرجت 47 امرأة في 15 سيارة تقودها نساء وسط العاصمة الرياض احتجاجا على منعهن من قيادة السيارات. وقد ألقي القبض عليهن آنذاك وتم فصل النساء اللواتي كن يعملن كموظفات في القطاع العام من عملهن.



حرمان من القيادة غير ملزم بقانون
ورغم عدم وجود قانون يحظر قيادة النساء السيارات، إلا أن تراخيص القيادة تُمنح للرجال فقط. وتُغرم المرأة التي تقود السيارة بدون ترخيص.



الكاتب: د.ص (د ب أ/أ ف ب/رويترز)