ديف لي (بي بي سي) حسبما يرى الخبير التقني الفنلندي كريستوفر لوسون وفريقه، فإن أجهزة الكمبيوتر المكتبية المعتادة التي تعودنا عليها طوال السنوات الماضية والتي تتضمن ملفات ومجلدات والفأرة (ماوس) وغير ذلك كلها لم تعد خيارا مناسبا، وأنه قد تأخر كثيرا ابتكار شيء جديد مختلف.
حاسوب سولو الجديد لا يتضمن الأنظمة المعدات للملفات والمجلدات
سولو (والتي تعني بالفنلندية "خلية عضوية") هو نوع جديد من الحواسيب أعلن عنه للتو. سولو هو جهاز صغير يتمتع بمظهر أنيق ويشبه بدرجة ما قاعدة كوب القهوة أو الشاي. ويمكن استخدام الحاسوب بشكل مستقل كشاشة منفصلة أشبه قليلا بهاتف ذكي، لكنه لا يتمتع بقدرات الهاتف المحمول حتى الآن.
ويمكن توصيل هذا الحاسوب الصغير بشاشة عرض أكبر وحينها يستخدم الجهاز المحمول باليد كأداة تحكم. وتستخدم وظائف عديدة مثل النقر والسحب والضغط بالأصابع للتحكم في المحتوى المعروض على الشاشة الأكبر.
يمثل هذا ترابطا منظما، لكن الأمر السلبي هو أنه أن الجهاز لا يتصل بالشاشة لاسلكيا، لكنه يتطلب سلك واجهة للوسائط المتعددة عالية الوضوح "HDMI" ومصدر للطاقة إذا أردت أن يعمل الحاسوب لأكثر من ست ساعات تقريبا.
برامج بالاشتراك
مصدر البيع الرئيسي لحاسوب "سولو" هو برامجه، فهو يبدو تقريبا مختلفا عن أي حاسوب استخدمته من قبل. ويعمل الحاسوب الصغير على نسخة معدلة للغاية من نظام تشغيل اندرويد الذي تنتجه شركة غوغل، وبرامجه لا تحتوي على العديد من الخصائص التي تعودنا عليها في أنظمة الحاسوب المنزلية.
الأمر الأكثر إثارة للانتباه هو إدارة الملفات، إذ أنه لا يمكن رؤية المجلدات هنا، بل واجهة تشبه خريطة ذهنية حيث تجمع المشاريع والأفكار في شكل دوائر وعناقيد، وهو ما يحفز على التركيز بشكل أفضل، حسبما يقول فريق المطورين.
وفيما يتعلق بالتفاعل مع الآخرين، فإنه لا توجد إمكانية تبادل للوثائق عن طريق البريد الإلكتروني، لكن سولو يستخدم في المقابل نظام
الحوسبة السحابية لمساعدة الأشخاص على العمل على الوثائق في نفس الوقت بطريقة أكثر رونقا وجمالا مما هو عليه الآن.
لكن هناك فكرة جيدة أيضا وهو أنك لن تشتري أي برامج، إذ أنك تدفع فقط رسوم اشتراك شهري (لم تحدد قيمته حتى الآن، لكن يتوقع بأنها ستصل إلى نحو 20 دولار شهريا) ويمكنك استخدام أي البرامج التي تحبها. وسيحصل المطورون على نسبة من هذه الرسوم إذا استخدمت برامجها على غرار سبوتيفاي باستثناء البرامج.
لكن الأفكار الجيدة لا تضمن النجاح دائما، رغم أن التوقعات في مجال التقنية قد تكون صعبة وتسبب إحراجا لأصحابها، فإنني أعتقد أنه يمكن القول إن سولو على الأرجح لن يكتب له النجاح.
لنبدأ من هنا فإن سولو أطلق كحملة للتمويل الجماعي من شركة كيك ستارتر، وإذا اشتريت حاسوب سولو اليوم عبر كيك ستارتر، فإنك لن تحصل عليه حتى مايو/أيار 2016.
النظام الحاسوبي مخزن في هذا الجهاز الصغير الذي يشمل شاشة تعمل باللمس
غير بديهي للغاية
في بادئ الأمر وبالرغم من "طرحه للبيع" حاليا، فإن هذا المنتج لم يصبح جاهزا بعد. وكما يحدث في المشاكل التي تظهر في المنتجات التقنية في العرض الخاص للإعلان عنه، والتي قد ترجع إلى ضعف الشبكة اللاسلكية "واي فاي" في المكان، فإن أحد تطبيقات سولو، وهو برنامج للمحاسبة، بدا أنه غير بديهي للغاية لدرجة أن مدير التشغيل في الشركة، الذي كان على المنصة لشرح مدى سهولة البرنامج، اضطر في نهاية المطاف بأن يسأل لوسون عن كيفية استخدامه.
يبدو الجهاز أنيقا، لكنه لا يتمتع بسطح لشاشة اللمس من الحافة إلى الحافة كما يؤمل. ولتوضيح الفكرة، فإنه وبعد أن توقف عن العمل بشكل مفاجئ، أقر المطورون في الفريق بأنه حتى الآن فإن الطريقة الوحيدة لإعادة تشغيل هذا الحاسوب الصغير هي من خلال ربطه بالحاسوب المحمول الأصلي الخاص به.
وأكد فريق المطورين أن النسخة المستقبلية ستحل هذه المشكلة، وستحتوي أيضا على شاشة باللمس، وقد تحتوي أيضا على قدرات للهاتف المحمول. تكلفة هذا الجهاز تنافسية إذ تبلغ 349 يورو و299 يورو في حال شرائه مبكرا. وهي تكلفة متواضعة، لأنه وعلى غرار الهواتف المحمولة المدعمة، فإن أرباح سولو ستعتمد على الاشتراكات الشهرية وليس بيع الحاسوب نفسه.
سيحصل المشترون على اشتراك ثلاثة أشهر حال شراء الحاسوب، وهذا أمر رائع! كم تبلغ تكفلته بعد ذلك؟ لم يكشف لي الفريق عن سعره مستقبلا، إذا أنه لم يحدد بعد. ومن غير المعلوم أيضا ما هي فترة حياة البطارية؟
ولكي ينجح حاسوب سولو، فإن لوسون وفريقه يحتاجون لإقناع الناس بالتخلي عن نظام تشغيل اعتادوا عليه و بجهاز يثقون فيه والانتقال إلى جهاز محمول يؤدي مهام ليست أقل من المحمول الذي يملكونه في جيوبهم. خدمة الاشتراك في البرامج جيدة، لكن لا نعلم إذا كان المطورون الرئيسيون يريدون بالفعل تطوير البرامج بناء على شروط سولو أم لا.
ليس ذلك فقط، بل إنه من أجل أن تصبح خصائص التواصل مع الآخرين فعالة عبر هذا الجهاز، فإن فريق المطورين يحتاج إلى أن تشترك شركات كاملة في نسخة سولو. وقد يكون لوسون محقا بأننا نحتاج إلى إلقاء نظرة فاحصة على قناعاتنا غير الفعالة والمحبطة إزاء استخدام الحاسوب، لكن لسوء الحظ بالنسبة له ولفريقه، فإن سولو لن يكون الحل للمشكلة.
مواقع النشر