الرياض - واس : شهد يوم 15 جمادى الآخرة من عام 1365هـ الموافق 27 مايو 1945م الانطلاقة الأولى لحركة الطيران في أجواء المملكة العربية السعودية بطائرة وحيدة من طراز (دي سي 3) وهي الطائرة التي أهديت للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت التي بدأ تشغيلها لنقل الركاب بين الرياض وجدة والظهران، ولاحقاً أمر الملك عبد العزيز بشراء عدد من الطائرات لدعم حركة النقل الجوي في المملكة.



وفي شهر سبتمبر من عام 1946م تم الإعلان عن تأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية واتخذت شعاراً لها (SDI) وكانت تتبع لوزارة الدفاع والطيران، بينما في 28 أكتوبر من نفس العام انطلقت أولى الرحلات الجوية الدولية إلى مطار (اللد) في فلسطين حينذاك "أراضي فلسطينية" تحت الانتداب البريطاني لنقل الحجاج.

وفي العام التالي مباشرة (1947م) تم تسيير أولى الرحلات الداخلية المجدولة فيما بين جدة والرياض والهفوف والظهران، بالإضافة إلى الرحلات الدولية إلى كل من عمان وبيروت والقاهرة ودمشق، وذلك بطائرات من طراز (DC-3).



ومنذ اللحظة الأولى لإنطلاق الخطوط السعودية قبل 70 عاماً واكبت مسيرة الخير والتنمية في أنحاء المملكة، وقامت بدورها الرائد في ربط أرجاء وطن بحجم القارة من خلال تقديم خدمات النقل الجوي بمنظورٍ وطني دون النظر لعوامل الجدوى الاقتصادية، في الوقت الذي قامت فيه بدعم جهود، وتنمية السياحة الداخلية التي غدت رافداً واعداً من روافد الاقتصاد الوطني في الوقت الذي قامت فيه دائماً برعاية المناسبات الاجتماعية والرياضية والثقافية وفاءً بواجبها ومسؤوليتها الاجتماعية.

والمتتبع لبعض محطات الإنجاز لهذه المؤسسة الوطنية العالمية والنتائج المتميزة لخطتها التطويرية الشاملة التي تتمثل في تحديث الأسطول بالاستحواذ على 90 طائرة جديدة تسلمت منها حتى الآن 68 طائرة من طرازي ايرباص وبوينج.

وفي نهاية عام 2013م تم إضافة محطات جديدة لشبكة رحلاتها من خلال التشغيل إلى تورنتو بكندا في آواخر 2013 وإلى لوس انجلوس بالولايات المتحدة في بداية شهر فبراير عام 2014م.



وفي الثالث عشر من شهر فبراير 2013م حصلت أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران على ترخيص واعتراف مهني عالمي من شركة بوينج العملاقة والرائدة في صناعة الطائرات لتصبح الأكاديمية بموجب ذلك الترخيص مركزاً تدريبياً عالمياً في برامج تدريب الطيارين المتقدمة، ونظام إدارة الجودة الشاملة والنوعية، وعمليات التدريب التشبيهية (السيموليتر) وصيانة الأجهزة كما حصلت "السعودية" على جائزة "إنجازات الأعمال العربية 2013" من مجلة "إريبيان بزنس" باختيارها "شركة العام" من بين العديد من شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال متابعة أدائها ونموها في الفترة من يناير وحتى سبتمبر 2013م، وقد تم اختيار "السعودية" لهذه الجائزة عبر تصويت مغلق نظمته مجموعة (ITP) في دبي بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين.

وفي العهد الميمون تم إنشاء مطارات جديدة حيث افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة الذي تم إنشاؤه عن طريق الشراكة مع القطاع الخاص بطريقة البناء والإعادة والتشغيل.

وتسعى الهيئة العامة للطيران المدني إلى تطوير مطارات المملكة بشكل مستمر من خلال مجموعة من المشاريع التي تشمل العديد من المطارات الدولية والاقليمية في جميع مناطق المملكة وهذه المنظومة من المطارات الجديدة والمحدثة التي ستكتمل خلال الخمس سنوات القادمة بإذن الله، ستحدث نقلة نوعية في مرافق وخدمات المطارات كافة مما سيعزز قطاع النقل الجوي في المملكة وتوفير أفضل الخدمات للمسافرين من مواطنين ومقيمين وزائرين.



وتحول مطار الأمير محمد بن عبد العزيز إلى مطاردولي في عام 1426هـ وهو يشهد نمواً متزايداً في حركة التشغيل حيث يعمل اليوم في المطار 36 شركة طيران، ويزيد هذا العدد إلى 45 شركة خلال موسم الحج مع التطوير الجذري لمطارات أخرى بهدف استيعاب الزيادة في عدد المسافرين ورفع مستوى الخدمات. ويقف في مقدمة تلك المشروعات مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، الذي يجري تنفيذه في الوقت الراهن بوتيرة متسارعة وفقًا لجدوله الزمني، حيث ينتظر انتهاء المرحلة الأولى منه منتصف عام 2015م، وتقدر الطاقة الاستيعابية له بـ 30 مليون مسافر، وستصل إلى أكثر من 80 مليون مسافر بعد اكتمال تنفيذ مرحلته الثالثة في عام 2035م، حيث سيصبح مطاراً عالمياً يعزز النهضة الاقتصادية لمدينة جدة وللبلاد ككل، وسيسعى المطار لتوفير جميع المرافق والخدمات بأعلى معايير الجودة العالمية، إضافة الى مشروع إنشاء الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي بالرياض والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها نحو 40 في المائة، لتستوعب ثمانية ملايين مسافر، وربط الصالة الثالثة بالرابعة، لترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 35.5 مليون مسافر خلال السنوات الثلاث المقبلة .



وأهلت هذه الإنجازات وغيرها هذا الصرح الوطني للانضمام إلى تحالف سكاي تيم العالمي لخدمة المسافرين حول العالم عبر هذا التحالف ومن خلال إمكانات هائلة تشمل 1024 محطة في 178 دولة، وعلى متن 15.400 رحلة يومياً، كما واصلت المؤسسة تحديث البنية التقنية، والتوسع في برامج الخدمات الذاتية والتدريب والابتعاث، إلى جانب إنجاز خصخصة شركة الخطوط السعودية للتموين، وشركة الخطوط السعودية للشحن المحدودة، والشركة السعودية للخدمات الأرضية، والشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران، مع مواصلة الجهود لاستكمال خصخصة بقية القطاعات وصولاً إلى تأسيس الشركة القابضة للخطوط الجوية العربية السعودية.

وحققت الخطوط الجوية العربية السعودية خلال عام 2014م نمواً ملموساً في عدد الركاب وتشغيل الرحلات، إذ بلغ ما تم نقله 27,884,946 راكباً على رحلاتها الداخلية والدولية بزيادة مقدارها 2,464,934 راكباً وبنسبة 10.49%، مقارنةً بما تم نقله خلال عام 2013م، كما بلغ عدد الرحلات التي تم تشغيلها خلال 2014م (190,123) رحلة داخلية ودولية تمثل الرحلات المجدولة والإضافية بزيادة 12,688 رحلة وبنسبة 7%.



ووصل المعدل العام لانضباط مواعيد الرحلات خلال عام 2014م لمعدلات قياسية جديدة، حيث سجل تقرير الأداء التشغيلي نسبة 90.79%، وتؤكد هذه المعدلات الانسيابية الكبيرة في المنظومة التشغيلية إلى جانب الارتقاء بباقة الخدمات المقدمة في مختلف المواقع وعلى متن الطائرات.

وتضم الخطة الإستراتيجية الخمسية لمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية من (2015م ـ 2020م) الاستحواذ على أكثر من مائة طائرة جديدة إضافية خلال الخمس سنوات المقبلة، بجانب رفع كفاءة العمليات التشغيلية، وتحسين خدمات المسافرين.



وتضمنت الخطة الاستراتيجية كذلك التحديث المستمر لأسطول الطائرات، بغرض التوسع في تلبية الطلب المتزايد على السفر الداخلي، وتشغيل رحلات محطات دولية جديدة، بالإضافة إلى رفع أداء العاملين في الصفوف الأمامية لمقابلة الجمهور، وتحديث البنية التحتية لقطاعات المؤسسة، ووحداتها الإستراتيجية، وإستكمال مشروع تخصيصها.

و تطلق الخطوط الجوية العربية السعودية مطلع يناير المقبل الإصدار الأول من تطبيق "السعودية" للهواتف الذكية الذي يعمل في بيئة نظام أجهزة "آيفون" (IOS) للإصدار (7) و ما بعده في إطار الخطة الخاصة بتطوير الخدمات من خلال التقنية الحديثة بهدف مواكبة أحدث التطورات في صناعة الطيران من شأنه أن يوفر جهد ووقت المسافرين لما يتميز به من خدمات متكاملة، حيث يمكنهم من خلاله إنهاء إجراءات السفر دون الحاجة إلى مراجعة مكاتب المبيعات.



ويخدم التطبيق في إصداره الأول الحجوزات على الرحلات الداخلية حيث يتميز هذا الإصدار المتوفر باللغتين العربية والإنجليزية بإمكانية استخدام التاريخ الهجري في الحجز بالإضافة إلى اختيار المقاعد وكذلك شراء التذاكر والدفع بواسطة نظام "سداد" أو البطاقات الائتمانية إلى جانب إمكانية إدخال معلومات البطاقة الائتمانية عن طريق المسح الضوئي للبطاقة وإنجاز إجراءات السفر وإصدار بطاقة الصعود مع حفظ بطاقات الصعود في محفظة الهاتف (PassBook) يضاف إلى ذلك حفظ الحجوزات على الهاتف النقال مع إمكانية استرجاعها واستعراض الحجوزات السابقة كما يتضمن معلومات عن الرحلات، وكذلك خاصية الإشعارات بالإضافة إلى حفظ بيانات الراكب على الهاتف النقال ومشاركة الحجز مع الأصدقاء.

وتتضمن التحديثات القادمة للتطبيق الحجز على الرحلات الدولية بالإضافة إلى ربط التطبيق بنظام الفرسان وكذلك الشراء بعملات متعددة مع توفير معلومات مباشرة ولحظية عن حالة الرحلات، على أن يتم في الفترة القادمة إطلاق الإصدار الخاص الذي يدعم نظام (Android).