المدينة المنورة - واس: أصدر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة دليلاً للأعمال التقنية في المجمع، بهدف إفراد أعماله الالكترونية بدليل يخصّها؛ لتظهر ثمار المجمع وجهوده في هذا الباب من أبواب خدمة القرآن الكريم.



وأوضح الأمين العام للمجمع د. محمد سالم بن شديد العوفي في تقديمه للدليل أن التقنيات الالكترونية انتشرت في حياتنا المعاصرة بصور متعددة، مشيراً إلى أن المجمع قام بخطوات عملية في البرمجة التقنية لتحقيق أهدافه النبيلة التي يسعى إليها؛ والتي تشتمل على بناء قواعد بيانات المصحف الشريف لتكون مكنزاً علمياً في مجال خط المصحف وقواعد ضبطه وشكله، وعمليات التدقيق الآلي، إضافة إلى وسائل النشر الالكتروني التي سلكها المجمع، ووضعها ضمن خططه المستقبلية، لإتاحة إصداراته الورقية بصورة رقمية، وإنتاج برامج حاسوبية تتصف بحاجة كافة فئات المجتمع إليها، إلى جانب توفير خدمات مساعدة لنص المصحف الشريف، وتلاواته بالقراءات المتواترة، وتفسيره، وعلومه ،وترجمة معانيه، فضلا عن مواكبة البرمجيات الحديثة وسبل نشرها وتفعيلها من خلال إدارة الحاسب الآلي، ومركز البحوث الرقمية لخدمة القرآن الكريم وعلومه في المجمع.

وبين أن الدليل ركز على قواعد بيانات المصحف الشريف كأحد المشروعات التقنية المهمة التي يعمل المجمع على إنتاجها لخدمة القرآن الكريم وعلومه، وروعي فيها استيعاب مختلف الأشكال ومكونات النص القرآني لكل رواية من روايات المصحف الشريف، وكذلك أداة التعرف الآلي على الأشكال ومكونات النص القرآني.

وذكر أن فكرة الأداة تهدف إلى التعرف الآلي على الكلمات والتشكيل وعلامات النقط وغير ذلك من الأشكال المستخدمة في مصحف المدينة النبوية، إضافة إلى نظام مولَد خطوط المصحف الشريف وهو تطبيق حاسوبي تقوم فكرته على استخلاص الخط الحاسوبي للنص القرآني حسب الرواية وإنتاج خط حاسوبي يمكن استخدامه في كتابة النص القرآني وفق الرواية المطلوبة.

وأبان ان الدليل تناول مشروع تحسين جودة خط مصحف المدينة النبوية وهو أحد المشاريع الرائدة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، حيث يعد العمل الأول من نوعه في مجال خدمة القرآن الكريم وخدمة علومه. ويهدف إلى معالجة خط مصحف المدينة النبوية الذي تمت طباعته عام 1422هـ إلى جانب مشروع تعليم القرآن الكريم بالتوجيه الصوتي وهو طريقة مبتكرة لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية وغيرهم، ممكن يعانون صعوبة قراءة النص القرآني.



وأفاد أمين عام المجمع أن الدليل أشتمل على أداة التدقيق الرقمي الآلي للملفات الالكترونية لمصحف المدينة النبوية وهي أداة برمجية حاسوبية، تقوم بتدقيق الملفات الالكترونية التي تحتوي على صفحات المصحف ومقارنتها مع أصولها الكترونياً، قبل تحويل الملفات إلى مرحلة الطباعة؛ وذلك من أجل اختصار الوقت والجهد اليدوي، و تقليل نسبة الأخطاء والملاحظات، وحصر الأخطاء التي قد تظهر، فيما تطرق الدليل إلى مشروع الصيغ الرقمية للمصحف الشريف وهو إحدى مبادرات المجمع نحو توحيد طرق التعامل مع القرآن الكريم نصاً وبرمجة؛ بهدف القضاء التدريجي على ظاهرة التعامل مع نصوص من القرآن الكريم مجهولة المصدر والتي تحتوي على بعض الأخطاء.

وأكد أن الدليل يهدف إلى إتاحة نسخة رقمية من المصحف للاستخدام العام تلبية لحاجة المسلمين في أرجاء المعمورة، وبناء على إدراك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أهمية إتاحة نسخة كاملة من المصحف الشريف للاستخدام العام، وحرصاً من المجمع على نشر القرآن الكريم بكافة الوسائل الحديثة، وإيصاله إلى المستفيدين منه بأيسر السبل، في حين يحد من ظاهرة انتشار الكثير من المصاحف المطبوعة وغيرها التي تحتوي على أخطاء في طريقة كتابة النص القرآني، مضيفاً أن المجمع بادر بإتاحة نسخة رقمية كاملة من مصحف المدينة النبوية المطبوع في المجمع، برواية حفص، بينما يمكن استخدام النسخة المذكورة في المجالات الشخصية والتجارية والأعمال الفردية كافة، إلى جانب أعمال الجهات الحكومية والجهات والمؤسسات الخاصة والأهلية، فضلاً عن أعمال الطباعة الورقية والنشر المكتبي والإعلامي ومواقع الانترنت والبرامج الحاسوبية وغيرها، في داخل المملكة وخارجها.

وأوضح العوفي أن الدليل تميز بإضافة بعض رموز الرسم العثماني إلى اليونيكود العربي لدعم التقنيات الحاسوبية التي تخدم القرآن الكريم وعلومه.

وتابع يقول: و بناء على ما لمسه المجمع من الحاجة إلى تسجيل بعض الإضافات في نظام المعيار الدولي (يونيكود)؛ لإدراج بعض العلامات الخاصة بالرسم العثماني، لدى المنظمة الدولية (يونيكود)؛ وذلك لأهمية الإضافات المذكورة في إنتاج الخطوط الحاسوبية الخاصة بالنص القرآني وفق متطلبات قواعد الرسم العثماني، فقد قام المجمع بالتنسيق مع منظمة (يونيكود) بشأن الموضوع، مبيناً أن الدليل أهتم بالخطوط الحاسوبية كخط الرسم العثماني –حفص- والتي بادر المجمع إلى إنتاجها وهو احد الخطوط الحاسوبية المتوافقة مع الترميز الدولي Unicode، الذي خُصص لكتابة نص المصحف الشريف المطابق للرسم العثماني لمصحف المدينة النبوية برواية حفص عن عاصم.

وفيما يتعلق بالبرامج الحاسوبية ،ذكر العوفي أنها تضمنت برنامج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي كأداة حاسوبية تستخدم في البحث عن نصوص الآيات القرآنية في المصحف، وكتابتها بخط الرسم العثماني (المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة النبوية) في برامج النشر المكتبي، وبرنامج الوثيقة المصحفية وهو برنامج حاسوبي يساعد على إدراج نص القرآن الكريم برواية حفص، داخل وثائق ميكروسوفت وورد، وتم إعداده في وحدة البحوث والتطوير بإدارة الحاسب الآلي في الأمانة العامة بالمجمع، وهو يساعد المستخدم على البحث عن أي كلمة أو جملة في نص القرآن الكريم، باستخدام الرسم الإملائي، كما يتيح للمستخدم استعراض الآيات التي تحتوي على الكلمة أو العبارة المبحوث عنها.

ووصف الأمين العام للمجمع مصحف المدينة المنورة -خدمات حاسوبية للقرآن الكريم وعلومه– بأنه موسوعة الالكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه، حيث تقوم على عرض نص القرآن الكريم بالرسم العثماني المطابق لمصحف المدينة المنورة، مع ربط الآيات بالعديد من الخدمات والمعلومات: كالتفسير، وغريب القرآن، ومشكل الإعراب؛ وأسباب النزول، إلى جانب ترجمة المعاني إلى ست لغات غير عربية ،فضلاً إمكان الاستماع إلى التلاوة بأصوات أربعة من كبار قراء المجمع.



وعدّ العوفي مشروع التجوال الافتراضي في رحاب المسجد النبوي من المشروعات الحاسوبية المتميزة التي نفذها فريق تصوير الواقع الافتراضي بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. والذي تضمن نحو سبعين مشهداً بانورامياً مختلفاً للمسجد النبوي الشريف من الداخل والخارج والساحات المحيطة به والسطح، لافتاً إلى أن مشروع التجوال الافتراضي داخل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أنجز تصويراً شاملاً أيضاً لمعظم الأماكن والإدارات والساحات داخل المجمع، فيما تم إعداد واجهة تصفح رسومية للبرنامج الحاسوبي.

وفيما يتعلق بمواقع الانترنت التابعة للمجمع ـكما ورد في الدليل، أكد العوفي أن المجمع أنشأ اثنى عشر موقعاً متخصصاً على الشبكة الانترنت، لخدمة القرآن الكريم وعلومه وتزويد الزوار بالمعلومات المفيدة عن المجمع وخدماته الجمة والتي أشتملت على مصحف المدينة النبوية وترجمات معانيه، ومصحف المدينة النبوية للحاسوب الكفي، إضافة إلى مصحف المدينة النبوية خدمات حاسوبية للقرآن الكريم وعلومه، ومصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، إلى جانب صور الإصدارات، والمكتبة الصوتية، ومجموعة الخطوط الحاسوبية، وكذلك مجلة البحوث والدراسات القرآنية، والتجوال الإفتراضي، وتفسير القرآن الكريم بلغة الإشارة، وتعليم القرآن الكريم بالتوجيه الصوتي، وملتقى المجمع لأشهر خطاطي المصحف.

وأردف د. العوفي أن الدليل الجديد تضمن صفحات عن أعمال مركز البحوث الرقمية لخدمة القرآن الكريم وعلومه والتي تهدف إلى مراجعة الإصدارات القرآنية المتنوعة من وسائل النشر الإلكتروني، وإصدار شهادات المصادقة الرقمية والتوثيق لنصوص القرآن الكريم وتلاواته بالروايات المتواترة في الوسائط الإلكترونية، إضافة إلى العمل على توفير البدائل الرقمية المناسبة لوسائل تبادل النسخ الرقمية من القرآن الكريم وعلومه المتنوعة، والإسهام في إثراء المعارف المعلوماتية الخاصة بخدمة القرآن الكريم وعلومه، إلى جانب المشاركة في وضع معايير موحدة للتعامل مع النص القرآني ومصطلحاته، وكتب علوم القرآن الكريم، وتفسيره، وترجمات ومعانية، فضلاً عن التواصل مع الاستشاريين، وأصحاب الخبرات الفردية، والجهات ذات العلاقة.

وخلص العوفي إلى أن هناك مشروع القلم البسيط simple للمصحف المعلم الناطق والقلم القارئ المطور على الشكل IPhone للمصحف المعلم الناطق، والمخرج التقني للقلم القارئ المطور لبرنامج "المصحف المعلم الناطق"، وتقنية المصحف القارئ، إضافة إلى مشروع تسجيل المواد المساعدة لبرنامج الصحف المعلم الناطق ،وشهادة الصادقة الرقمية للتعاملات والمنتجات الإلكترونية،وكذلك المقرأة الإلكترونية، إلى جانب مشروع تفسير معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة، في حين وضع المركز تصويراً علمياً مقترحاً لتطوير "خط المدرجات"؛ بما يفيد الهيكل العام لاحتياجات البحوث الأكاديمية، وما يفيد تحرير النص وحواشيه، والبرامج التعليمية، والفهارس الرقمية، وبناء موقع مركز البحوث الرقمية ومحتواه على الانترنت، فضلا عن أن المركز قام بدراسة مشروع المصحف التفاعلي المسموع للمكفوفين.