نجران - واس : عبر عددٌ من ضيوف مهرجان "قس بن ساعدة" في دورته الثانية عن سعادتهم بما شاهدوه وعاشوه في هذا الحدث الثقافي، واتفقوا على أن المهرجان استطاع إيصال الفكرة التي حملها في نسختيه الأولى والثانية، مؤكدين أن التحدي الذي سيواجه منظميه في النسخ المقبلة، هو التطوير والامتياز.
الشاعر السعودي غرم الله الغامدي أرجع نجاح المهرجان لطبيعة أهالي المنطقة الذين ينطلقون من ثقافة القيم والعادات والتقاليد التي يحتفظون بها داخلهم،لاسيما وهم يقابلون بالترحاب ضيوف المهرجان ويقدمون خدماتهم بتفانٍ، باعتبارتمثيل المهرجان لمنطقة نجران.
وعد الغامدي ذلك أنبل رسائل الثقافة التي تستطيع إذابة ما يعكر صفو القيم والعادات والتقاليد، مؤكداً أن المهرجان وصل إلى مرحلة مرضية، تحتاج لمزيدٍ من الخبرة والثقة بالنفس في القادم من الأيام.
ورفض الغامدي اقتصار الثقافة على النخبة من الناس، واصفاً إياها بأسلوب الحياة،ومجموعة القيم التي تشكل طباع الناس وأعرافهم، وقال: "هذا ما شاهدناه هنا في نجران".
من جهتها أثنت أستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك سعود الدكتورة ميساء خواجة على حفاوة وكرم أهل المنطقة، مبديةً إعجابها بالإرث الكبير الذي تحويه منطقة نجران، والمغذي الرئيس لمهرجان "قس بن ساعدة"، متى ما استطاع المنظمون عبر الخبرات المكتسبة والجهد الجماعي من اكتشافه وتطويعه ليكون مادة يستفاد منها في المهرجانات المقبلة.
وعبرت خواجة عن سعادتها بالحضور الجيد للمرأة النجرانية في هذا العرس الثقافي،خلال تفاعلها مع الحدث، ومشاركتها في التنظيم، وترحابها، وقدرتها الكبيرة في التعامل مع جميع الناس باختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم ببساطة وجمال.
الشاعر التونسي ياسين عدنان بدوره شكر المنظمين على إتاحة الفرصة له، ليكون ضمن الحضور الذين استفادوا من تبادل الرؤى مع أصدقائهم في المملكة والبلدان العربية الأخرى، وعد ما شاهده على خشبة المسرح إبان افتتاح المهرجان بالمبتكر والجيد، لاسيما مع مشاركة جنسيات عربية مختلفة في إعداد وتقديم ملحمة"شيخ العرب"، لتعطي الدلالة أن إرث نجران إرث لكل العرب.
الروائي والقاص وعضو نادي جازان الأدبي عماد خيرات وصف الملحمة بالمفاجأة،وقال: "ما شاهدناه كان رائعاً بمعنى الكلمة، ونفتخر بالحضور والتواجد ضمن كوكبة المثقفين الذين تواجدوا في هذا الحدث الثقافي الكبير".
من جانبه أوضح مدير مكتب جريدة المدينة بحائل وعضو ناديها الأدبي مفرح الرشيدي أن المنظمين وفقوا في تقديم عمل منظم وجميل، مثنياً على دعوته للمهرجان، وواصفاً الجولات السياحية بالجيدة والمثرية معرفياً، مبيناً أنه استمتع كثيراًبالأمسيات الشعرية التي حواها المهرجان.
المخرجة السعودية ريم البيات قالت " الاهتمام واضح بجميع التفاصيل من قبل المنظمين في نادي نجران الأدبي، وهناك عمل كبير يقف خلفه فريق يرغب في تسجيل إنجاز للمنطقة".
مهرجان قس بن ساعدة يستقطب الزوار ب 29 عملاً فنياً
ولم تخفي البيات إعجابها بحضور باتريسيا مارسي الفرنسية بمعية المصور الفرنسي مينوزا، لتعرض تجربتها الخاصة، خلال تواجدها مع مينوزا إبان رحلتهم إلى نجران قبل 36 عاماً، ليوثقوا من خلاله عملاً تملكه نجران قبل أيٍ كان.
وأعرب عضو نادي المنطقة الشرقية الأدبي والكاتب السعودي أحمد الملا عن سعادته بزيارة منطقة نجران، باعتبارها الزيارة الأولى له، وعطفاً على قراءته لماتحتويه هذه المنطقة من تراث تاريخي أصيل، يستحق الوقوف عليه مباشرةً والعيش في كنفه ورحابه ولو برهة، وعد "قس بن ساعدة" مميزاً بخصوصيته، التي استطاع منظموه من خلالها الاستفادة من قيم أهالي المنطقة الأصيلة التي برز منها المحبة والترحاب بالضيف.
وأبان الملا أن التنوع الكبير في فعاليات المهرجان، أضاف كثيراً للثقافة بجميع أشكالها، مشبعةً جميع الحواس السمعية والبصرية والملموسة، حتى حاسة الذوق لم يغفلها القائمون على المهرجان، من خلال الجولات الشعبية التي كانت ضمن برنامج المهرجان، والذي تذوقوا من خلاله الأكل الشعبي، مثنياً على الجو الاحتفالي الذي شهده افتتاح المهرجان.
وتحدث الملا عن الهم الثقافي بشكلٍ عام من خلال تجارب سابقة في الأندية الأدبية، عاداً انتقالها من مرحلة التعيين إلى الانتخاب، نقلة نوعية للعمل المؤسساتي، عاداً مهرجان "قس بن ساعدة" من مخرجات هذه النقلة، مصنفاً هذه المرحلة الانتقالية للحراك الثقافي بالمملكة بمرحلة المخاض، التي تحتاج لوقت قصير ليكون لدينا أكثر من "قس بن ساعدة" .
___
"بيشا" إيطالي يكشف تفاصيل تاريخ "نجران"
الوطن : تشارك دارة الملك عبدالعزيز في مهرجان قس بن ساعدة الثاني الذي انطلق مساء أمس ويستمر حتى الجمعة المقبل، عبر جناح يضم معرض "وطن وتاريخ"، الذي يوثق بالصورة والكلمة والخريطة تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها حتى الدولة السعودية الحديثة وفق معلومات موثقة. كما يقدم جناح الدارة لأول مرة لأهالي المنطقة وزوار المهرجان مجموعة من الصور التوثيقية للمصور الإيطالي الدكتور أنجلو بيشا، التقطها لمنطقة نجران عام 1392هـ /1972م ، وهو من أوائل المصورين الذين صوروا تفاصيل الحياة اليومية في مناطق عدة من المملكة العربية السعودية، خلال إقامته لمدة ثلاثين عاماً في المملكة.
"الدارة" تهدي "مهرجان قس بن ساعدة" صورا قديمة
من صور بيشا للحياة في نجران قبل 40 عاما ( أرشيف الدارة)
تعبر صور بيشا المعروضة عن الحياة في نجران قبل أكثر من أربعين عاما، مظهرة ملامح البيئة المعمارية التراثية في المنطقة، والطبيعة الخلابة، وحركة الأسواق، وعلاقة الإنسان بالأرض، ووسائل النقل المختلفة. كما سيتيح الجناح الفرصة لزوار مهرجان قس بن ساعدة لاقتناء إصدارات الدارة وإصدارات مركزيها "مركز تاريخ مكة المكرمة ومركز بحوث ودراسات المدينة المنورة"، والاطلاع على مشروعاتها العلمية، وخدماتها البحثية، وما تقدمه للمواطن والمقيم من تسهيلات في هذا الجانب، مثل الترميم والتعقيم للمخطوطات والوثائق وغيرها.
مواقع النشر