رغم فوز أرسنال خارج ملعبه على بايرن ميونيخ بهدفين نظيفين في عقر داره باليانز ارينا بميونيخ، فإن هذا الفوز لم يكن كافياً لتعويض خسارة فريق المدرب الكبير أرسين فينجرفي لندن أمام البايرن بنتيجة 1/3 ذهابًا ، ليخرج أرسنال من دور ال16 كآخر الأندية الإنجليزية التي خرجت من دور ال16 لدوري أبطال اوروبا ، لتكتمل كارثة الكرة الأنجليزية هذا الموسم وتصبح بلا ممثل واحد في دور الثمانية لأول مرة منذ 17 عاماً.
فوز ارسنال وصلابته وعناده في مواجهة الفريق الالماني العريق وامام جماهيره كان بمثابة نوع من التخفيف للصدمة الانجليزية، خاصة أنه سبق خروج ارسنال، الوداع الحزين لمانشستر يونايتد في عقر داره بمسرح الأحلام عندما سقط أمام ريال مدريد بهدفين لهدف واحد.



■■ ولم يكن خروج فريقي الجانرز والمان يونايتد الضربة الوحيدة لأندية إنجلترا ، فقد سبقها خبطتين صاعقتين في مرحلة دوري المجموعات ، بسقوط تشيلسي حامل لقب دوري الأبطال في هذه المرحلة بعد أن إحتل المركز قبل الأخير في مجموعته بعد هزيمتين وتعادل و3 انتصارات ، وفشل في مرافقة اليوفي بدلاً من شاختار دونيتسك الأوكراني، أما سقوط مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي فقد كان فضيحة ، حيث إحتل المركز الأخير في المجموعة الرابعة بعد دورتموند وريال مدريد وأياكس ونال 3 هزائم وحقق 3 تعادل ولم يدرك أي فوز.

■■ ورغم قوة الدوري الإنجليزي الذي ينافس على لقب أقوى وأشهر دوري في العالم مع الدوري الأسباني ، ورغم حجم صناعة الكرة الإنجليزية والتي تصل إلى المليارات ، وقيمة حقوق بثها التليفزيوني التي تتجاوز المليار جنيه استرليني سنويا ، ورغم وقوع عدد من الاندية الانجليزية في صدارة أغنى أندية العالم ، فإن ذلك كله لم يشفع للإنجليز لتخطي محطات الفشل هذا الموسم في دوي الأبطال التي باتت مشكلة وظاهرة تستحق الدراسة والبحث العميق ، لإكتشاف أسبابها وهل هو التضخم وسوء الإنفاق في الأندية مع الزيادة الهائلة في رواتب اللاعبين؟ ، أم هو قلة عطاء المحترفين الأجانب؟ ، أم ضعف المواهب الإنجليزية الصاعدة ؟، أم هو إرهاق الفرق من كثرة المباريات ؟، أم إنه إنهيار المستوى الفني والخططي في مواجهة المنافسين الأقوياء بدليل هزيمة العديد من أندية إنجلترا على ملاعبها وأخرها خسارة ارسنال امام بايرن ميونيخ وقبله شالكه في عقر داره بإستاد الإمارات ، وكذلك خسارة المان يونايتد العريق بملعبه أمام الريال وقبله امام كلوج الروماني المغمور.

■■ أعتقد أن صدمة الإعلام والميديا الرياضية الإنجليزية والجماهير الكروية هناك بسبب هذا الخروج المبكر من دوري الأبطال ، ستكون كبيرة في ظل الأعباء والمشاكل التمويلية التي تواجهها معظم الأندية ، ولا شك أن تأمل الأنجليز لتاريخهم القديم والحديث في دوري الأبطال ، سيصيبهم بإكتئاب وحسرة حقيقية ، فمن بين 22 نادياً من 9 دول اوروبية نالوا شرف الفوز بدوري الأبطال - بمسمياته المختلفة - عبر تاريخه في 57 عاماً ، فإن الأندية الإنجليزية كانت الأكثر عددا في الفوز بالالقاب بإجمالي خمسة أندية هي ليفربول ومانشستر يونايتد ونوتنجهام فورست واستون فيلا وتشيلسي، وقد فازوا ب12 لقباً ، وهو ما يعادل تقريبا 22% من الالقاب ، وتأتي أندية انجلترا في المركز الثاني مباشرة خلف أندية اسبانيا التي حققت 13 لقباً من خلال ناديين فقط هم ريال مدريد وبرشلونة ، وأحرزت أندية ايطاليا أيضا 12 لقباً.. وأعتقد ان الانجليز الذين سيكونون معنا متفرجين على منافسات دور الثمانية وصولاً إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال، لن يكتفوا بالفرجة وإنما سيتعلمون الدروس حتى لا تتكرر هذه الكارثة وحتى لا تتعرض صناعتهم للإنهيار ولا كبريائهم للإنكسار مرة أخرى!