[poem=font=",6,indigo,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُنِي = وَقَد غابَ عَيّوقُ الثُرَيّا فَعَرَّدا
تَلومُ عَلى إِعطائِيَ المالَ ضِلَّةً = إِذا ضَنَّ بِالمالِ البَخيلُ وَصَرَّدا
تَقولُ أَلا أَمسِك عَلَيكَ فَإِنَّنِي = أَرى المالَ عِندَ المُمسِكينَ مُعَبَّدا
ذَرينِي وَحالِي إِنَّ مالَكِ وافِرٌ = وَكُلُّ اِمرِئٍ جارٍ عَلى ما تَعَوَّدا
أَعاذِلَ لا آلوكِ إِلاَّ خَليقَتِي = فَلا تَجعَلي فَوقي لِسانَكِ مِبرَدا
ذَرينِي يَكُن مالِي لِعِرضِيَ جُنَّةً = يَقي المالُ عِرضي قَبلَ أَن يَتَبَدَّدا
أَرينِي جَواداً ماتَ هَزلاً لَعَلَّنِي = أَرَى ما تَرَينَ أَو بَخيلاً مُخَلَّدا
وَإِلاَّ فَكُفّي بَعضَ لَومِكِ وَاِجعَلي = إِلى رَأيِ مَن تَلحَينَ رَأيَكِ مُسنَدا
أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا الضَيفُ نابَنِي = وَعَزَّ القِرى أَقري السَديفَ المُسَرهَدا
أُسَوَّدُ ساداتِ العَشيرَةِ عارِفاً = وَمِن دونِ قَومي فِي الشَدائِدِ مِذوَدا
وَأُلفى لأَعراضِ العَشيرَةِ حافِظاً = وَحَقِّهِمِ حَتّى أَكونَ المُسَوَّدا
يَقولونَ لِي أَهلَكتَ مالَكَ فَاِقتَصِد = وَما كُنتُ لَولا ما تَقولونَ سَيِّدا
كُلوا الآنَ مِن رِزقِ الإِلَهِ وَأَيسِروا = فَإِنَّ عَلى الرَحمَنِ رِزقَكُمُ غَدا
سَأَذخَرُ مِن مالِي دِلاصاً وَسابِحاً = وَأَسمَرَ خَطِّيّاً وَعَضباً مُهَنَّدا
وَذَلِكَ يَكفينِي مِنَ المالِ كُلِّهِ = مَصوناً إِذا مَا كَانَ عِندِيَ مُتلِدا
***
أََبَى طولُ لَيلِكَ إِلاَّ سُهودا = فَما إِن تَبينُ لِصُبحٍ عَمودا
أَبيتُ كَئيباً أُراعي النُجومَ = وَأُوجِعُ مِن ساعِدَيَّ الحَديدا
أُرَجّي فَواضِلَ ذي بَهجَةٍ = مِنَ النَّاسِ يَجمَعُ حُزماً وَجودا
نَمَتهُ إِمامَةُ وَالحارِثانِ = حَتّى تَمَهَّلَ سَبقاً جَديدا
كَسَبقِ الجَوادِ غَداةَ الرِّهانِ = أَربَى عَلى السِنِّ شَأواً مَديدا
فَاِجمَع فِداءٌ لَكَ الوالِدانِ = لِما كُنتَ فينا بِخَيرٍ مُريدا
فَتَجمَعُ نُعمى عَلى حاتِمٍ = وَتُحضِرُها مِن مَعَدٍّ شُهودا
أَمِ الهُلكُ أَدنَى فَما إِن عَلِمتُ = عَلَيَّ جُناحاً فَأَخشى الوَعيدا
فَأَحسِن فَلا عارَ فيما صَنَعتَ = تُحيِي جُدوداً وَتَبري جُدودا
***
وَمَرقَبَةٍ دونَ السَماءِ عَلَوتُها = أُقَلِّبُ طَرفِي فِي فَضاءِ سَباسِبِ
وَما أَنا بِالماشي إِلى بَيتِ جارَتِي = طَروقاً أُحَيِّيها كَآخَرَ جانِبِ
وَلَو شَهِدَتنا بِالمُزاحِ لأَيقَنَت = عَلى ضُرَّنا أَنّا كِرامُ الضَرائِبِ
عَشِيَّةَ قالَ اِبنُ الذَئيمَةِ عارِقٌ = إِخالُ رَئيسَ القَومِ لَيسَ بِآئِبِ
وَمَا أَنا بِالساعي بِفَضلِ زِمامِها = لِتَشرَبَ مَا فِي الحَوضِ قَبلَ الرَكائِبِ
فَما أَنا بِالطاوي حَقيبَةَ رَحلِها = لأَركَبَها خِفّاً وَأَترُكَ صاحِبِي
إِذا كُنتَ رَبّاً لِلقُلوصِ فَلا تَدَع = رَفيقَكَ يَمشي خَلفَها غَيرَ راكِبِ
أَنِخها فَأَردِفهُ فَإِن حَمَلَتكُما = فَذاكَ وَإِن كانَ العِقابُ فَعاقِبِ
وَلَستُ إِذا ما أَحدَثَ الدَّهرُ نَكبَةً = بِأَخضَعَ وَلاَّجٍ بُيوتَ الأَقارِبِ
إِذا أَوطَنَ القَومُ البُيوتَ وَجَدتَهُم = عُماةً عَنِ الأَخبارِ خُرقَ المَكاسِبِ
وَشَرُّ الصَعاليكِ الَّذي هَمُّ نَفسِهِ = حَديثُ الغَوانِي وَاِتِّباعُ المَآرِبِ[/poem]
مواقع النشر