احتفل يوفنتوس وجماهيره حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين بإنهاء الفريق سنوات عديدة من العذاب والخزي ، ونجاحه في التتويج بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة ال28 في تاريخه.
i.aspx?i=epa%u00252fsoccer%2f2012-05%2f2012-05-06%2f%2f2012-05-06-00000103208945.jpg
واحتشدت جماهير يوفنتوس في الشوارع والميادين بجميع أنحاء إيطاليا، في الوقت الذي انتظرت فيه مجموعة كبيرة من المشجعين وصول الفريق في مطار تورينو، خلال رحلة عودتهم من تريستي، بعد فوز السيدة العجوز على ملعب كالياري بهدفين نظيفين مساء أمس الأحد، ليقلد رسميا بلقب الدوري الإيطالي قبل جولة واحدة على نهاية الموسم.
وكان ميلان حامل اللقب، قد قلص الفارق الذي يفصله خلف يوفنتوس في الصدارة إلى نقطة واحدة في منتصف الاسبوع الماضي، ولكنه فقد الأمل في اللقب بعدما مني بالهزيمة 2/4 أمام إنتر ميلان في دربي ميلانو.
ومن المفارقات أن يوفنتوس توج بلقب الدوري للمرة الثامنة والعشرين على الاستاد الذي يحمل اسم نيريو روكو المدرب الأسطوري لفريق ميلان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي والذي ولد وتوفى في تريستي.
وجاءت الاحتفالات الصاخبة للجماهير في الشوارع لتساعد على نسيان الاحباط الناجم عن البقاء تسعة أعوام في حالة من العقم فيما يتعلق بالألقاب ، حيث جرد يوفنتوس خلال هذه الفترة من لقبين للدوري الإيطالي بعد تورطه في فضيحة فساد، أسفرت عن هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية في 2006.
ومع بقاء يوفنتوس، أكثر الأندية الإيطالية فوزا باللقب المحلي ، فإن مسألة حصد الكؤوس والألقاب تعد مسألة ذات قيمة للسيدة العجوز الذي يبحث الآن عن إضافة نجمة ثالثة لقميصه، حيث أن كل نجمة تمثل عشرة ألقاب للدوري الإيطالي، في الوقت الذي مازال يخوض فيه النادي معركة قضائية من أجل استعادة اللقبين اللذين جرد منهما قبل ستة أعوام.
وقال جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس لشبكة سكاي سبورتس "الملعب يقول أن يوفنتوس فاز ب30 لقبا، وأنا أسلم بذلك". وتابع بوفون الذي ارتكب خطأ قاتل خلال التعادل مع ليتشي 1/1 الأربعاء الماضي مما سمح لميلان بالاقتراب من الصدارة "بعد الفوز بلقب كأس العالم 2006، فإن هذه هي أكبر سعادة لي".
وأشار الحارس الإيطالي "كانوا أسوأ ثلاثة أيام في حياتي، أهدي اللقب إلى عائلتي، ولكن أيضا إلى القائد (اليساندرو) دل بييرو و(اللاعب السابق ماورو) كامورانيزي و(ديفيد) تريزيجيه) و(بافل) نيدفيد ولكل هؤلاء الذين قبلوا في 2006 أن يلعبوا مع الفريق في دوري الدرجة الثانية.
ويبدو أن النجم العجوز اليساندرو دل بييرو /37 عاما/ في طريقه للرحيل عن يوفنتوس بعد 19 موسم و700 مباراة و289 هدف، كما أنه شارك مع السيدة العجوز في دوري الدرجة الثانية، ويتطلع إلى المشاركة في نهائي كأس إيطاليا أمام نابولي في 19 أيار/مايو الجاري.
وقال دل بييرو "في غضون 15 يوما لدينا مباراة أخرى نريد أن نفوز بها، بالنسبة لي الآن هناك فقط رغبة للابتسام، سيكون هناك وقت للحديث عن الأمور الأخرى".
وبالنسبة للكثيرين، فإن انطونيو كونتي لاعب وسط يوفنتوس السابق، والذي تولى منصب المدير الفني في يوليو الماضي، هو البطل، بعد سلسلة من المواسم المخيبة للآمال.
وكتبت صحيفة "لا ريببليكا" تحت عنوان "كونتي المنتصر على العالم"، فيما كتب المهاجم السابق والرئيس الفخري للنادي في صحيفة "لا ستامبا" الصادرة من تورينو أن كونتي "رسخ المجموعة الجرانيتية، نقل حماسه غير العادي، إلى الفريق وعزيمته وارداته لتحقيق الفوز التي ميزت مسيرته كلاعب".
وبين عامي 1991 و2004، فاز كونتي بخمسة ألقاب في إيطاليا ولقب وحيد في دوري أبطال أوروبا كلاعب في صفوف يوفنتوس ، وخلال مسيرته كمدرب، قاد باري وسيينا للصعود إلى دوري الأضواء والشهرة.
وقال كونتي "نحن سعداء بأننا توجنا الموسم الذي أصبح استثنائيا، جاء الأمر من خلال جدارة اللاعبين ومن الجماهير التي وثقت بقدرتنا على الفور". وتابع "الفخر يذهب أيضا للخاسرين، لقد واجهنا منافس في غاية القوة مثل ميلان، وهذا يجعل انتصارنا أكثر أهمية".
وأكد "الآن أتمنى لنفسي أن أنهي الموسم بدون خسارة، سيكون شيئا تاريخيا". ويمكن ليوفنتوس أن يصبح أول فريق يبقى دون هزيمة خلال موسم كامل، منذ زيادة عدد فرق الدوري الإيطالي إلى 20 فريقا في 2004، إذا لم يخسر أمام اتالانتا الأحد المقبل.
وكان ميلان نجح في إنهاء موسم كامل دون هزيمة وذلك في تسعينيات القرن الماضي، ولكن الدوري الإيطالي كان يتألف حينها من 18 فريقا كما أن فريق بيروجيا حقق الإنجاز ذاته ولكن كان الدوري يتألف من 16 فريقا.
ويعود إنجاز يوفنتوس بشكل كبير إلى صلابة خط دفاعه، حيث منيت شباكه ب19 هدفا خلال 37 مباراة، وفي الهجوم أسفرت تكتيكات كونتي عن نجاح 18 لاعبا في هز الشباك، بإجمالي 65 هدفا.
مواقع النشر