بيروت - رويترز : قال نشطاء في المعارضة ان اكثر من 40 شخصا قتلوا يوم الخميس في اشتباكات وقعت في انحاء سوريا على الرغم من دعوة مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة لكل الاطراف بوقف القتال فورا.
ط§ط´طھط¨ط§ظƒط§طھ ظپظٹ ط£ظ†ط.jpg
وفي اسوأ الاحداث قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان عشرة مدنيين من بينهم ثلاثة اطفال وامراتان قتلوا عندما تعرضت حافلة صغيرة كانت تقلهم لاطلاق نار في بلدة سرمين الشمالية اثناء محاولتهم الفرار الى تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان - الذي يعتمد في معلوماته على شبكة من العلاقات المحلية - انه لم يتضح بعد من يقف وراء الهجوم على الحافلة. والقى نشطاء اخرون باللائمة على الجيش السوري الذي يحاول القضاء على المعارضة المسلحة في المنطقة.
واضاف المرصد ان عشرات المدنيين قتلوا في مناطق اخرى في محافظة ادلب الشمالية وفي حمص وحماة ودرعا في الجنوب. وقال ان خمسة من مقاتلي المعارضة المسلحة وسبعة جنود من القوات الحكومية قتلوا في محافظة حمص.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء ان البيان الذي أصدره المجلس بالاجماع بعث برسالة واضحة الى سوريا لانهاء كل أشكال العنف لكن الظاهر ان دمشق رفضت هذه الدعوة غير الملزمة قانونيا.
وتظهر أرقام الامم المتحدة التي نشرتها قبل اسبوع أن ثمانية الاف شخص على الاقل لقوا حتفهم خلال الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية هذا الاسبوع ان 3000 من افراد قوات الامن قتلوا في الانتفاضة التي تلقي دمشق باللائمة فيها على عصابات ارهابية مسلحة.
وحققت القوات الحكومية المسلحة بالاسلحة الثقيلة تقدما خلال الاسابيع الاخيرة مكتسحة المعارضة المسلحة في معاقلها في انحاء سوريا لكنها تجد صعوبة فيما يبدو في السيطرة على مكاسبها.
وقالت مصادر في المعارضة ان دبابات سورية عادت لتقصف حيا كبيرا في مدينة حماة الشمالية الشرقية التي كانت احد مراكز الانتفاضة. وقالت مصادر المعارضة ان 20 شخصا على الاقل قتلوا خلال هجمات شنها الجيش في هذه المنطقة على مدار اليومين الماضيين.
ومن المستحيل التحقق من الانباء الواردة من سوريا بسبب منع السلطات لعمل الصحفيين المستقلين.
كما وجهت القوات السورية اسلحتها الثقيلة نحو سرمين.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات السورية ما زالت عاجزة عن دخول سرمين بسبب القتال لكنها تقصف البلدة وتستخدم المدافع الرشاشة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قتالا شرسا دار في بلدة القصير التي تقع بالقرب من الحدود مع لبنان. ولقي ثلاثة من السكان حتفهم في القتال كما قتل أربعة جنود في كمين.
وأضاف ان القتال اندلع أيضا في مدينة درعا في الجنوب حيث قتل عدد من الجنود في كمين في حين شنت قوات الاسد حملات أمنية في محافظة دير الزور بشرق البلاد ومحافظة اللاذقية الساحلية في محاولة لطرد مقاتلي المعارضة.
وأيد بيان مجلس الامن الذي وافقت عليه الصين وروسيا في لحظة نادرة من وحدة الصف العالمي بشأن الازمة السورية مساعي السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وحذر من اتخاذ "المزيد من الاجراءات" في حالة عدم استجابة سوريا.
وتدعو اقتراحات السلام التي قدمها عنان من ست نقاط الى وقف اطلاق النار واجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة والسماح بدخول هيئات الاغاثة بشكل كامل. كما تطالب الجيش بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان وسحب القوات.
لكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال ان البيان لا يشير الى أن القوى الكبرى قد توصلت الى موقف موحد لوضع خطة عمل.
وقال للصحفيين أثناء زيارة الى فيينا يوم الخميس "بالطبع هذا ليس كل شيء وهو أننا ببساطة لدينا رسالة عامة. نحن نحتاج أيضا الى وضع خطة عمل عامة... في هذا الشأن نحن غير قادرين على رؤية موقف موحد."
وفي حين أن بيان الامم المتحدة يفتقر الى القوة القانونية للقرار فانه يتحدث عن الحاجة للتحول السياسي في سوريا ولا يطالب الاسد بالتنحي وهو ما دعا اليه كل من مقاتلي المعارضة والجامعة العربية.
وقللت الوكالة العربية السورية للانباء فيما يبدو من شأن بيان مجلس الامن وقالت انه لا يتضمن انذارات أو اشارات.
وحذر دبلوماسيون من أنه دون حل سريع من الممكن أن يمتد الصراع الي دول مجاورة ويزيد من التوترات الطائفية في المنطقة.
ومما يبرز المخاطر التي تمثلها الازمة السورية سقطت عدة قذائف سورية على قرية القاع على الحدود اللبنانية والحقول المجاورة يوم الاربعاء وقال سكان ان القصف أسفر عن اصابة شخص. وامكن سماع اصوات اطلاق النار في منطقة الحدود يوم الخميس ايضا.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم ان قوات الامن السورية تستخدم "نفس الطرق الوحشية" التي استخدمتها في حمص خلال حصارها للقصير.
وقالت سارة لياه ويتسون مدير الشرق الاوسط لهيومن رايتس ووتش "بعد رؤية الدمار الذي لحق بحمص ينبغي للحكومة الروسية أن توقف مبيعات السلاح للحكومة السورية والا فانها تخاطر بالزج باسمها اكثر في انتهاكات لحقوق الانسان."
وتدافع روسيا عن علاقاتها العسكرية القديمة مع سوريا وتقول انها لم تر سببا يدعو لتعديلها.
وفي محاولة لتكثيف الضغوط على سوريا يعتزم الاتحاد الاوروبي غدا الجمعة فرض عقوبات على الدائرة المحيطة بالاسد منهم زوجته أسماء التي وصفت نفسها بأنها "الدكتاتور الحقيقي" في رسالة بريد الكتروني نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية في الاسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله لاذاعة (دويتشلاند فونك) "غدا سنتخذ قرارا بشأن العقوبات الجديدة.. ليس فقط على نظام الاسد بل أيضا على المحيطين به."
وأضاف أن بيان الامم المتحدة مساهمة مهمة في حل الازمة في سوريا.
ومضى يقول "لا يمكن للاسد أن يعتمد على اليد الروسية الحامية في العنف المرتكب ضد شعبه ويمكن أن يؤدي هذا الى تسارع عملية تاكل النظام."
ويقول محللون ان هذا التغيير في الموقف مؤشر على أن روسيا تتحوط في رهانها على مصير الاسد وتعدل وضعها استعدادا لسقوطه المحتمل.
وقال ديمتري ترينين مدير مركز أبحاث كارنيجي في موسكو "لن يكون تركيز روسيا على ابقاء الاسد في السلطة لمجرد بقائه في السلطة."
وقال المتحدث باسم عنان في جنيف يوم الخميس ان الامين العام السابق للامم المتحدة ينوي التوجه الى روسيا قريبا لاجراء محادثات بشأن سوريا. لكن المتحدث لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وذكر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الضغوط الدولية على سوريا ستتواصل حتى وقف اطلاق النار.
وقال في مؤتمر صحفي في روما "ما دام هذا القتل مستمرا فعلينا ان نزيد الضغط الى جانب التفكير في الخطوات التي يجب اتخاذها في مجلس الامن التابع للامم المتحدة."
ورحب هيج بالدعم الصيني والروسي لبيان مجلس الامن لكنه قال "هذا لا يعني امكانية الموافقة فورا على قرار لمجلس الامن."
مواقع النشر