تلقى المنازل والأنواء اهتماما من محبي معرفة الفلك، كعلم شائع بين العرب توجب على عامتهم معرفته، وازدانت به ألسنة شعرائهم، ورصعت أسماء النجوم والأنواء قصائدهم، من نجم سهيل والثريا والدبران، فالفرقدين والشعرى اليمانية وتباشيرهم. وكان الإهتمام عندهم لها شديدا، ليس للاهتداء بها في السفر، بل وللتعرف على طلوع كل منها وغروبه ،،، أنواء ومواسم وتنبؤات بقارص البرد عجاف السنين وشدة قيض أصيافهم وأنسب أوقات زراعة محاصيلهم. وربما إطلالة نافعة على ما سهل قراءته من كتب مثل : مصابيح الضياء في معرفة المنازل و الأنواء، للأستاذ
عبدالله الدرع،، كتاب يبسّط مفاهيم المنازل والأنواء لكل محب لها. وربما الأجدى لو نقسم هذه المعرف إلى ابواب بسيطة تقربنا لهذه المعرفة.
ط§ظ„ط£ط¨ط±ط§ط¬ 1.jpg
مصطلحات فلكية
السنة الضوئية : وحدة قياس أبعاد النجوم. حسب ما هو معروف أن سرعة الضوء تساوي 186.000 ميل في الثانية 297.600 كيلو متر في الثانية، أي ما يعادل 300 مليون متر في الثانية. أي انه لو صدر شعاع ضوء من جسم معين، فانه خلال سنة زمنية كاملة ، يقطع بهذه السرعة مسافة تعادل : 5865396000000 ميل، أو ما يعاد 9 مليون مليون كيلو متر.
أبعاد النجوم :
تقاس المسافة التي تفصل بين الأرض (كوكبنا) عن النجوم بمقياس الـــ (سنة ضوئية)، ولكن أقرب النجـوم إلى كوكب الأرض هو نجم
الأقرب القنطوري (الفاقنطوري) على مسـافة 4.2 سنـة ضوئية، أي ما يعادل نحو 40 مليون مليون كيلو متر. وبالتالي نعرف أن بعد أقرب النجوم إلى كوكب الأرض يزيد على بعد الشمس بـــ 300 ألف مرة.
أحجام النجوم :
يقو الأستاذ عبدالله الدرع : من أروع الأمثلة على كبر أحجام كثير من النجوم أن نجم (إبط الجوزاء) يبلغ قدر حجم الشمس 25 مليون مرة، والنجم المعروف باسم (قيطس) يكبر حجمه حجم الشمس بنحو 30 مليون مرة.
القدرة الشمعية للنجوم :
وهو مقدار يعادله شدة الضوء الصادر من النجم، شدة الضوء الصادر عن
عدد معين من الشموع. وعلى ذلك فان القدرة الشمعية للشمس تعادل 3000 مليون مليون مليون مليون شمعة. بينما القدرة الشمعية لألمع النجوم هي في نجم
الشعرى اليمانية, وهي تفوق قدرة الشمس الشمعية بنحو 26 مرة.
ظ„ظ…ط¹ط§ظ† ط§ظ„ظ†ط¬ظˆظ….jpg
أقدار النجوم :
والأقدار هي درجات لمعان النجم مقارنة بغيره، تنقسم إلى 23 قدرا، ولكن لا تستطيع العين المجردة أن ترى من النجوم إلا ماكانت من الأقدار الستة الأولى فقط. فأقل النجوم خفوتا، تنتمي إلى القدر السادس، أما التي من القدر الخامس، فيزيد لمعانها عنها مرتين ونصف المرة والتي من القدر الرابع أشد لمعانا من سابقتها في القدر مرتين ونصف المرة، وهكذا،، حتى نجد أن نجوم القدر الأول تزيد عن نجوم القدر السادس في اللمعان 100 مرة. وعلى هذا الأساس يكون حساب أقدار لمعان النجوم حسب التالي :
1 – نجوم القدر الأول : نسبة لمعانها 100,00
2 – نجوم القدر الثاني : نسبة لمعانها 39,80
3 – نجوم القدر الثالث : نسبة لمعانها 15,85
4 – نجوم القدر الرابع : نسبة لمعانها 6,31
5 – نجوم القدر الخامس : نسبة لمعانها 2,51
6 – نجوم القدر السادس : نسبة لمعانها 1.00
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن :
- نجوم القدر ( 0 ) أشد لمعانا من نجوم القدر الأول
- نجوم الأقدار السالبة ( - ) أكثر لمعانا من نجوم الأقدار الموجبة +
وعلى هذا الأساس فان الشمس كــ (نجم) يبلغ قدر لمعانها - 26,7 وقدر لمعان كوكب القمر- 12,6، وقدر لمعان نجم الشعرى اليمانية (
ألمع نجم في السماء) في كوكبة الكلب الكبير - 1,6. وقدر لمعان نجم
سهيل اليماني في كوكبة
السفينة - 0,86 . وقدر لمعان نجم
قلب العقرب في برج العقرب 1,22 . وقدر لمعان نجم
قلب الأسد في برج
الأسد 1,34 . وقدر لمعان نجم
الدبران في برج
الثور 1,06 . وقد لمعان نجم
مؤخر التوءمين في برج
الجوزاء 1,21 . وقدر لمعان نجم
السماك الأعزل في برج
العذراء 1,21 . وقدر لمعان نجم
إبط الجوزاء في كوكبة
الجبار 1,4 ،،، وعند التفكير في
أقدار النجوم،، لا بد من التنبيه إلى مدلولها
ظاهري فقط، إذ أن عامل البعد له ارتباط وثيق بمقدار درجة اللمعان .
يقول الأستاذ عبدالله الدرع : ،، فرب نجم خافت لو زاد قربه من كوكب الأرض .. لزاد قدره عشرات المرات . ولذلك فان للفلكيين بعد قياسي وهمي يبلغ مقداره ( 32,6 ) سنة . وتقاس درجة لمعان كل نجم عند هذا المقياس ، وتسمى عندئذ ( القدر المطلق ) . وألمع نجوم السماء في نصف الكرة الشمالي عددها ( 20 نجما ) ، أشدها لمعانا ( الشعرى اليمانية ) في كوكبة الكلب الكبير.
ألوان النجوم :
النجوم غازات ملتهبة،
مشتعلة، احتراقها ذاتي. تظهر عند الناظر إليها بألوان مختلفة.. فمنها : الأبيض ناصع البياض، والأصفر الفاقع الصفار، والأحمر، والأزرق. وسبب اختلاف درجة اللون يعود إلى
اختلاف درجة حرارة النجم نفسه، ولذلك استدل من درجة اللون على درجة الحرارة على سطح النجم. لذلك قسم العلماء النجوم من حيث ألوانها إلى ست مراتب،،، هي :
1 – مرتبة النجوم الزرقاء
2 - مرتبة النجوم الخضراء
3 – مرتبة النجوم البيضاء
4 – مرتبة النجوم الصفراء
5 – مرتبة النجوم البرتقالية
6 – مرتبة النجوم الحمراء
وقسم العلماء كل مرتبة منها إلى عشرة أقسام فرعية، حسب درجات لون نجوم القسم نفسه. ولكن خلاف ذلك هو في إعتراض الأستاذ جبر الدوسري - يرحمه الله - على هذه القاعدة كون أن الوان النجوم هذه يغيرها في أعيننا الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
حرارة النجوم :
أشد النجوم حرارة هي النجوم ذات اللون الأزرق، مثل نجم
الشعرى اليمانية، ونجم
النسر الواقع (فيقا) ونجوم
حزام الجبار (النيلم) الثلاثة. وجميعها متشابهة بحرارتها العالية التي تتراوح درجة حرارة سطوحها بين 23000 - 39000 درجة مئوية. حرارة عالية، واحتراق داخلي شديد أكسباها لوهان الأزرق. يليها النجوم ذات اللون الأخضر، كنجم
السهى، وهو نجم صغير مرافق لنجم المئزر (العناق) في كوكبة الدب الأكبر. بعد هذان اللونان تأتي النجوم ذات اللون الأبيض، مثل :
نجم الطائر، ونجم
ذنب الدجاجة، ونجم
فم الحوت. ثم النجوم ذات اللون الأصفر ، مثل نجم
الشمس، ونجم
العيوق، ونجم
السماك الرامح. والتي يبلغ درجة الحرارة داخلها مليونا 2,000,000 درجة مئوية، ودرجة حرارة سطحها قرابة 6000 درجة مئوية. ثم النجوم ذات اللون البرتقالي، مثل : نجم
التوءم المؤخر. وأقلها النجوم حرارة النجوم ذات اللون الأحمر، مثل نجم
قلب العقرب، ونجم
الدبران، ونجم
منكب الجوزاء. وتتراوح درجة حرارة سطحها بين 1400 - 2000 درجة مئوية.
كوكبات النجوم :
أطلق الفلكيون المسلمون على مجموعات النجوم اللامعة وتشكيلاتها اسم (
كوكبات)، أو (
المدن النجمية Const Ellation)، وقد ساعد هذا في سهولة التعرف عليها. وقد أولع الناس بتصور المجموعات النجمية (
الكوكبات) على هيئة حيوانات، أو أبطال،،، كالحصان المجنح، والدب، والعقاب، والحية، والدجاجة، والجبار، وقيفاوس، والمرأة المسلسلة، وفرساوس، وهرقل،، فنسجوا لها خرافات وأساطير منذ قدماء المصريين والصينيين واليونان والرومان والكلدان والاغريق والمسلمين. وحقيقة الأمر كان القصد من ذلك إلا التشبيه، حيث أن نجوم تلك
الكوكبات تنتظم بأشكال مميزة، يمكن تصورها بعدة هيئات،،، وبعد أن تنوعت تلك الأشكال، وزاد عددها، كان لابد من وضع سجلات وخرائط تحدد مواقعها.
ط§ظ„ط£ط¨ط±ط§ط¬.jpg
الخرائط السماوية :
بعد أن تنوعت أشكال المجموعات النجمية، وكثر عددها؛ رسمت الخرائط السماوية لمواقع تلك المجموعات النجمية (
الكوكبات)، و
البروج على مدار فصول السنة المختلفة. وأصبحت الخرائط السماوية تشبه الخرائط الجغرافية. تظهر عليها أسماء، وتقسيمات مواقعها على اليابسة.
النجوم الشمالية ، والنجوم الجنوبية :
حتى تسهل عملية مراقبة النجوم، وويسهل التعرف عليها، وكي تكون هذه عملية منتظمة ومتسلسلة، فقد جرى تقسيم السماء إلى قسمين : (
شمالي) و (
جنوبي). يفصلهما خط الاستواء (أفقية الأرض) خط يقطع السماء من الشرق إلى الغرب في دائرة اصبحت
الدائرة الاستوائية التي تقطع كوكب الأرض من منتصفها. وعليه فان ما وقع من النجوم شمال خط الاستواء السماوي فهي النجوم الشمالية أو (
الشامية)، وما وقع جنوبه فهي النجوم الجنوبية أو (اليمنية). لذا فالنجوم اليمانية ترى من الشام في الأفق الجنوبي، والنجوم الشامية ترى من اليمن في الأفق الشمالي.
ملف مرفق 6039
حركة النجوم الظاهرية :
لو القينا نظرة إلى كبد السماء، وتأملنا النجوم في ليلة مظلمة، وركزنا البصر على أحد تلك النجوم اللامعة التي تظهر في الشرق، ثم حددنا موقعه بأي شيء رأسي مثل عمود أو شجرة. ثم كررنا النظر إليها مرة أخرى بعد ساعات قليلة ،، سوف نلاحظ أن ذلك النجم قد تحرك الغرب ،،، وبعد بضع ساعات أخرى ستجده قد اقترب من الجهة الغربية من السماء ،،، وحتى يختفي أسفل الأفق الغربي. بالملاحظة ،،، نجد إن ما يفعله ذلك النجم المراقب هو نفس فعل سائر الأجرام السماوية، وتظهر لنا من كوكب الأرض متحركة في السماء من الشرق باتجاه الغرب.
ط§ظ„ظ‚ط¨ط© ط§ظ„ط³ظ…ط§ظˆظٹط© .jpg
السؤال ،،، هل هذه الحركة تحدث قعلا من الشرق إلى الغرب التي تقوم بفعلها الأجرام السماوية ؟
رحلة الأجرام السماوية من الشرق إلى الغرب
ليست حركة حقيقية تفعلها تلك الأجرام، فهي
حركة ظاهرية، أي تظهر لنا وكأنها تتحرك من الشرق عبر قبة السماء إلى الغرب. والحقيقة أن هذا ناتج عن دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق مرة واحدة في اليوم كل (23 ساعة و 56 دقيقة)، قاطعة ما يقرب من (15 درجة في الساعة الواحدة). أما التغير الفصلي في ظهور النجوم في قبة السماء فهو ناتج عن دوران كوكب الأرض حول الشمس في مدار بيضاوي خلال مدة (365 يوما و 5 ساعات و 48 دقيقة و 51 ثانية) وهي ما
تعادل سنة شمسية كاملة، قاطعة أربع درجات يوميا.
ونظرا
لميل محور الأرض على مدارها حول الشمس بزاوية (23 درجة) على الاتجاه الرأسي على المدار ،، فانه تحدث بسبب ذلك الفصول الأربعة (ربيع - صيف - خريف و شتاء). وفي كل فصل من فصول السنة تظهر تشكيلات جديدة من النجوم، تختلف عن تشكيلات الفصول السابقة. حيث أن النجم الذي نراه في فصل الشتاء، في تمام الساعة التاسعة مساء لن نراه في فصل الصيف في الوقت نفسه،
ولا حتى المكان نفسه، حيث أن موقعه قد تغير بعدما قطعت الأرض خلال ستة أشهر نصف دورتها حول الشمس.
9050_1250420913.jpg
إلى هنا ،، وحسب معلوماتي البسيطة ،،، اتصور ان فكرة اجتهدت لإبراز ماهية أسباب تباين المنازل و الأنواء - وكمعلومات عامة،، وصلى الله وسلم علي سيدنا وحبيبنا المصطفى خير ختام.
مواقع النشر