ثانياً / هذا ثناء القرضاوي على البابا وترحمه عليه !!!
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد إخوة الإسلام فهذه وقفات أنقلها لكم من مواقف القرضاوي الضالة والشاذة عن شرع الله عز وجل , وذلك من خلال مواقفه من أهل الكتاب من اليهود والنصارى
وقبل ذلك أنقل لكم على وجه الخصوص موقفه من ( بابا الفاتيكان ) بعد موته
وثم رد فضيلة الشيخ محمد الإمام حفظه الله على القرضاوي ..
قال فضيلة الشيخ محمد الإمام حفظه الله في مقدمة كتابه
( تبصير الحيارى بمواقف القرضاوي من اليهود والنصارى ) .
أما بعد فقد فوجيء المسلمون في يوم الأحد ( 24 / 2 / 1426 هـ ) الموافق لـ ( 3 / 4 / 2005م ) بترحم يوسف القرضاوي على بابا النصارى , وطلبه من الله أن يثيب ( بابا النصارى ) على ما قدم , وذلك في برنامج (( الشريعة والحياة )) والذي بثته قناة الجزيرة في ( 3 / 4 / 2005 م ) ! فانزعج المسلمون بذلك واستنكروا هذا القول , وعظم عليهم وقالوا : كيف يصدر هذا من رجل يعد مرجعية عند الإخوان المسلمين ومن نحا نحوهم ؟! فما كان من كثير من علماء ودعاة المسلمين إلا أن قاوموا هذا الإنحراف كلٌّ بحسب استطاعته وفهمه ؛ فمنهم الراد على القرضاوي بالشريط ومنهم المحذر منه ومن كلامه هذا في الخطب والمحاضرات , ومنهم المتصلون له المعاتبون واللائمون وصار حديث مجالس الناس حول مقال القرضاوي , فهم بين أخذ ورد ومؤيد ومعارض , فجزى الله المسلمين خيرا على تنكرهم للباطل وأهله , وعلى الرجوع إلى الحق وإلى أهله , وإليك نص مقال القرضاوي في بابا الفاتيكان :( فقد جرى عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة , ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلَم ولكن ليس من أعلام المسلمين , ولكنه عَلَم من أعلام المسيحية وهو الحبر الأعظم (( البابا يوحنا بولس الثاني )) بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية , لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة , ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم , وبعضهم أصدقاء لنا لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار ؛ نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة إختياراً حرَّاً , نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختياراً حرَّاً وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات , نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تُذكر وتُشكر له ؛ ربما يعني بعض المسلمين يقول : إنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسٍ للمسلمين كما اعتذر لليهود , وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء , ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه فقد طاف العالم كله وزار بلاداً ومنها بلاد المسلمين نفسها , فكان مخلصاً , وناشطاً من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته , وكان له مواقف سياسية – يعني : تُسجل له في حسناته – مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام , ووقف ضد الحرب على العراق , ووقف أيضاً ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية , وأدان اليهود في ذلك , وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فَتُشكر ... لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ، ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما ، وأصدقائنا في جمعية (( سانت تيديو )) في روما , ونسأل الله أن يعوض المسيحية فيه خيراً )) .
ومقال القرضاوي هذا إنما هو قطرة من مطرة كما يقال , وإلا فكم له من مقالات ينصر بها اليهود والنصارى تضيق منها صدور المؤمنين وتقشعر منها جلودهم , وقد اشتمل مقال القرضاوي هذا على كلمات كثيرة تجاوز فيها الحق والصواب وخالف بها السنة المطهرة والكتاب , ونقد كل كلمة يطول بنا المقام , ولكن سأذكر بعض تلك الكلمات .
الكلمة الأولى : مدح القرضاوي للبابا ومبالغته في ذلك :
قال في مقاله وهو يتحدث عن ( البابا ) : ( وهو الحبر الأعظم البابا يوحنا .... وأعظم رجل يشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية ) . وقال أيضاً ( هذا الحبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختياراً حُراً نحن المسلمين نحلم بمثل هذا )
ووجه الخطأ في هذا المدح كالآتي :
أ – الإسلام لا يُقر ما تعتقده النصارى في البابا , فقد قرر مجمع الفاتيكان عصمة البابا من الخطأ كما في (( الموسوعة الميسرة )) ( 2 / 991 ) فمن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أنه لا عصمة إلا للأنبياء والرسل وليس لأحد من أتباعهم مهما بلغ من الخير ؛ فكيف تُعطى لمن عظُم كفره كالبابا ؛ بل لقد قال الله : ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ[ ( التوبة : 31 ) , فواجب علماء المسلمين أن ينكروا على الكنائس التي تجعل البابا في هذا المقام , فمدح القرضاوي للبابا ينافي التنكر لهذا الغلو الذي حرمه الإسلام وجعل أهله بسببه مشركين بالله العظيم .
ب _مدح القرضاوي هذا ينافي الحقيقة وواقع الأمر ؛ لأن الفرق النصرانية ترجع إلى ثلاث فرق كبرى : الكاثوليك , والأرثوذوكس , والبروتستانت , والبابا المذكور لا تعترف له الفرقتان النصرانيتان (( البروتستانت والأرثوذوكس )) بالبابوية ولا بالسلطة الروحية على جميع الكنائس , والبابا المذكور أيضًا من أعظم الباباوات حرباً على الإسلام والمسلمين كما سيأتي بيان هذا قريباً , فهو أحق بالذم شرعاً وعقلاً وواقعاً , فالقرضاوي قلَّب الحقائق لتنفق على ضعفاء الناس عندما جعل البابا المذكور باباً للنصارى عموماً ,
ج _ تمجيد القرضاوي للبابا ولطريقة النصارى في اختيارهم له وجعل المسلمين في خسارة ؛ لأنهم يحلمون بها حلماً ولا حقيقة لها عندهم , فتمجيده هذا ينافي ذم الإسلام لأحبار أهل الكتاب ورهبانهم , قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) ( التوبة آية 34 ) . وأما طريقة اختيارهم للبابا فهي طريقة مضلة ليت القرضاوي ندد بها , فأي خير فيها وهي تخول للبابا أن يكون مشرعاً مع الله ومعبوداً سوى الله ؟! .
فما هذا الإعجاب يا قرضاوي بطرق الضلالة ؟! وكم صرت وأمثالك تطعنون في علماء المسلمين في قضايا هي من الإسلام , وتريدونها أن تكون كما هي عند أعدائه !! فيا سبحان الله ! ألسنا في غنى عن طريق النصارى في اختيار البابا وغيره , فعندنا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الناطقة بفضل العلم الشرعي وأهله وحملته وإعطائهم منزلة عظيمة معلومة من الإسلام بالضرورة , حيث قرن الله شهادتهم له بالوحدانية بشهادته , وشهادة ملائكته وجعلهم مرجعية للبشرية كلها , ألا ترى كيف صار القرضاوي مفتوناً بطرق النصارى الشركية ؟! .
الكلمة الثانية : شهادة القرضاوي للبابا بقوله :
(( ......... وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه .. فكان مخلصاً لدينه وناشطاً من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته ) .
اللهم سلِّم سلِّم ! لقد تاه القرضاوي حتى بلغ به التيه إلى أن ترتفع منزلة البابا عنده ؛ لأنه ناشر لديانة الكفر والشرك , والكافر متى كان أشد تفانياً على كفره كان أعظم جرماً عند ربه وأشد عذاباً ممن لم يكن كذلك , قال تعالى : (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ )) ( النحل آية 88 ) . وقال تعالى ((أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا )) ( الكهف آية 102 ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهرقل : (( وإن توليت فعليك إثم الأريسين )) رواه البخاري ( 3 / 1074 ) , والأريسيون هم أهل مملكته من الفلاحين وغيرهم ممن قلدوه , ويزداد الأمر سوءاً عند فرح القرضاوي ورضاه بنشر البابا دعوته التنصيرية للمسلمين , ومعلوم أن الفرح والرضا بهذا ذنب عظيم يخشى على صاحبه من إحباط عمله , قال تعالى : ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )) ( محمد آية 28 ) , فأين القرضاوي ومن نحا نحوه من ملة إمام التوحيد ! قال الله عنه مخاطباً قومه : (( إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) ( الممتحنة آية 4 ) .
الكلمة الثالثة : قال وهو يتحدث عن البابا :
( فقد طاف العالم كله وزار بلاد المسلمين نفسها ).
قد فضح القرآن زيارة الباباوات وغيرهم من دعاة التنصير لبلاد المسلمين , قال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) ( التوبة آية : 34 ) , وقال تعالى ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ )) ( آل عمران آية 99 – 100 ) , فهذه الزيارة شؤم خطير على حكام المسلمين وشعوبهم , لأن زعماء التنصير في عصرنا صاروا يفرضون التنصير على المسلمين بصورة وبأخرى , وكيف لا والله قد أخبر أنهم يصدون عن سبيل الله , وسيأتي مزيد لهذا قريباً , فما بال القرضاوي يمدح البابا الذي يقود حملات لتنصير العالم الإسلامي ويجعل زيارته بركة نزلت على المسلمين , فقد قام ب ( 104 ) رحلات إلى خارج إيطاليا زار فيها ( 129 ) بلداً , وقطع مليون و( 163 ) ألف كيلو متر , وقدر عدد الأتباع الذين وصل إليهم بقرابة ( 400 ) مليون . ووضع العديد من المواعظ والرسائل والوصايا التي بلغت آلاف الصفحات , ولقد كان المتوقع من القرضاوي أن يقوم بواجب الدفاع عن الإسلام ويفضح من يغالون في تقديس البابا , ولكن للأسف إذا به سابق أئمة الضلال إلى الغلو في البابا والتعظيم له وإنا لله وإنا إليه راجعون .
يتبع بإذن الله ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب تبصير الحيارى بمواقف القرضاوي من اليهود والنصارى
/ للشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله . ( ص 8 و 9 و10 و11 )
مواقع النشر