منال علي - العربية نت : اكتشفت دراسة حديثة أن السيدات المريضات بسرطان الثدي اللاتي يخضعن للعلاج بالإشعاع سواء بمفرده أو بالإضافة للعلاج الكيميائي يعانين من مشاكل التفكير والذاكرة بعد بضع سنوات من العلاج مقارنة بالسيدات اللاتي لم تصبن يوماً بالمرض. واستنتجت الدراسة أيضاً أن بعض السيدات أصبحن يعانين نوعاً من ضبابية التفكير أثناء أو بعد التعرض للعلاج الكيميائي مباشرة، كما وجدت دراسة أخرى دليلاً على حدوث تغيرات في أنشطة بعض مناطق المخ للسيدات اللاتي تعرضن للعلاج الكيمائي.



إلا أن بعض الباحثين تساءلوا إذا كانت هذه المشاكل تحدث نتيجة بعض العلاجات بعينها أم الإصابة بمرض السرطان في حد ذاته، وأثبت الباحثون في الدراسة الجديدة أن المريضات الناجيات من سرطان الثدي أظهرن بعض المشاكل العقلية الصغيرة بصرف النظر عما إذا كن خضعن للعلاج الكيمائي أم لا.
وصرحت أخصائية علم النفس العصبي التي درست التغيرات المعرفية الناتجة عن العلاج الكيميائي بمستشفي أوتاوا بكندا باربارا كولين بأن "الأمر غاية في الدقة فنحن لا نتحدث هنا عن أشخاص يعانون الهذيان أو العته أو النسيان الشديد ولكن نحن نتحدث عن سيدات يقلن إنهن لازلن يعملن كالسابق إلا أنهن يعانين بعض الصعوبة في القيام بالأعمال نفسها كما في السابق أو القيام بشيئين في نفس الوقت".

وتضمنت الدراسة عينة من 129 سيدة ممن تم علاجهن من سرطان الثدي، وتم علاج نصف هؤلاء المريضات اللاتي يبلغ متوسط أعمارهن 50 عاماً بالعلاج الكيمائي والإشعاعي والنصف الآخر بالعلاج الإشعاعي فقط، وتبين أنه بعد مرور 6 أشهر من انتهاء العلاج ثم مرة أخرى بعد 3 سنوات تالية تم إخضاع السيدات لسلسلة من اختبارات الذاكرة والتفكير، وتم مقارنة نتائجهن مع النتائج التي حققتها 184 سيدة ممن لم تصبن يوماً بالمرض ومن نفس المتوسط العمري ونفس المنطقة التي يعيشون بها.

وسجلت المريضات السابقات سواء في الاختبارات التي أجريت بعد 3 أشهر أو 3 سنوات من العلاج أسوأ نتائج في اختبارات الوظائف التنفيذية والتي تضمنت ذكر كلمات تبدأ بحروف معينة.

وعلق بعض الباحثين على هذه النتائج قائلين إن أحد عيوب مثل تلك الاختبارات هو أنها لا توضح كيفية انطباقها مع العمل اليومي، كما أن الباحثين لم يكن لديهم معلومات عن مهارات التفكير والذاكرة عند هؤلاء السيدات قبل إصابتهن بمرض السرطان وقبل العلاج.

وأظهرت الدراسة عدم وجود اختلافات بين السيدات اللاتي خضعن للعلاج الإشعاعي وحده أو من جمعن بين العلاج الإشعاعي والكيميائي فيما يخص قدراتهن العقلية، وهذه النتيجة تجابه المقولة التي تتهم العلاج الكيميائي بمسؤوليته عن التغيرات العقلية للناجيات من سرطان الثدي، إلا أن أسباب هذه التغيرات في القدرات العقلية عند المريضات السابقات بسرطان الثدي لم تتضح بعد.

وأفادت كولين بأن الأمر ربما يرجع للإصابة بمرض السرطان نفسه أو التعرض للضغوط النفسية والقلق والإحباط نتيجة لذلك، بل ربما يكون السبب في استجابة الجهاز المناعي للمرض هو الذي يؤثر في المخ.