أكد مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن الحج بدون تصريح حرام لأنه نوع من التحايل علي التعليمات المنظمة للحج من جانب الدولة ومخالفا للشرع ولولي الأمر، مؤكدا أن من يفعل ذلك ارتكب محرما. وطالب المفتي آل الشيخ في بيان صحفي الأربعاء بسن عقوبات مالية علي المدخنين في المشاعر المقدسة.



وتطرق المفتي العام إلي بعض الظواهر السلبية في الحج: مثل: الافتراش الذي اعتبره نقصا في أجر الحاج لأنه يؤذي به المسلمين والحجاج ويغلق عليهم طرقاتهم. وأكد أن الإسلام اعتني بسلامة الأنفس والأبدان والأموال والبيئة والأفكار، وما يؤمن الحج من الأخطار والمؤثرات، مفيدا أن تحقيق السلامة في الحج واجب كل فرد مسلم، وأن التعليمات الصادرة من الجهات المختصة تهدف إلي تحقيق سلامة ضيوف الرحمن ولم يصدر ولي الأمر قرار الحج بتصريح عبثا، بل بعد التقارير التي تأتي يوميا عن الزحام وكثرة الحجاج، ومراقبته للوضع وعلمه بحال الحجاج.

ونوه مفتي السعودية بالحملة الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن "الحج عبادة وسلوك حضاري" التي أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ووصف برامج الحملة وأهدافها بأنها تحمل معاني شرعية وحضارية كبيرة. ومن جانبه أفتي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية صالح آل الشيخ بأنه لا يجوز تجاوز نقاط التفتيش من دون تصريح من الجهات المختصة، مشيرا إلي أن تجاوزها احتيال علي الأخذ بالاشتراط في الحديث النبوي "فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني"، إذ إن الاشتراط للعارض الذي لا يدري المرء عنه، وليس المخالفة ثم الاستدلال بالشرع لشرعنتها.



وفي السياق ذاته أوضح عضو هيئة كبار العلماء السعوديين الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع، أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" عمل توعوي مهم يسهم في توعية الحجاج لأداء نسكهم علي أكمل وجه بطريقة شرعية وحضارية، مفيدا أن من يحج من دون تصريح يعتبر عاصيا وآثما، مطالبا باتباع أوامر ولي الأمر وعدم عصيانه، فلم يصدر هذه القرارات المنظمة للحج إلا لمصلحة الجميع ومنفعتهم.

وتمني المستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ عبدالمحسن العبيكان، أن يستجيب الحجاج لنصائح وتوجيهات الحملة حتي يسلم حجهم من الرفث والإضرار بالآخرين، عملا بقوله صلي الله عليه وسلم "من حج ولم يرفث أو يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وليحصلوا علي الراحة التامة عند الانتقال بين المشاعر، وليؤدوا الواجبات والسنن علي وجهها.