الرياض - وكالات : بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وقع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية مساء اليوم في قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية .كما وقع ممثلو الحكومة اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك على الآلية التنفيذية للمبادرة.
395754034220.jpg
وقد بدأت مراسم التوقيع بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله القائل في محكم كتابه: ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ), والصلاة والسلام على رسول الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الأشقاء:
نرحب بكم في وطنكم المملكة العربية السعودية التي وفقها الرب ـ جل جلاله ـ مع إخوتها في اليمن الشقيق ومع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي أن نحتفي اليوم بما وفقكم الله إليه من تحكيم العقل, ونبذ الفرقة، وجمع الكلمة، فقد زكى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بلادكم و وصفها بالإيمان والحكمة.
أيها الأخوة الكرام في اليمن الشقيق شعباً وحكومة:
اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم, تحتاج منكم اليقظة, وإدراك المصالح, وتحديد الأهداف ، فالحرية بكل أشكالها لا يمكن لها أن تستقيم دون المسؤولية ، فإن اختلفا, فإن النتيجة لذلك هي الفوضى في متاهات لا يعلمها غير الحق جل جلاله. ولا يكون ذلك إلا بالثبات على قوله الكريم :( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ). ولا يدفعكم الماضي إلى متاهات الظلام, وتذكروا قوله تعالى :( عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ).
أيها الأخوة الأشقاء:
سيبقى وطنكم المملكة العربية السعودية كما كان في الماضي, عوناً لكم بعد الله, وهذا يستدعي منكم مواجهة التحديات القادمة بحكمة وصدق وشفافية. وليكن طريقكم إلى ذلك الصبر والعمل, وبدون ذلك لا مجال لتحقيق آمالكم وطموحاتكم وأهدافكم النبيلة.
ختاماً, أقول قولي هذا, وأدعوكم للتمسك بقول الحق :( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ), والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني الكلمة التالية:
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية حفظه الله ورعاه . فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون أصحاب المعالي والسعادة أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " صدق الله العظيم . إنها لحظة تاريخية فاصلة نلتقي فيها سوياً هنا في المملكة العربية السعودية التي طالما احتضنت بكل الود والحب لقاءات المصالحة والوفاق بين الفرقاء نلتقي في رعاية قائد حكيم طالما برهن على إخلاصه وغيرته وحبه لأمته العربية والإسلامية وكانت مساعيه الخيرة دائماً لكل ما يحقق الخير والعزة والمنعة لها، نلتقي يجمعنا هدف نبيل سام وقلوبنا تنبض بحب اليمن العزيز وشعبه الأصيل الكريم وأكفنا مرفوعة إلى المولى العزيز القدير بالشكر والحمد والثناء على أن وفق الجهود الخيرة لمجلس التعاون إلى هذه النهاية العظيمة التي نأمل أن توقف إراقة دماء الشعب اليمني الشقيق لينعم بالأمن والاستقرار في ربوعه الغالية. خادم الحرمين الشريفين لقد كانت توجيهاتكم وإخوانكم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله ورعاهم نابعة من حرصكم على وقف نزيف الدم بين الأشقاء اليمنيين والوصول إلى حل سلمي يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ويحمي إنجازاته ومكتسباته الحضارية وها نحن هنا نتوج تلك الجهود ونقطف ثمار ذلك العمل المخلص البناء بالتوقيع على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية.
وبهذه المناسبة لا بد أن نذكر بالعرفان والتقدير المساعي الخيرة لأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية أعضاء المجلس الوزاري لدول المجلس وتوجيهاتهم السديدة ومتابعتهم الحثيثة والجهود المخلصة التي بذلوها لأجل تحقيق هذا الإنجاز التاريخي .
والشكر موصول أيضاً إلى الإخوة الأعزاء في الجمهورية اليمنية الشقيقة وفي مقدمتهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء وفدي حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه على دعمهم ومباركتهم الصادقة والمخلصة للمبادرة الخليجية وما أبدوه من تفهم وتجاوب وما لمسناه منهم من حرص بالغ للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن متطلعين إلى العمل سوياً في المرحلة المقبلة لكل ما من شأنه تحقيق الخير والنماء لليمن الشقيق وشعبه العظيم.
والشكر موصول كذلك إلى الدول الصديقة ونخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام ومبعوثه الخاص الأخ العزيز جمال بن عمر وسفراء دول مجلس التعاون في صنعاء على مساندتهم ودعمهم غير المحدود للمبادرة الخليجية وجهودهم المخلصة فلهم نتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان.
والشكر موصول كذلك إلى رجال الإعلام والصحافة الذين نثمن ونقدر جهودهم الإعلامية المخلصة وتفانيهم في أداء واجبهم الإعلامي الوطني والقومي.
وأختم كلمتي بقوله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
إثر ذلك وقع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. ثم وقع ممثلو الحكومة اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك على الآلية التنفيذية للمبادرة .
عقب ذلك ألقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر كلمة عبر فيها عن سعادة الأمم المتحدة بهذه اللحظة بعد أن ساندت وبشكل قوي المبادرة الخليجية. وقال :" في هذا الإطار عملنا بانسجام تام مع صديقي الأخ عبداللطيف الزياني من أجل الدفع بالعملية السياسية في اليمن لتسوية سياسية ، كما يقول مجلس الأمن كذلك مبنية على المبادرة الخليجية، وفي هذا الإطار عملنا مع أصدقائنا اليمنيين من جميع الأطراف.
وأضاف: إن هذا اليوم تأريخي ، وحان الوقت للعمل من أجل بناء و إعمار اليمن ، ونمسك يدا بيد من أجل المصالحة الوطنية, وتحقيق الأمن و الاستقرار ".
وأكد في ختام كلمته أن الأمم المتحدة ستبقى دائماً تعمل جنباً إلى جنب مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية لما فيه مصلحة اليمن.
بعدها ألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية كلمة عبر في مستهلها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على احتضان المملكة العربية السعودية لهذا اللقاء بين الإخوة أطراف العمل السياسي في الجمهورية اليمنية .
وقال إننا كنا نطمح إلى أن يتم التبادل السلمي للسلطة بطرق سلسلة وديمقراطية عبر ما اخترناه بأنفسنا جميعاً في عام 1990م وهي التعددية السياسية الحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة ، وتم الاستفتاء على هذا الدستور .
وأضاف إننا نرحب اليوم بالشراكة مع إخواننا وأبناء جلدنا في المعارضة لإدارة شؤون البلاد وإعادة بناء ما خلفته الأزمة خلال عشرة الأشهر الماضية .
وأفاد أن الجميع يتطلع بكل ثقة إلى الأشقاء وفي المقدمة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي ، وكذلك الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن يراقبوا ويساعدوا ويشهدوا على سير تنفيذ هذه المبادرة الخليجية وآليتها ، ونحن سنكون متعاونين ، وأنا سأكون من المتعاونين الرئيسين مع حكومة الائتلاف القادمة التي يشارك فيها الإخوان في المعارضة والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه .
وفي ختام كلمته كرر شكره لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء على الإعداد لهذا الحفل البرتوكولي للتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .
مواقع النشر