همسة في أذن الأمانة
د. عبدالعزيز بن عثمان الفالح
في ظني أن اسم أمانة لم يأت من فراغ، بل جاء لمعانٍ مقصودة وأهداف سامية وغايات منشودة، فكل من بالمدينة أيّاًً كانت المدينة أمانة في أعناق أمانتها إذ هي المسؤولة عن نظافتها، نظافة شوارعها، ميادينها، طرقها، أسواقها، مطاعمها، حدائقها، متنزهاتها، خدماتها، حوانيتها، مسؤولة عن رصف طرقها وتعبيدها والإشراف على شكلها الجمالي. بل يقيني إنها المسؤولة عن بناياتها ليكون هناك ثمة انسجام وتوافق وألا يكون هناك نشاز بين تلك الألوان فتنافر الألوان وعدم تجانسها ينعكس سلباً على جمال المدينة وحسن مظهرها ويقيني أنها المسؤولة عن إضاءتها سواء الإضاءة الرسمية والمعتمدة من الأمانة شكلاً ولوناً أم تلك التي بدأ بعض سكان المدن وأحيائها يلزمين أنفسهم بها لإنارة شوارعهم وأحيائهم مع أن ذلك من واجبات الأمانة نفسها، فأصبحت تلك الأعمدة تشكل منظراً غير حضاري يسيء لجمال الحي وأبنيته.
والأمانة معنية عن الأراضي البيضاء خاصة التي بداخل الأحياء إذ أصبحت بؤر للنفايات ومجمع للمخلفات ومكبٌ لإصحاب النفوس الرديئة من أصحاب السيارات والقلابات ومجمع للأوساخ والأتربة ومرتع للحيوانات السائبة ويتساءل البعض لِمَ بعض الأراضي البيضاء استخدمت مقرات (بركسات) لسكن العمال وبصورة عشوائية وغير مهيأة للسكن مما يؤذي ساكنيها والمجاورين لها.
والأمانة ملزمة بنظافة الحدائق وتشجيرها والاهتمام بها لكونها متنفسا الحي وساكنيه ولا تقوم للحدائق قائمة إذ لم يقم قائم يلاحظها سقية، وزراعة، وتقليماً، وإنارة، ونظافة.
والأمانة مؤتمنة على مطعم ومشرب سكان المدينة فنظافة مطاعمها أمانة لا يساويها أمانة، ونظافة المطاعم مطلب شرعي وصحي وتحتاج إلى ملاحظة دائمة وأن يكون مخبرها كمظهرها.
ويقيني أن أمانات المدن مسؤولة عن بيئة المدينة وخاصة تنقيتها من عوادم السيارات والأتربة التي تثيرها الحفريات أو أثناء نقل الأتربة والمخلفات وكذلك صهاريج نقل الصرف الصحي فبعض قائديها يفرغون تلك الصهاريج في جوانب الحي ما يشكل خطراً على البيئة والمحيطين بها ولم لا يخصص لها الهزيع الأخير من الليل فمنها يخفف الازدحام وتحافظ على نظافة البيئة.
ويتساءل البعض لِمَ لا تعاد تغطية الشوارع المرصوفة منذ سنوات خلت بطبقة من الإسفلت إذ أن الطبقة القديمة تآكلت من عوامل التعرية وضعفها أصلاً وما جرى عليها من حفريات عدة للكهرباء والماء والهاتف والصرف الصحي فمن المؤمل من الأمانة استصلاحها وتغطيتها بطبقة يعيد شبابها ورونقها ويضفي على الحي جمال وبهجة.
فالأمانة عظمى على أمانة المدن ومسئوليتها مسؤولية جسيمة فهي المؤتمنة على نظافة وجمال وصحة البيئة وينعكس ذلك على صحة الفرد والمجتمع.
الرياض
((( التعليق )))
(همسة في أذن الأمانة )والله ان صرخنا في آذانها وكان صراخنا كقصف الرعود ولكن وآه ثم آه من لكن وأخواتها
الأفارقة تقول كنهم ماخذين الهواء اللي نتنفسه مقاولة يقومون بحرقه ويشممونا بدلا منه الأدخنة مما يحرقون من كفرات ومواد بلاستيكية وكوكتيل مجهول التركيبة من مواد أخرى ونحن لايكاد بيت من بيوتنا يخلو من مريض بالربو والحساسية وتالي الليولة نشد الرحال بمرضانا إلى المستشفيات ناهيك عن تحطم الأرصفة وبثور الجدري العميقة في خدود الشوارع وروائح المنتجات البشرية الصلبة والسائله
أكرمكم الله
مواقع النشر