((( ورفاق سفر بدون موز)))
الناس مثلي ومثلك اشكال وألوان واختلاف مشارب وطباع وعادات وحتى عقليات ونفسيات فبعض رفاق السفر بالسيارات يسرون الخاطر وتلقاهم يطوون الطرق الطويلة بخفة ظلهم وبالسوالف الخفيفة وتنوعها بين الجاد والهزلي وبدون موز الله يديمه من نعمة ولا يعيد مناسبته وذكراها وطواريها
وبعض الناس تركب معه أو يركب معك وتلقاه سكتم بكتم منكتم أبكم أطرم لاوجه ولاجاه ولاهرجه ولا خرشه كنه جيفة حرجه ان كلمته اقصى ماعنده يهز راسه ولا حتى يعاين في وجهك حتى النكتة أو الطرفة تقولها وتضحك لحالك وان انتبه يعاينك بوجه بارد وكالح ألين تموت النكتة والضحكة على وجيهك ويمكن تقطر عرقان وجهك بعد ماتصير ضحكاتك وقهقهاتك ابتسامة صفراء مثل وجه خويك الماصخ
وبعض الناس يجيبلك القلق ووجع الراس من كثر ملاحظاته وبذرمته عن الطريق والسيارات وكشحة عيونه اللي اعبر من عيون ساهر وهو كل شوي يوترك من السيارات السابقة واللاحقة حتى أنه يملي عليك حدود السرعة والمسار الذي يجب أن تسلكه وكيف ومتى تتجاوز ومتى لاتتجاوز يعني غثيث غثيث والله ودك يالواحد من شدة الضيق وثقالة الدم تتركله سيارتك وتمشي على رجليك
واحد الله يستر عليه كنت راكب معه في سيارته متجهين من جدة إلى المدينة المنورة وفي منتصف الطريق تقريبا طلع الله يكرمكم وحدة ساكتة تحوس وتدوس وتحوم النفوس حتى صارت الغمارة والله انجس من الجيفة وسألته مستغربا وغير مصدق
فقلت له وقف وقف على جنب على جنب والله ما كدت استنشق الهواء النقي وأنا أتشهد وكنت قريبا من مركز أمن طرق فصفقت الباب وقلت له انقلع وأقسمت قسما غليضا أن لا اواصل معه وحاول الإعتذار ولكنه لم يجد مني لينا أو تجاوبا بعد تواتر قسمي الغليظ فتركني وانصرف ولولا الله ثم أمن الطرق اللي عرفوا السالفة حتى كحكحوا من الضحك فلولا الله ثم هم ما وقفلي احد ولقولي اتوبيس النكد الجماعي رايح جدة وركبوني معه
وبالمناسبة أتذكر اخي الذي لم تلده أمي ولم تلدني أمه رحمهم الله جميعا هو وأمي وأمه وأموات المسلمين
في عام 1394هـ كنا قادمين من الشرقية على سيارته الجديدة الفنتورا م 74ناوين السفر إلى بلاد الشام وفي الطريق بين المدينة المنورة وتبوك وكان وقت ظهيرة وكانت نوبتي في السواقه وكان رحمه الله شديد الحرص والقلق من الطرق وطواريها ومن شدة وهج الظهيرة يمتد السراب على السكة ويعلو بعضه بعضا كأنه من البعد مياه أنهار جارية حيث يرى المسافر بعض الأجسام من بعد كبيرة أضعاف أضعاف أحجامها الطبيعية ومنها كفرات السيارات والشاحنات المستهلكة الخربة والتي قذف بها أصحابها إلى جوانب الطريق وأكتافه
ففي إحدى المرات نبهني أخي وأنا متنبه إلى وجود طابور من التريلات القادمة وعند اقترابنا من ذلك الطابور اكتشف أنه مجرد كفرات تريلات مرمية على الطريق وسكتنا ولم نعلق ولكنه بعد فترة عاود تصوراته فانتهرته ممازحا أن ينتقل إلى المرتبة الخلفية وكان رحمه الله طويل القامة وأثناء محاولته الإنتقال وفي وضع مناسب كبست الفرامل بصورة مفاجئة فارتد بصورة سريعة ساقطا على مقعده الأمامي ولكن بصورة دراماتيكية فقد جاء رأسه أسفل وقدميه معلقتان إلى الأعلى وصدر منه صراخ عالي وهو يتشهد ويتحقول وسط ضحكاتي العالية وحين اكتشف أن المسألة مجرد مقلب استشاط غضبا ونزل من السيارة يطاردني وأنا أدور من حولها فتوقف عند مقدمتها وأنا عند مؤخرتها فقلت له برد على قلبك بالهواش والدعاء وفعلا برد على قلبه وأعصابه بدعاء أشد بأسا من دعاء جداتنا ولكنه دعاء من وراء القلب ثم ركبنا سيارتنا ونحن نضحك من بعضنا
مواقع النشر