طرفة بن العبد
[poem=font=",6,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ، = كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي، = منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى، = وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها، = لـها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ، تُوَاغِلُهْ
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً، = كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
لَيَاليَ أقْتادُ الصِّبا ويَقُودُني، = يَجُولُ بنَا رَيعانُهُ ويُحاوِلُه
سَما لكَ من سلْمى خَيالٌ ودونَها = سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
فذُو النّيرِ فالـأعلامُ من جانبِ الحِمى = وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجلـه
وأنّى اهْتَدَتْ سلمى وَسائلَ، بَيننا = بَشاشَةُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
وكم دُونَ سَلمى من عدُوٍّ وبلدةٍ = يَحارُ بها الـهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاةِ، كأنّهُ = رقيبٌ يُخافي شَخْصَهُ، ويُضائلُهْ
وما خِلْتُ سلمى قبلَها ذاتَ رِجلةٍ، = إذا قَسْوَرِيُّ الليلِ جِيبَتْ سَرَابلـهْ
وقد ذَهَبَتْ سلمى بعَقْلِكَ كُلّهِ، = فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِلـه
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ = بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايلـه
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي = بذلكَ، عَوْفٌ أن تُصَابَ مُقاتِلـه
فلمّا رأى أنْ لا قَرارَ يُقِرُّهُ، = وأنّ هَوَى أسْماءَ لا بُدّ قاتِلـه
تَرَحّلَ مِنْ أرْضِ العرَاقِ مُرَقِّشٌ = على طَرَبٍ، تَهْوي سِراعاً رواحِلـه
إلى السّرْوِ، أرضٌ ساقه نحوها الـهوى، = ولم يَدْرِ أنّ الموْتَ بالسّرْوِ غائلـه
فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّةٍ، = مَسيرَةِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِلـه[/poem]
مواقع النشر