محمد بن سعد (درة) : نبي الله
إلياس عليه السلام، أرسل إلى أهل بعلبك - غربي دمشق - دعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة
صنم كانوا يسمونه
بعلا ، فآذوا نبي الله إلياس عليه السلام، قال ابن عباس بأن إلياس هو عم اليسع. قال تعالى:
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ} (123)
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ} (124)
{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} (125)
{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} (126)
{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} (127)
{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} (128)
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} (129)
{سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} (130)
إِ{نَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (131)
{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} (131) الصافات.
هذه الآيات هي كل ما ذكِر عن إلياس، لذلك،، اختلف المؤرخون في نسبه واختلفوا أيضا في القوم الذين أرسل إليهم. قال الطبري أنه: إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون. أما ابن كثير فيقول أن: إلياس و الياسين،، اسمين لرجل واحد. فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها
روايات حول دعوته: في تاريخ الطبري عن ابن اسحق: الياس -
عليه السلام - لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، دعاهم بالتمسك بعبادة الله وحده،، فرفضوه،، ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك،، فغير ما بهم من نعمتك،، فأوحي الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: اللهم فأمسك عليهم المطر، فحبس عنهم ثلاث سنين،، حتى هلكت الماشية والشجر،، وجهد الناس جهداً شديداً،، وما دعا عليهم استخفي عن أعينهم، وكان يأتيه رزقه حيث كان، فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في داره قالوا هنا إلياس،، فيطلبونه،، وينال أهل المنزل منهم شر.
وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بنى إسرائيل،، لها ابن،، يقال له
اليسع بن خطوب،، به ضر فآوته واخفت أمره. فدعا ربه لابنها،، فعافاه من الضر الذي كان به،، واتبع إلياس،، وآمن به،، وصدقه،، ولزمة،، فكان يذهب معه حيثما ذهب،، وكان إلياس قد أسن وكبر،، وكان اليسع غلاماً شاباً،، ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل: إذا تركتم عبادة الأصنام دعوات الله أن يفرج عنكم، فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم،، فدعا الله لهم،، ففرج عنهم،، وأغاثهم،، فحييت بلادهم،، ولكنهم،، لم يرجعوا عما كانوا عليه،، ولم يستقيموا،، فلما رأى إلياس منهم،، فدعا ربه أن يقبضه إليه فقبضة ورفعه.
يذكر ابن كثير أن رسالته كانت لأهل بعلبك - غربي دمشق - وأنه كان لهم صنم يعبدونه يسمي ( بعلا ) وقد ذكره القرآن الكريم على لسان إلياس
{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} .
يذكر بعض المؤرخين أنه : عقب انتهاء ملك سليمان بن داود عليه السلام - سنة 933 قبل الميلاد - انقسمت مملكة بن إسرائيل إلى قسمين:
الأول،، يخضع لملك سلالة سليمان،، أول ملوكهم رحبعام بن سليمان،،
الثاني يخضع لاحد أسباط افرايم بن يوسف الصديق،، واسم ملكهم جر بعام، حيث تشتت دولة بنى إسرائيل بعد سليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم،، وعظمائهم على السلطة،، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم،، وقد سمح أحد ملوكهم وهو
أخاب لزوجته،، سمح بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل،، وكان قومها عباداً للأوثان فشاعت العبادة الوثنية،، وعبدوا (
بعل) الصنم الذي ذكره القرآن الكريم،، فأرسل إليهم إلياس عليه السلام.
فلما توفي إلياس عليه السلام،، كان اليسع عليه السلام في نبي إسرائيل،، يدعوهم إلى عبادة الله،، بعض الآراء ترجح بإن إلياس هو النبي المسمى إيليا في التوراة.
مواقع النشر