اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرائد7 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

إنني أُعد الاختلاط نازلة من النوازل الفقهية في هذا العصر, جرَّت إلى مفاسد كثيرة، ومن قارن حال العالم الإسلامي قبل بدعة الاختلاط وبعدها، تبين له الفرق الكبير، ولكل قارئ أن يتساءل ما هو الاختلاط ومحدداته؟!


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبكل صراحة وشفافية فإن الإختلاف الواسع والمثير للجدل بين العلماء في كثير من الأمور الفقهية قد ألحق ضرراشديدا في ثقة العامة بالعلماء وفتاواهم حتى أن الناس احتاروا في أمرهم جراء تعدد مشاربهم واختلافاتهم حتى بتنا نراهم كما لو كانوا فرقا تتأمل سحابة أو غيمة فكل يتصورها ويصورها من زاوية رؤيته لها فمنهم من يراها جملا ومنهم من يراها بقرة ومنهم من يراها جسد امرأة وتتعدد رؤاهم وتصوراتهم والسحابة واحدة بمعنى أن الغاية واحدة والقياس مختلف عليه وفيه





و كان هذا الاختلاط بدون تماس غالبا كما هو الحاصل في التعليم المختلط والعمل المختلط، حيث تتكسر الكثير من الحواجز بين الجنسين بسبب طول الاجتماع، فقد يرى الرجل زميلته في العمل أكثر من زوجته و كذلك العكس، فينتج عن ذلك ارتفاع الكلفة و زيادة الألفة فيحصل بذلك تقارب القلوب و النفوس واستحسان للمحادثة و تلذذ بالجلوس والحديث و تبادل النكات والطرائف وقد يحصل بهم الأمر أن يدعوها أو تدعوه أن يتناولا الطعام سوياً، كل ذلك بحجة الزمالة و قدم المعرفة و ثقتها بأخلاقه وهنا مكمن الخطر
فإذا كان الله قد حرم على المرأة أن تخضع بالقول ولو لمرةواحدة مع رجل لا تعرفه في سوق أو مكان عام، فما بالك بالخضوع بالقول بشكل دوري و يومي، بل وأشد من ذلك كالتبسم والضحك والتبسط في الحديث و طول المقابلة و الجلوس،

وأتفق معك
وأرى أن هناك أربعة أمور حتمية لابد منها
1- الزواج العاطفي المندفع
2- التعدد النزوي الفاسد
3- استمرار علاقة الإعجاب والإنجذاب والتمتع العاطفي بدون غاية في الزواج
4- استمرار الإنجذاب ربما الجنسي من طرف واحد مقابل نفور الطرف الآخر

فالأول مآله التحطم على عتبة تقاليد الرجل الذي يرى أن من أغرمت به قبل الزواج ستغرم بآخرين من وجهة نظره المرتابة دوما

والثاني لايختلف عن سابقه

والثالث ربما يؤدي إلى علاقة سوداء

والرابع هو رغبة صريحة في الزنى

ولذلك أرفض رفضا قاطعا شكلا وموضوعا فلسفة الإحترام المتبادل المزعومة
وأسخر بشدة من مقولة أن حملة مرحلتي الماجستير والدكتوراة قد نضجوا وتجاوزوا هذه الأطر البهيمية كما يصفها المختلطون والمختلطات وكأنهم قد سموا وارتقوا عن الغريزة الطبيعية التي أودعها الله في البشر

بل إنهم يتظاهرون بالمثالية والتجرد من العواطف الطبيعية
ويتمردون عليها تمثيلا وتكلفا في السلوك وماتخفي قلوبهم وعواطفهم ونوازعهم
من الشهوات كبير وغالبا ما يتفجر من أعينهم وحركاتهم وسكناتهم فهم ليسوا من
غير البشر ولايستطيعون الخروج عن المحاذير الأربعة آنفة الذكر

فالغربيين والشرقيين من غير المسلمين لايجدون حرجا في تجاوز كل المحاذير من خلال إقامة علاقات خارج رباط الزواج
على عكس المسلمين الذين لابد من وجود ضوابط خاضعة لتعاليم الدين






و كذلك بالنسبة للتطّيب والتعطر فالنبي صلى الله عليه و سلم يصف المرأة المتطيبة بالزانية، هكذا بكل وضوح و صراحة مع أنه عليه الصلاة و السلام عفيف اللسان نظيف المنطق كما قال عنه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشاً ولا متفحشاً، ومع ذلك يصف المرأة المتعطرة بهذا الوصف، فالمرأة العاملة في مجمع الرجال، كيف لها أن تتقابل مع زملائها في العمل ورائحة العرق و نحوه تخرج منها بل و قل أشد من ذلك إذا كانت في فترة الحيض, وقل مثل ذلك عن الطالبة في قاعة الدراسة.

و كذلك بالنسبة للنظر فكيف يغض أحدهما بصره عن الآخر وهما يجتمعان في مكان واحد طيلة الوقت وقد يمارسان عملاً مشتركاً كالطبيب مع زميلته الطبيبة أو الممرضة أثناء إجراء عملية أو تطبيب مريض، وكذلك الأستاذ مع طالباته أو الأستاذة مع طلابها في قاعة التدريس أو الطالب مع زميلته في قاعة المختبر، فكيف يمكن لهؤلاء أن يلتزموا بقول الله تعالى {قل لمؤمنين يغضوا من أبصارهم...} و قوله تعالى {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن... }.
أما التطيب فوالله إن بعضنا تراه في بعض الأماكن العامة هادئا ساكنا لايلوي على شيء
فتمر به متعطرة فتعصف بهدوئه وسكينته فترى عينيه تدوران في محجريهما وأنفه وقد بدى كمرجل من النار يتنفس زفيرا عبر فتحتي أنفه المتسعتان من شرور ونوازع التطيب المثير حقا للغرائز خاصة وأن شركات العطور تضع في العطور النسائية صواريخ نفاثة متعددة الرؤوس لاتخطيء أهدافها أبدا
والحمد لله أن محدثكم ليس من رواد الأماكن العامة ولا الخاصة أيضا