هدئي من روعك يا أم مالك فليس هكذا تؤخذ الأمور وعلى مقياس
(ريختر) إنما تؤخذ الدنيا صراخا
التي لم تعد سلاحا ذا نفع فلامنبر لنا إلا منابر النت التي لايكاد صوتها يسمع من كثرة الصراخ
لانملك إلا الدعاء لولاة الأمر أن يرزقهم الله البطانات الصالحة وأن يدلهم على الخير بهم
أو بدونهم
ولعل المسألة تشبه مسألة أثيرت يالأمس وأحدثت جدلا ولغطا واسعا ألا وهي مسألة أو قضية
حرية سفر المرأة وحقها في السكن في الفنادق
فقد اتضح أن التوجه أو القرار جاء شكليا ربما للتخلص من ملاحقات ومماحكات الهيئات الحقوقية الدولية وربما كان الأمر بالنسبة للجامعة مشابها له
ويأتي ذلك في ظل تطفل وفضول وتدخل الأنظمة الدولية التي قد يترتب عليها ضغوط سياسية متسلطة في ظل إفلاس أسلحتنا المنطقية وضعف حججنا ووهنها بعد أن شوه الإرهاب صورنا كمسلمين وأخل بتوازننا الذي جعل أمريكا بوش وأعوانه يركلون ويزحزحون بأقدامهم وأيديهم البلاطة الصلبة التي كنا نقف عليها حتى أصبحت ضعيفة واهنة لم نتمكن من الوقوف عليها بثبات فجثونا عليها
جثونا عليها خشية اختلال توازننا ومن ثم سقوطنا سياسيا واقتصاديا وربما حضاريا في نيران المؤامرة الغربية التي لم تعد مجرد نظرية ولكنها باتت أمر واقع ولذلك حاولنا تغيير نظرة المجتمع الدولي لنا من خلال خطة السلام العربية ثم مشروع حوار الأديان وكثير من المبادرات التي أردنا من خلالها تخفيف حدة تدخلات الغرب في شؤوننا وخصوصياتنا
ولكن ذلك لم يكفي فما زالوا يلهثون خلفنا مثلهم في ذلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث حتى لو رميت له عظما مكسوا باللحم
فالغرب لايرى عورات العالمين العربي والإسلامي إلا من خلال إمامتنا الروحية وقيادتنا السياسية
فقياداتنا تمر بمواقف دقيقة جدا وربما اتباع قسري تحت مظلة النظام الدولي الجديد تلك المظلة الزائفة والمصممة خصيصا لدول العالم الإسلامي فعلينا والحال تلك أن نلتمس لهم بعض العذر
خاصة وأن لب القرار يعود إلينا كأمة
فالموقف هنا والقرار الأول والأخير فيما يتعلق بالجامعة والإختلاط بأيدينا كمجتمع مسلم محافظ
وحتى لو اندفعت فئات محددة وغير مؤثرة ولاتمثل نسبة في جراد المجتمع إلا نفسها على قلتها وظآلة حجمها فإنه لايسعنا هنا وفي ظل ما تقدم إلا نكون أسياد إراداتنا وسيادة قراراتنا الأسرية على أبنائنا وبناتنا بأيدينا وهذا هو السد المنيع الذي نحن أساس بنيانه ومتانة قواعده التي بنيت على ثوابتنا الدينية والأخلاقية ولايعنينا من فرط من غثائنا وانفرط كسقط المتاع من منظومتنا الإحتماعية المحافظة
علينا توخي الحذر واتباع الحكمة وتحكيم العقول في أقوالنا وأفعالنا ومواقفنا في التعامل مع الموقف كمسلمين مكلفين وفي أعناقنا بيعة لولي الأمر مقتدين بقوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15
{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }الجاثية18
نسأل الله الصلاح والثبات والسداد على طرق الخير لنا
و لولاة أمرنا
مواقع النشر