أما إذا كانت الشورى في أمور تتعلق بفن من فنون المعرفة (العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والزراعة والصحة وغيرها من المجالات التي تقوم على التخصص والخبرة والتجربة ) هنا ينظر إلى صواب الرأي ولا ينظر إلى مكانة أو عدد قائله، ودرجة صواب الرأي تقاس بقوة الحجة والبرهان، وغلبة المنطق والمصلحة، وأهل الشورى في تلك المسائل هم أصحاب الاختصاص والخبرة والتجربة من أبناء الأمة، والأغلبية هنا لا وزن لها أمام صواب الرأي حتى وإن قال به شخص واحد، مثال على ذلك ما أشار به الحباب بن المنذر يوم بدر منطلقاً من نظرة استراتيجية لموقع المعركة، فقدم رأيه مشفوعا بالحجة والبرهان وغلبة المصلحة والمنطق، فكان الرد النبوي جاء مؤكدا صواب رأيه قائلا ( لقد أشرت بالرأي ) وكذلك ما أشار به سلمان الفارسي يوم الأحزاب بحفر الخندق منطلقاً من تجارب الفرس العسكرية