الشورى هدي نبوي يجنب الأمة بوادر الاستبداد والتناحر، ويوحد كلمتها على ما يظهر من الحق والصواب، فيتحقق الرضى والتعاون والطمأنينة في المجتمع، وللشورى دور مهم في بناء الثقة واستمرارها، وتطييب الخواطر واستجلاب المودة بين الراعي والرعية، مما يدفع بالرعية لدعم قرارات ولي الأمر، و تحقيق الأهداف وتحمل المسؤوليات، وإن من بوادر ترك الشورى عدم ظهور الصواب لولي الأمر في كثير من الأمور، وظهور بوادر الجفاء وعدم الثقة بين الحاكم والمحكوم، وفي ذلك إضعاف لقرارات وتصرفات الحاكم، وقبل ذلك كله الوقوع في معصية الله بترك الشورى وفقدان صفة المدح والثناء من الله يقول أبو هريرة رضى الله عنه ( ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فإذا كان هذا حاله صلى الله عليه وسلم مع الشورى، وهو أكمل الخلق عقلا وبصيرة والمؤيد بالوحي فحاجة غيره للشورى أولى وأعظم.