روعة الاستقبال للضيف الكريم:
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن استقباله عملياً ونفسياً، ويهيء أصحابه لذلك، ويبشرهم بقدومه ويأمرهم بالذكر والدعاء، والصيام، وقيام الليل، وقراءة القرآن، والصدقة، فكان صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يبلغه رمضان، فإذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان" (رواه الطبراني، وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان ستة أشهر، فإذا بلغهم إياه، دعوا الله أن يتقبله منهم الستة أشهر الأخرى.
وكان يكثر من صيام شعبان كما ورد في الصحيحين، ولا صحة لحديث: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" أفاده الحافظ ابن رجب، وينبغي علينا التهيؤ والتدرب على الصيام قبل قدوم رمضان؛ حتى لا نشعر بالتعب والمشقة في صيامه.
التهنئة بقدوم رمضان:
كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقوله: "أيها الناس قد جاءكم شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشياطين" (رواه أحمد، يقول ابن رجب: "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، وكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت تغلّ فيه الشياطين".
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يزف لأصحابه البشرى ويهنئهم بقدوم شهر رمضان؛ كيف لا وهم مقبولون على شهر تغفر فيه الحسنات، وتمحى فيه السيئات وترفع فيه الدرجات، ويفرح الله تعالى بعباده الطائعين، ويزين لهم جنته، و يمدحهم أمام ملائكته.
فالعاقل من جهز نفسه، وهيأها وبحث عن كل طريق للطاعة يسير فيه، وابتعد عن طرق الغواية والمعصية، وحاول نيل رضا الله تعالى، والوصول لتقواه.