إنه أبو بكر الصديق
من رافق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة
ونزل فيه قرآن يتلى
قال سبحانه وتعالى :

( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )



رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

لما تولى الخلافة على الناس قام وصعد المنبر وخطب فيهم قائلاً :

(( إني قد وليت عليكم ولست بخيركم , فإن أحسنت فأعينوني , وإن أسأت فقوموني ,الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله , والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله ))

أي الحكام أعظم منك شأن بعد هذا يا أبا بكر؟
من هذه الخطبة يتجلى منهاج أبو بكر رضي الله عنه في الخلافة وبالفعل هو ما قامت عليه خلافته التي أستمرت سنتين وأشهر.

بعد مباشرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لمهمته
أعترض سبيلة العديد من الفتن كما أسلفنا ولعل أهمها حرب المرتدين
والتي أتسمت بالخروج عن إجماع المسلمين
وكان لابد للرد عليها أن يتخذ أسلوب الحزم حرصا منه على وحدة صف الأمة
وللقضاء على هذه الفتنة وحتى لا يضعف الإسلام ويعود إلى بداياته الأولى


أمتنع المرتدين عن أداء الزكاة
فقال رضي الله عنه:
(( والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلهم على منعها ))
فقاتلهم أبو بكر الصديق حتى أدوا الصدقة
وقتل منهم مسيلمة الكذاب في اليمامة
والأسود العنسي في اليمن
وغيرهم في عمان والبحرين

لقد تفرغ أبي بكر طوال مدة حكمة للقضاء على المرتدين سواء من أمتنع عن الزكاة أو أراد الإنفصال عن الدين الإسلامي
أو من أدعى النبوة
رغبة في الحصول على مجد خاص به كالأسود العنسي

وقد تمخضت هذه الحروب عن عدة منافع للمسلمين منها على سبيل المثال:
1- إعادة وحدة الدولة الإسلامية .
2- إكساب المسلمين مزيدا من الخبرات القتالية والجغرافية.
3- حفظ التصور الإسلامي من التحريف والتشويه
4- تجريدالراية الإسلامية من العصبية الجاهلية والولاء المختلط
5- التأكيد على أن القوة الإسلامية ليست بالعدد والعدة بل بقوة الإيمان والروح المعنوية.