بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
فضفضتي في يومياتي
شدني إعلان عن تخفيضات على بيع الملابس في أحد الأسواق حيث أن ذاك
الإعلان أشعرني بمدى بخلي وحبسي للريالات في جيبي مما دعاني للوقف
أمام مرأتي التي عبست في وجهي عندما أبتسمت لها....
فتشجّعت للشراء خاصة وأن هناك خصماً 50% على كل شيء يباع في المحل
وإذ أنني لم أشتر ملابس منذ وقت طويل وانطلاقاً من مبدأ الشفافية فلم يبخل
أحد أقاربي علي ببعض الملابس التي أصبحت صغيرة عليه فذهبت لذلك
المحل لأكتشف أنه إن كان الخصم 99% بدلاً من 50% لم أكن لأستطيع
الشراء أيضاً فحمدت الله أن "أحد أقاربي" مازال بصحة جيدة تبارك نموه كي
يتصدق علي بالفائض من ملابسه.
لست من النوع المدمن على آخر صرعات الموضة ولا أنبهر لرؤية ثياب
جميلة خلف قضبان المحلات الراقية ولكنني بالمقابل أحتاج لبعض التغيير
القليل في مظهري كما يحتاج الجميع فارتأيت أن أفكر بالأمر وأحسب ما أملك
من نقود لأشتري ثوب وشماغ اللذان كادا أن ينقرضا ماعدا في الدوائر
الحكومية وذلك بعد قرار من وزير الداخلية أطال الله في عمره...
وإذ أن شراءهما سوف يكلفني ما يتعدى المئتان ريالاً عدلت عن الفكرة
وبصراحة كنت لعدلت عنها إن كان المبلغ أربعين ريالاً حتى...
فأنا لدي ما هو أهم من ذلك لأصرف مالي عليه...
مما حدا بي للإستجابة لأزيز مصاريني التي كادت تتقطع من الجوع ففكرت
أن "أتبحبح" على نفسي وأأكل شيئاً للذكرى في تعاسة أيامي فإذا بي أمام
محل لبيع الفلافل....
مما جرعني المرارة أن سندويشة الفلافل يجب أن يؤسّس لها بورصة خاصة
فهي مع السلطة بسعر ومع حمّص بسعر ومع مخلل بسعر آخر لتتجاوز بذلك
تسعيرة الهمبرغر بل أنها لم تعد كالسابق طعام للفقراء بقد ماهي مباهة للغني
بأنها سجل في تاريخه أنه قد تذوقها....
وفي حسابي للمصاريف الشهرية التي أنفقها فأنا أحتاج إلى 300 ريالاً في
الشهر لأذهب وأعود من عملي و 150 ريالاً لوجبة الغداء و 25 ريالاً
للذهاب إلى الحلاق مرة في الشهر و 20 ريالاً لشراء بطاقة لشحن "الموبايل"
و 20 ريالاً لأشتري “شبس وبيبسي وبوظة” خلال أيام أشهر الصيف الحارة
وقد أحتاج "لأفيع" أو أتسكّع مع أصدقائي مرتين في الشهر مما يكلفني
150 ريالاً في كل مرة و 80 ريالاً بدل بطاقات انترنت شهرياً إضافة إلى
100 ريالاً أدفعهم للنادي الرياضي الذي أذهب إليه كل يوم لأقضي وقت
فراغي في شيء مفيد وأضيف إلى القائمة بضعة ريالات لقضاء أوقات ممتعة
مع سائقي الليموزين في بعض "المشاوير" الهامة وإذ أنني أعاني من تفاقم
أعطال ونيتي فلاجناح في التنقل كمواطن في الليموزين الذي بات هو الآخر
لايتقيد بأي تعرفه مرورية نظراً لإزدحام شوارع الرياض...
أعان الله العائلات الفقيرة في الرياض والذين يزدادون فقراً مع تطوّر بلدنا
الحبيب فكلما شهق برج جديد عالياً ازدادت روؤس تلك العائلات هبوطا تحت
الأرض حتى أنها قاربت على الوصول إلى "إبليس" علّهم يقتلوه ويجدوا لديه
بعض الملابس لي أو لعلّه ينتهي زمان الوسوسة للمسئولين اللذين من جبروتهم
أشك أن إبليس يوسوس لهم فهم أنجع من ذلك لأنهم من تصاريحهم كادوا
يشككونني في نفسي حتى تمثل لي يأسي رجل يحرضني على الصمت الذي
لاأجيد منه غير فضفضتي في يومياتي...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مواقع النشر