[align=center]

منذ دخولي في سن المراهقة والذي ما كنت أعلم عنه شيء
ولا سمعت به من قبل
إن هي إلا مشاعر وجموح يخولني لقيادة العالم من حولي
فبدأت أزاحم العالم من حولي لأبرز نفسي وأقول للجميع أنا هنا

كان عقلي الصغير هو مرشدي
وبئس المرشد
أريد أن أثبت لمن حولي أنني أفكر مثلهم وأستطيع أن أتخذ قراري بنفسي

أول الخطوات كان الخروج عن المألوف والتمرد على بعض العادات والمخالفة
ففي المنزل كنت أقضي أغلب وقتي أمام المرآة
أرفع شعري تارة وأميله أخرى وأشكله بطرق شيطانية
وأحدث نفسي
( يعني زي المجنونة )

كان فستان أمي البرتقالي هو مطمعي متى أخذه منها لألبسه
كنت أتسلل لدولاب أمي وأخواتي الكبيرات فأقيس
ملابسهن وأتعجل الزمن متى أكبر مثلهن

كان أول شيء تمكنت منه لأثبت وجودي هو الرفض
لا
كانت هي الكلمة التي ظننت أني بها بلغت مرحلة هامة
وهي ما ندمت عليها اليوم
هل يعقل أن تقول الفتاة لوالدتها لا
أين عقلي حينها ( عقل مراهقة )
وحده والدي رحمه الله لم يسمعها مني
إذا أول إنجازاتي في تلك المرحلة الرفض لأي شيء ولكل شيء فقط
لأثبت للجميع أنني هنا
كانت أفكاري شيطانية لست أدري من أين تأتيني
كان ملحق الضيافة في بيتنا الكبير
بجانبه أماكن طهي الولائم وكانت الحلل والقدور الكبيرة تغطيها طبقات
من السموم الأسود
فتسللت إليها ليلا خلسة حاملة بين يدي

علبة الفازلين
وقمت بطلي ما بدى مني
ثم أخذت من هذه السموم ودهنت نفسي حتى غدوت سوداء بلمعة
أتحدى صناع هوليييود في هذا
على الرغم أنني ما رأيت يوما شاشة تلفاز بعد
إلا في الرياض فترة قصيرة
ولبست ثوب أخي ووضعت على رأسي غترته
وتسللت إلى مخدع أخواتي وكانت في ضيافتنا إبنة عمي
قبحهم الله بدلا من أن يضحكون على تصرفي البريء
علت الصرخات وهاج البيت وماج
ونالني عقاب شديد من أخي الأكبر وأمي
لماذا يا أهلي الأعزاء تقتلون فرحتي كنت أظنني أنجزت شيئا عظيما؟
نسيت أن النساء بسيطات جدا وخوافات
ما دار في خلدي أنني سأوصلهن لمرحلة الفزع[/align]