السلام عليكم

الحلقة الثالثة:
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، وفي الحقيقة فإن الفقر يستحق القتل ليس لأنه يجعل الإنسان يعيش في بؤس، بل لأنه إلى جانب ذلك يدفع من يبتليه إلى ارتكاب القتل ذاته أو ما دونه من جرائم كالسرقة وترويح المخدرات والأشغال المحظورة الأخرى كالدجل وادعاء المعالجة وما إلى ذلك.
وللأسف فإن عدداً كبيراً من رجال حي الفيصلية أعماهم الفقر عن التفكير السليم فلجؤو في محاولة لتخفيف هذا الواقع القاسي إلى تصنيع وتعاطي الخمور، وكانت تلك عتبة الانطلاقة نحو عالم اللاوعي المليء بالجرائم والمآسي والكوارث الاجتماعية.
في هذه الحلقة التي سبقتها حلقتان عن الفقر المؤدي للتسول الضروري، وعن أزمة العلاج والتداوي في الحي، نتناول واقع المخدرات المتسيّد في حي الفيصلية.
وتواصل المعلمة (ن. أ) سرد مشاهداتها المؤلمة، فتقول: "أُشاهد باستمرار الكثير من المواقف المحزنة والمآسي المؤلمة التي نواجهها، وكثيراً ما تدخل علينا طالبة ليس لديها ما تسد به جوعها. ومنهن نجود -واحدة من فتيات الحي- التي تروي قصتها فتقول: إن أمي مطلقة وكانت تتعاطى المخدرات التي أدمنت عليها والآن هي تقبع داخل السجن ولدينا زوجة أب لاتعرف معنى الرحمة، وهي تجبرنا على التسول وتضربنا بشدة أما أبي والحديث للفتاة فهو يعاقر الخمر على مدى اليوم ولا يلتفت لمعاناتنا وما يهمه فقط هو الحصول على المال لشراء الخمر"، وتؤكد الفتاة: "والدي يعمل (حرامي) فهو يسرق المكيفات ويبيعها بشكل منتظم".
وهنا تتساءل المعلمة من سيلوم تلك الصغيرة عندما تكبر وتصبح سارقة فيما تعيش الآن في كنف أب يمتهن السرقة؟ وقالت إنها رصدت مظاهر محاولات السرقة وحتى التسول في مدرستها وخصوصاً في وقت الفسحة، حيث لا يُستغرب أن تتقاتل فتاتان على قطعة سندويتش، كما لا يستغرب أن تشاهد طالبة تتسول من أخرى، وكل هذا -بحسب المعلمة - من تأثير المنزل والأسرة، والتي تتأثر هي الأخرى بالحي والبيئة والوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه، ما ينعكس على تصرفات أطفالها في المدرسة وخارج المدرسة.
ومعظم من يقبض عليهم لتعاطي أو ترويج المخدرات، تكون عملية القبض عليهم بمثابة الصفعة على وجه الأسرة التي يقوم عودها بوجود الأب، حتى وإن كان جزءاً كبيراً من أنشطته غير شرعي. وتضيف : المفترض في مثل هذه الحالات أن تكون هناك رعاية حقيقة لأسر السجناء، وليس رعاية بالاسم عبر المقرات والإعلام واللافتات، التي لا تروي ظمأ أسر الفيصلية ولا تسد رمق جوعهم.يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، وفي الحقيقة فإن الفقر يستحق القتل ليس لأنه يجعل الإنسان يعيش في بؤس، بل لأنه إلى جانب ذلك يدفع من يبتليه إلى ارتكاب القتل ذاته أو ما دونه من جرائم كالسرقة وترويح المخدرات والأشغال المحظورة الأخرى كالدجل وادعاء المعالجة وما إلى ذلك.
وللأسف فإن عدداً كبيراً من رجال حي الفيصلية أعماهم الفقر عن التفكير السليم فلجؤو في محاولة لتخفيف هذا الواقع القاسي إلى تصنيع وتعاطي الخمور، وكانت تلك عتبة الانطلاقة نحو عالم اللاوعي المليء بالجرائم والمآسي والكوارث الاجتماعية.
في هذه الحلقة التي سبقتها حلقتان عن الفقر المؤدي للتسول الضروري، وعن أزمة العلاج والتداوي في الحي، نتناول واقع المخدرات المتسيّد في حي الفيصلية.
وتواصل المعلمة (ن. أ) سرد مشاهداتها المؤلمة، فتقول: "أُشاهد باستمرار الكثير من المواقف المحزنة والمآسي المؤلمة التي نواجهها، وكثيراً ما تدخل علينا طالبة ليس لديها ما تسد به جوعها. ومنهن نجود -واحدة من فتيات الحي- التي تروي قصتها فتقول: إن أمي مطلقة وكانت تتعاطى المخدرات التي أدمنت عليها والآن هي تقبع داخل السجن ولدينا زوجة أب لاتعرف معنى الرحمة، وهي تجبرنا على التسول وتضربنا بشدة أما أبي والحديث للفتاة فهو يعاقر الخمر على مدى اليوم ولا يلتفت لمعاناتنا وما يهمه فقط هو الحصول على المال لشراء الخمر"، وتؤكد الفتاة: "والدي يعمل (حرامي) فهو يسرق المكيفات ويبيعها بشكل منتظم".
وهنا تتساءل المعلمة من سيلوم تلك الصغيرة عندما تكبر وتصبح سارقة فيما تعيش الآن في كنف أب يمتهن السرقة؟ وقالت إنها رصدت مظاهر محاولات السرقة وحتى التسول في مدرستها وخصوصاً في وقت الفسحة، حيث لا يُستغرب أن تتقاتل فتاتان على قطعة سندويتش، كما لا يستغرب أن تشاهد طالبة تتسول من أخرى، وكل هذا -بحسب المعلمة - من تأثير المنزل والأسرة، والتي تتأثر هي الأخرى بالحي والبيئة والوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه، ما ينعكس على تصرفات أطفالها في المدرسة وخارج المدرسة.
ومعظم من يقبض عليهم لتعاطي أو ترويج المخدرات، تكون عملية القبض عليهم بمثابة الصفعة على وجه الأسرة التي يقوم عودها بوجود الأب، حتى وإن كان جزءاً كبيراً من أنشطته غير شرعي. وتضيف : المفترض في مثل هذه الحالات أن تكون هناك رعاية حقيقة لأسر السجناء، وليس رعاية بالاسم عبر المقرات والإعلام واللافتات، التي لا تروي ظمأ أسر الفيصلية ولا تسد رمق جوعهم.