كلمة الرياض
الصحة.. والسلامة أولاً!!
يوسف الكويليت
ثقافة السلامة موضوع متشعب يحتاجه كل فرد وأسرة، حتى إن الدروس والدورات التي تقيمها إدارات الدفاع المدني، وآلاف المتطوعين لحالات الطوارئ من حرائق وزلازل وطوفان، كما حدث في (تسونامي) أصبحت هاجساً عالمياً، ومثلها ما يحدث في الشوارع والطرق والمسابح..
في المنزل والشارع والمدرسة وغيرها نتعرض للعديد من الحوادث ، وفي السلالم والحمامات والمطابخ، وصعقات الكهرباء وغازات الفحم والغاز وغيرها، وكذلك المبيدات والمنظفات التي تملأ مستودعات بيوتنا، تظل استعمالاتها والوقاية منها متخلفة، حتى إن الأعداد الكبيرة من الأطفال وحتى الكبار الذين يتعرضون للموت أو التسمم، أو الإعاقة سببها ونتيجتها قلة الوعي بهذه المخاطر..
وحسب ما أعرف فإنه لا يوجد من يركّز على التدريب ونشر وعي السلامة إلا أرامكو وربما شركات الكهرباء، وسابك، وخارج هذه الدوائر فالوعي بالسلامة معدوم تماماً، ونحن هنا لا نستطيع لوم الجاهل إذا لم تساهم مديريات الدفاع المدني والصحة، والمرور وغيرها بنشر وسائل السلامة والإرشاد بها، وأعتقد أنه لو أن كل وزارة وجامعة ومدرسة عقدت دورات شهرية ولو ساعتين فقط للتوعية بهذه المخاطر وبث روح التعاون في الإسعافات وإطفاء الحرائق، وخصصت وسائل الإعلام ملاحق أو حتى نشرات تعطي لمفهوم السلامة دوراً فاعلاً لربما تلافينا الخسائر المادية والبشرية..
ثم نأتي لمبدأ التطوع، وكيف أنه في الفيضانات التي حدثت في أندونيسيا أو الزلازل وحرائق الغابات ذهب الآلاف من المتطوعين من كل أنحاء العالم للمساهمة في العمل الإنساني، ونحن هنا لا ينقص شعبنا المواطنة، إنما يحتاج للتوجيه والممارسة، ومما يؤلم أن أغذيتنا والكثير من الأدوية المستوردة والمصنعة والمنتج الزراعي الداخلي والخارجي لا تجد عليها أي بيانات واضحة بالمكوّنات والتركيبات ونسب المواد المسرطنة وغيرها، وهي أحد أهم أبواب الوقاية، حتى إن انتشار أنواع من «الشامبو» وألعاب الأطفال والحليب المخلوط ب «الميلامين» والتوصيلات الكهربائية والدفايات والمكيفات وغيرها التي تتسبب في العديد من الخسائر لا تخضع لحماية المستهلك أو توعيته، وحتى الرقابة الحكومية بأجهزتها المختلفة وما تكتشفه من مخالفات، إما مصادفة، أو إعلاناً من دول أخرى..
الموضوع طويل ومعقد، لكن من ينظر إلى النتائج المؤسفة، يجد أن الضرورات تقتضي إعلان المخالفات ونشرها وفضح المستور والفاحص المهمل سواء كان برتبة كبرى أو صغرى أو تاجراً لا تهمه إلا مكاسبه.. المواصفات والمقاييس لدينا لا تزال تتحرك بخطوات «الكوالا» وما لم تكن مع أجهزة أخرى عين السلطة والمواطن، فكل ما تعج به أسواقنا مخيف والدلالة انتشار الأمراض المزمنة وفقاً لتزايدها من خلال العديد من الإحصاءات
-----
الرياض
((( التعليق )))
نحن كشعب نعاني فعلا من أزمات الوعي الإختيارية
بمعنى أننا نرفض أو لانتقبل أساليب التوعية من كافة القطاعات الحكومية وغيرها
ذلك أننا نعاني أيضا أزمات ثقة متأصلة من هذه الجهات
والسبب أن هذه الجهات التوجيهية تعاني هي من أزمة الثقة في أنفسها
أي أن المكلفين بالتوعية تنقصهم أدوات التوعية ثقافيا وتنفيذيا على أرض الواقع
حتى أن المواطن نفسه قد يشاهد ويسمع لكنه لايهتم لأنه يدرك أن أساليب التوعية نفسها سطحية وساذجة بسبب افتقار المكلفين عليها لدرجات معقولة من التعليم والقدرة على الإقناع
(نجم سهيل)
ابلاغ
03:45 صباحاً 2009/02/13
مواقع النشر