المفاهيم الحضارية في نظافة المدن
الجزء الأول
--------------
كما يفعل التاجر المفلس يفعل الكاتب المفلس أيضا فكلاهما يعود لنبش وتقليب أوراقه القديمه وقد لجأت لكتاباتي القديمة بعد أن حرن حمار أفكاري كما يحرن حمار العنب
--------------
العمل على ىنظافة المدن في بلادنا ليس هدفا سهل التحقيق كما يخيل للبعض منا في زمننا هذا
وهذا الهدف شبه المستحيل تحول من مجرد هدف إلى هاجس يقض مضاجعنا حد اليأس من تحقيق ذلك الهدف الوطني العريض الذي ترسخ في أذهاننا حتى تحول إلى مجرد أحلام وأماني غيرقابلة للتحقيق نتيجة استسلامنا وتسليمنا بالأمر الواقع لهذا الواقع المريرفي وقتنا الحاضر
ولعل الكثير منا يعرف بعض الأسباب والعلل أو معضمها فهناك علل وأسباب عديده منها على سبيل المثال ماهو حضاري وإداري وفني وهذه المحاورالثلاث تعاني من الإفتقار الشديد لآليات التنفيذ المبني على أسس علميه وفنية صحيحه أساسها حب الوطن وتفعيله كعمل تنبض فيه روح المواطنه لا نصها
دعونا نأخذ تجارب الدول المتقدمه في هذا المجال مدخلا لعلاج وهن وقذارة مدننا فليس عيبا أن نستفيد من تجارب غيرنا خاصة الدول المتحضرة جدا ونبداء من حيث وصلت رؤى وحلول هذه الدول في مدنها ولم تنتهي بعد ولن تنتهي
فهذه الدول كانت تعاني مانعاني منه اليوم حول نظافة المدن ولكن الفارق بيننا وبينهم أنهم حاسبوا أنفسهم أولا ووضعوا عيوبهم على طاولات البحث والتقصي وكشف واكتشاف العلل على أيدي نخب من الرجال ذوي النزاهة أولا والمتخصصين في تشخيص الداء ووصف االدواء وكيفية العلاج قبل العلاج
وقد نجحوا فعلا في علاج أوجاع مدنهم ومن ثم الوصول بها إلى مستويات متقدمة من العافية الحضاريه
ولكنهم لم يقفوا عند هذا الحد بل سخروا كل طاقاتهم وإمكانياتهم للمحافظة على صحة مدنهم ونظافتها ونظارتها وذلك من خلال إعداد وتوظيف أجيال متواترة من الرجال لأكفاء وطنيا وإداريا وفنيا لإكمال مسيرات أسلافهم بعد أن تتلمذوا عليهم وتعلموا منهم بل وزاملوهم وهم على رؤوس أعمالهم وذلك من خلال الدورات والمؤتمرات العالميه التي يجتمع فيها كل خبراء نظافة وصيانة المدن لمتابعة كل ماهو جديد ومبتكر في هذا الشأن
ولذلك أرى أن من سلبيات ومسببات تخلفنا البلدي حيال نظافة مدننا
بعضا من الأسباب التاليه
مع يقيني أنه يوجد في مجتمعنا أكاديميين من ذوي الشهادات العليا ذات الطول المهول بدون عرض ومكانات اجتماعية وإدارية مهيبه شكلا بدون مضمون والذين تشفع لهم هذه المواصفات في تسنم مراكز خد مية شديدة الحساسية مثل رآسة البلديات وإدارة شؤون المدن مما ترتب عليه قصوروخلل إداري حتمي حيث تصطدم هذه المناصب القياديه عادة بمرتبة وزير أو وكيل وزاره مع المؤهل العلمي الذي يصل أحيانا إلى درجة أ د م و تحشر بعض هذه الشخصيات في كراسي البلديات حشرا من دون تخصص وكأنما العملية سد خانات أو إشغال وظيفة شاغرة وحسب
لا أزعم أني أبعد نظرا من غيري ولكننا نعايش هذا الواقع وندركه على مختلف مستوياتنا العلميه والعقلية أيضا
ولذلك فإن قيادة البلديات تحتاج إلى خبرة عملية في الميدان والإدارة ومثل هذه الخبرات تتفوق على المؤهل العلمي فالأهم هو روح المواطنة وتفعيلها أكثر من نصوص المواطنة الجامده وحب وعشق العمل في هذا المجال ولدينا أمثلة على ذلك في ثلاثة رجال أفذاذ من أبنا ء هذا الوطن
المرحوم بإذن الله / عبد الله عريف أمين العاصمة المقدسة الأسبق
الأستاذ / عبد الله النعيم أمين مدينة الرياض الأسبق
المهندس / سعيد فارسي أمين مدينة جده الأسبق
الذين لاتزال بصماتهم في الأعمال البلدية قائمة إلى يومنا هذا
ومع بالغ احترامي الشديد وعدم تشكيكي في أمانة ووطنية من خلف هؤلاء إلا أن العريف والفارسي والنعيم كانوا أبناء مدنهم وعاشوا بين أروقة بلدياتهم وعايشوا هموم المسؤلية وهموم المواطن حد إنكار الذات
ولذلك يجب أن يتم تربية وإعدا منسوبي البلديات وتطوير المدن وتأهيلهم
لتسنم الأدوار القيادية من داخل حرم البلديات بعد اختيا رالصفوة منهم القادرين على ممارسة أدوارهم القيادية والإبداعية من خلال تطوير أنفسهم وتربية وإعداد من سيخلفونهم في هذا المجال ومن هنا سيأتي اليوم الذي نرى فيه كل موظفي البلديات وتطوير المدن من الشباب الطموح المؤهل الكفؤ فعلا لوظيفته
لنبداء من حيث انتهى الغربيين في خبراتهم العريضه في تأهيل الكفاءات البشريه في هذا المجال على أيدي لجان عليا متخصصه بحيث ترشح هذه اللجان نخب من المتخصصين من حيث الكفائة لا المكانه من الأ كفاء أخلاقيا وإبداعيا لتأهيلهم من خلال دورات متقدمة جدا لملء وشغل وظائفهم واستغلال الفرص لمتابعة كل ماهو جديد في كل تخصص ومن ثم المشاركه في الندوات والمؤتمرات الإقليميه والعالميه
وفي اعتقادي أن نظافة المدن و المحافظة على البيئه بصفة عامه هي علم وتخصص وأمانة دينيه ووطنيه قبل أن تكون مجرد نظافه وتشغيل آليات بمقاولات مريضة ومشبوهه
نتيجة فساد إداري ومالي على أيدي أناس معدومي الوازع الديني والوطني
وللحديث صلة
http://www.doraksa.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=13
مواقع النشر