بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي الأفاضل منسوبي درة المجالس العربية السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روضة خريم - شمال شرق الرياض
نحن،، جميعاً،، نعيش في علب وصناديق نسميها (شقق) أو (بيوت) أو (فلل) أو حتى استراحات أو مزارع أو قصور،، فالموضوع بأكمله أننا نحبس أنفسنا في هذه الصناديق،، أو هذه العلب،، ونأتي بأطعمتنا ومشروباتنا من الدكاكين أو الأسواق،، أطعمتنا ومشروباتنا هذه مليئة بمواد كيماوية،، (مواد حافظة)،، أطعمتنا ومشروباتنا هذه معلبة بعلب كرتونية وزجاجية وبلاستيكية وألمنيمية وفلينية وورقية وبلاستيكية وهلامية وحديدية وفولـ ـلاذية،، ثم نسحب أكياس سوداء من منازلنا إلى طريق حاويات الزبالة – أكياس نجرّها أكبر من الأكياس التي جئنا بها من السوووووبر!!
سبحان الله،، يا جماعة الخير،، حتى أنه يبدو أن ما نـُـلقِي بها في أجوافنا أقل مما اشتريناه من السوووووبر!!
مدرجات بالأحمر - عسير
المسكن موضوع،، والمأكل موضوع ثاني،، والمشرب موضع ثالث،، والنفايات موضوع رابع،، فجسم الإنسان له قدرات معينة لا يمكنه تخطيها،، وبالتالي نجد عدم الاتزان النفسي والسلوكي والجسمي،، حتى ذهابنا إلى الصلاة بات عادة في أغلب الأحيان وليس عبادة،، أقصد كثرة السهو والتسريح وتوارد الأفكار حتى بين صغار السن،، بات الكل وكأنما أكلته الهموم.
علماء النفس يحذرون من تزايد الضغوط الواقعة على كاهل الإنسان جراء ابتعاده عن الطبيعة مع تسارع عجلات إيقاع الحياة، بات الواحد منا يستنزف وقته وطاقته في العمل لساعات طويلة،، بات الواحد فينا يستنزف التفكير المتواصل (ربما) لتأمين متطلبات العيش.
هنا،، نعود إلى نقاش العيش في شقق أو بيوت،، حياتنا في علب أمر يؤدي إلى ضيق نفسي وتعكر المزاج لا يدرك إشكالاته الكثير منـّـا. أكثر المنازل مصممة بطريقة ضيّقة المساحة،، كثيرة الأبواب،، قليلة النوافذ،، أو صغيرة النوافذ،، وبدون متنفس،، حتى الهواء الطبيعي ربما سنشتريه معلب،، حتى السماء لم نعد نراها إلا في التلفزيون.
نفود جنوب المزاحمية
أخواني وأخواتي،، يندر خروج الكثير منا خارج أسوار المدينة،، لم نعهد نفقه الهدوء ولا الصفاء،، ربما نتيجة الأعباء المتراكمة سواء داخل المنزل أو خارجه ،، وربما تقاعس الناس عن الخروج للطبيعة أمر يؤدي إلى التسبب بالمزيد من الإرهاق النفسي ،، فالبعض يعمل لساعات طويلة ،، هذا إضافة إلى مشاكل وأعباء الحياة التي لا تنتهي،، ربما العناية بالنباتات الداخلية جعلت البعض يحاكي الزرع أكثر مما يحاكي جيرانه الذين يحدونه من جميع الاتجاهات!! ولذلك،، ربما أن السفر لزيارة الأقارب،، أو العمرة،، أو الحج،، ربما أصبح هذا هو المتنفس للكثير من الناس في السعودية والتمتع بسحر المشاعر الروحية!!
جراد جراد جراد - صحرا جنوب شرقي المغرب
أحد أخصائي جامعة ميتشغان (ستينيات القرن الماضي) قام بدراسة تأثير البعد عن الأرض على حياة الإنسان ووضع لهذه الغاية برنامجا أطلق عليه اسم (العودة إلى البراري). فاختار لتنفيذه مجموعات من متطوعين يعانون من مشاكل صحية ونفسية متفرقة وأشركهم دوريا على مدى ثلاث سنوات في مخيمات أقامها في الغابات والجبال وشواطئ الجزر النائية. كما أجبرهم خلال إقامتهم على ممارسة الحياة البدائية بقساوتها وبعدها عن الرفاهية،، بعد عودة المتطوعين إلى المدن تبين بعد خضوعهم للفحوصات الطبية أنهم تخطوا معظم مشاكلهم القائمة، كما استعادوا كامل ثقتهم بأنفسهم وسلامهم الداخلي المفقود نتيجة العيش ضمن جدران الإسمنت والبعد عن الأرض التي أحاطتهم على مدى العصور.
مدرجات أبها - عسير
من العوامل التي تؤدي إلى الضيق والتوتر النفسي: الابتعاد عن الطبيعة،، وامتلاء الجدول اليومي،، وعكس ذلك،، كسر الروتين اليومي،، ومحاولة التغيير والخروج للطبيعة،، وعدم التذرع بالأشغال المتراكم،، أجدادنا،، نعرف بأنهم كانوا مرتبطين بالطبيعة سكناً ومأكلاً ومشرباً - كانوا يسكنون بيوت الشعر مفترشين الأرض وملتحفين السماء،، ومع هذا،، كانوا يخرجون للصيد والتخييم بقصد التنزه لغرض الارتباط بالطبيعة،، ولهذا كانوا يتمتعون بحياة بسيطة خالية من العقد النفسية،، بصحة جسمية وجسدية،، فالمشي على التراب حافيا يجلي عشرات المصائب الجسدية عند الإنسان،، فهو يقهر الطاقة السلبية من الجسد ويخرج الشحنات السلبية من نفس ووجدان الإنسان !!
ربما،، نصل يوما ما ،، ربما عن طريق (قووقل إيرث google earth) نعتزل النزهة البرية ونحلق من أودية عسير وسفوح جبالها إلى آودية سيريلنكا وجبال الهملايا وسور الصين العظيم!!
مواقع النشر