ألاخت الفاضل ام عمارة
اسال الله ان يرحم ولدك وان يجزل لك العطاء على ما قدمتي , وما زال برة لا ينقطع بوجودك في الحياة .
ألاخت الفاضل ام عمارة
اسال الله ان يرحم ولدك وان يجزل لك العطاء على ما قدمتي , وما زال برة لا ينقطع بوجودك في الحياة .
[mark=#ffff00][align=center]
أصيب والدي بمرض السرطان ولأنه يكره التطبب عند الأطباء
لزم فراشه مدة ليست بالقصيرة
كنا نتوسل إليه أن يذهب للأطباء لإجراء الفحوصات وكان يأبى
وبلغ المرض منه مبلغ عظيم مما أضطرنا لنقله إلى المستشفى وهناك تم تنويمه
أبلغ الأطباء والدي بإصابته بالمرض وكان راضياً متقبلاً لكل ما كتبه الله له
خرج والدي بعد فترة علاجية وعاد ليمارس حياته الطبيعية
كان المرض يستشري في جسده وهو صابر لا يشكو ولا يتألم
سقط للمرة الثانية هنا لم نشاوره بل أدخلناه للمستشفى العسكري
وطال المقام بوالدي الحبيب في ذلك المكان
وكان يرافقه أخي
كنت على أبواب الإختبارات بالجامعة كان يوم غد إختبار مادة النحو التي لم أفلح فيها يوما
هاتفني أخي أن والدي سقط وأصيب في رأسه
ذهبت إليهم في حالة من الجنون ودارت بيني وبين أخي معركة طاحنة
كيف تتركه يمشي بمفرده
كان يجلس جلسات تحت الأشعة لا أذكر أسمها لكنها أصابته بالهزال والدوران
فقررت مرافقة أبي
قامت القيامة من حولي فأقسمت على أن لا أبرح المكان
فلله در بعض المسؤولين حينما يتفهمون الوضع
نقلت ووالدي لمبنى خاص بأولي المراتب العليا ليسمح لي بمرافقته
وما ذاك إلا بتوفيق من الله
توافد الزوار على أبي من أحبته وأبلغوه برغبتهم في سفره للخارج للعلاج
كنت فيما يشبه الخدر أسمعهم ولا يرونني
فسمعته يتلو عليهم
( إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ )
كم أنت عظيم أيها الرجل
تم التصريح لوالدي بالخروج وفرحنا مستبشرين
لكنه تصريح للموادعة
لازم والدي فراشه حتى مساء ذلك اليوم الذي أبلغتنا زوجته بأن تصرفاته غير طبيعيه
فجئنا وحملناه لبيت أمي ولازمناه وكنا نتعاقبه بتلاوة القرآن عليه
كان الكل متماسكاً إلا أنا ماكنت أعي ما أقوم به ما بين صعود ونزول قرابة العشرون مرة
والبكاء تارة بصمت وأخرى بصوت وأبتهل للباري أن يتلطف بأبي
وبيما أنا أصعد تلك المرة سمعتهم يتلون عليه سورة ياسين
فعدوت إليهم لا تفعلوا به هذا يا سفهاء
فشاهدت أمي وأخي يلقنونه الشهادة فصعقت ولطمت وجهي
فقام أخي ولطمني لأرتدع
فخرجت من عندهم وأحضرت طبيب
ففحصه وقال حالة وفاة
تمنيت أنني لم أكون بينهم تلك الفترة ما أصعبها علي
بلا شعور كنت أتصل بالهلال الأحمر
كان كل ما يصدر عنه صوت يشبه الغرغرة
لست أدري مالذي كنت أفعله لكنني أعي أنني لطمت في ذاك اليوم نحو عشر مرات
منها حينما خرجت بلا عبائتي ما كنت أعي ما الأمر
إلا أنني ما كنت أودهم يفعلون به ما رأيت
حضر الهلال الأحمر ونقلنا والدي لأقرب مستشفى
هناك أبلغنا الطبيب أنه مصاب بجلطة
كنت أعلم أن حدسي لم يخيب فقاطعت أخي قرابة السنتين لما فعله بأبي
أدخل والدي للعناية المركزة وقرر الأطباء إجراء عملية له بلا تخدير
لإنقاذه من السموم المحتبسة داخل جسده وخافوا عليه من الدخول في غيبوبة من التخدير
كان أخي الأكبر يوقع على قبول العملية وأنا أخالفة وأوقع بالرفض
كل من حولي لا يعون الأمر غرقى في بكائهم وعويلهم
وحدي وأخي الأصغر كنا نتعارك معهم
كانوا يحاولون أن يختبرون وعيه بمن حوله فيسألونه
بدأً بأخي الأكبر الكل يقول هل تعرفني يا أبي
فيردد أسمي
فأقسمت أن لا أخذله لو كان في الأمر حياتي
قررت الهرب بأبي من هذا المشفى الهزيل
فخرجت مع أخي الأصغر كل من نطرق بابه يغلقه في وجيهنا
حتى سئمت كل ماله علاقة بالحكومة رغم خدمة أبي وجدي لهم
فعزمت على المشافي التجارية
هناك حجزت له قسم خاص وطلبت الطبيب الفرنسي
فأطباء العرب لا أمانة عندهم يقومون بالواسطة ويقعدون بلاها
واجهتني مشكلة سيارة النقل
كل المستشفيات رفضت نقله بحجة النظام يمنع مالم يحضره إسعاف المشفى ذاته
=[/align][/mark]
والله أبكيتني يا أم عمارة وحق من أمرنا برفع الآذان خمس مرات في اليوم
وفي هذه اللحظات الذي يرفع خلالها آذان المغرب في مكة المكرمه
رحم الله شيخنا الجليل الذي تبينت ملامحه بعد إشارتك أنه سافر للعراق وبلاد
الشام ومصر من أجل هدف واحد يخدم أبحاثه في الأنساب وبعض أو جه التاريخ
[mark=#66ffff][align=center]
عدت إلى المشفى الذي يرقد به والدي
فوجدتهم قد أجروا له الجراحة بلا تخدير
شهدت والدي الحبيب الذي أفادي لحظة ألم تحل به الكون بمن فيه
يتلوى على سريره من شدة الآلم
صرخت فيهم ناولوه مسكن قبلت أياديهم لكنهم يرفضون خوفاً من دخوله في مرحلة الغيبوبة
حقدت على أخي فقد كان شارون أحب إلي منه تلك الساعة
فكنت أتلقى في تلك الفترة من اللطمات مالم أتلقاه طوال عمري
حد أن ألمني وجهي فأتصلت بزوجي وأفسمت أن لو ضربت ثانية وأنا على عصمته لن أبقى ما حييت
جاء زوجي وبدأ يوفر لي الحماية ممن حولي فشعرت بشيء من الحرية
ودخلت على مدير المشفى وأطلعته على ما قمت به وتوسلت إليه أن يخرج أبي معي لذلك المشفى
وافق أخيراً على أن أوقع على تحمل المسؤولية كاملة وأوفر وسيلة النقل
هاتفت قريبتي وطلبت سيارتها الجمس
وفرغناها وفرشناها وأستأجرت طاقم طبي بأجهزته ونقلت أبي
فأدخلناه المشفى الراقي وكانت العناية تبعث في النفس شيء من الطمأنينه
حتى هذه الساعة لا أعلم ما الذي حل بولدي فلم أكن أعلم أين هو في ذلك الوقت
فالخطب عظيم
أحضر زوجي المقرئين لأبي وتناوبوه مع الأطباء لكنه أمر الله لا راد له
استدعى والدي زوجي وأخوتي في أخر ليلة له في الوعي وأوصاهم
15 عشر ولد وبنت وزوجتين وأملاك ورب الكعبة ما أوصاهم إلا بإكرامي
والتوصي بي خيراً
دخل الحبيب في غيبوبة كاملة وكنت وأخي نتعاقب مرافقته
تورمت قدميه وهو على سريره ونحن نقلبه ونتلوا عليه القرآن
أخطأ أخي ذات مرة في آية يتلوها فردها عليه يصحح له
فذهل أخي وفرح فعاد ليتأكد فأعاد الآية مخطئاً وكررها وهو يصوبه
وحين دخلنا عليه وزوجي أخبرنا فبكى زوجي وأنا على العكس فرحت
فأخذت أحدثه وما كان يستجيب لنا
ظل والدي على سريرة فترة ليست بالقصيرة
وكل من دخل عليه يسمعه يتلو آية أولي العزم
(( أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ))
أحضر زوجي أساتذة الجامعة ليسمعوا تلاوته وهو في الغيبوبة
وكان الجميع في حالة ذهول
وصل خبر مرضه الأمير سلمان بن عبد العزيز
فأصدره أوامره لخمس مشافي من كبريات المستشفيات ليتم نقله إليها
فأدخل المستشفى العسكري رغم أنف مديره الذي كان يقول لي كهل وفي أيامه الأخيرة
ونحن بحاجة للسرير
في أحدى الليالي حضر إلي زوجي من بيته الثاني وقال تعالي لنزور والدك
ساورني القلق ونشدته وقال مجرد زيارة
دخلنا عليه وكان ملفوف بقصديرة لا أعلم لما حتى الساعة
فأنطقه زوجي الشهادة
وغادرناه إلى المنزل وبعدها بليلة واحدة فارقت روحة جسدة ليودع لمثواه الأخير
لأبقى محملة بكل هذا ولا أزال حتى الساعة أكتب الرسائل له رغم علمي أنه لا يطلع عليها
رحم الله أبي وجميع موتى المسلمين
رغم أن هناك من طالبني بالتوقف عن الكتابة ورغم كل الرجاءات لحجب الموضوع
إلا أنني أبيت كما بدأته لكم إلا أن أتمه
فوالله أني أعلم أنه مثالاً وإنموذجاً لن يتكرر
مما تذكرته عنه أو ذكرت به
أنه حين وفد الحجاز عمل أجير عند عالم من علمائها يدعى ( كتبي )
وكان أجره أن يسمح له بالقراءة في كتبه ويتعلم منه
توفي والده وهو أحد الأربعين رجل الذين حرروا الرياض ووطدوا فيها الحكم لآل سعود
شد بنا الرحال لجبل التوباد ليحكي لنا قصة العاشقين المشهورين بالرؤية والسماع
تجول بنا في وادي بو ليروي لنا شعر شعراءها في تلك الحقب
كان يؤلف موسوعة للنباتات البرية في الجزيرة العربية
وغيرها من الكتب النافعة لكنه توفي رحمه الله قبل الإنتهاء منها
أغدق علي بالهدايا القيمة من مكتبته وهو من شجعني للعلم
قليل كلامه كل وقته يمضيه في القراءة
كانت مكتبته مفتوحة لطلبة العلم ورواده[/align][/mark]
معكِ كل الحق في نحيبكِ هكذا على الوالد العالم رحمه اللهاستدعى والدي زوجي وأخوتي في أخر ليلة له في الوعي وأوصاهم
15 عشر ولد وبنت وزوجتين وأملاك ورب الكعبة ما أوصاهم إلا بإكرامي
والتوصي بي خيراً
وبعد قراءتي لما اقتبسته أعلاه شعرت بمقدار مكانتكِ عنده ولو لم يطرق أسماعكِ منه سوى هذه الكلمات لحُق لكِ هجر الإبتسام بعده فكيف ولكِ معه حياة غير الحياة !
أجزم أنكِ تمنيتي اللحاق بروحكِ التي ذهبت ولكن مامن سبيل وكلنا لها اخيتي .
اللهم إغفر له مغفرة واسعة
اللهم إغفر له مغفرة واسعة
اللهم إغفر له مغفرة واسعة
اللهم آميناللهم إغفر له مغفرة واسعة
اللهم إغفر له مغفرة واسعة
اللهم إغفر له مغفرة واسعة
السلام عليكم
قرأت هذه الكلمات وحق لمن يقرأها أن يدعو لهذا الوالد بالرحمة والمغفرة..
وأيم الله وأنا أقرأها أتذكر جدتي رحمها الله تعالى رحمة واسعة..
فقد بلغ بها المرض مبلغا شديدا, أصيب أواخر أيامها بجروح في جسدها وخصوصا أسفل الظهر, بعد أن أفقدتها الجلطة القدرة على الكلام خمس سنوات, تخاطبنا خلالها بنظرات العيون والإبتسام فحسب.
أحمد الله وأثني عليه الخير كله مع شدة ألمها ماكانت ترفع رأسها من على الفراش إلا حينما تراني مقبلا عليها, فتبتسم لي ابتسامة تجبر كل من في البيت أن يلتفوا حولها حينها.
وبعد شدة الجروح أجريت لها عملية لتنظيف الجروح في جسدها, وقد شهدت بأم عيني العظم بدا بارزا من شدة ما أزيل من اللحم الميت, وقد كان الأطباء يتساءلون كيف تصبر؟؟
واجيب نفسي بنفسي قائلا:
لله درها قبل أن يحين موعد الصلاة وإذا سجادتها مفروشة على الأرض.
ويشتد عليها المرض, ونجري لها فحصا للدم ذات يوم - وقد وفرنا لها ممرضة خاصة بالبيت- فلم تخرج من العروق قطرة دم واحدة, بل كان يخرج الماء فحسب, نقلناها للمستشفى وأقر الطبيب حاجتها للدم. فاشترينا لها من أكياس المستشفى وبعض المتبرعين جزاهم الله خيرا.
ولازالت تصارع المرض, ويزداد ألم الجراح, وصارت تعيش حالة غيبوبة, تأكل بواسطة الإبر إذ نجعل طعامها في إبرة فنطعمها إياه حقنا في فمها.
وفي يوم 21/6/1427هـ اشتد بها المرض فرأيت حالتها الصحية صعبة جدا فأردت أن لاأشعر احدا من أهل البيت بشدة الوضع فخرجت إلى مكة وعندما وصلت لم تطاوعني نفسي البقاء فرجعت من فوري ولما وصلت البيت على صلاة المغرب احتاج الأمر نقلها للمستشفى, وكانت أمي تمسك بها في السيارة..
تقول أمي وفي لحظة شعرت بها نظرت لأعلى واستقر رأسها مرة أخرى... وذلك في ثوان معدودة..
وعند الكشف تبين أنها توفيت أثناء الطريق وفي نفس تلك اللحظة التي وصفتها أمي.
شهد الله ما أن أذكرها حتى تغلبني عيناي بالدموع. فقد كانت كل شيء في حياتي, وفقدها كان بالنسبة لي مصابا...
الحمد لله على كل حال
اللهم اغفر لجميع موتى المسملين
اللهم اغفر لجميع موتى المسملين
اللهم اغفر لجميع موتى المسملين
ربما خشي إخوتك نشر خصوصيات أسرية للعموم رلربما استدل البعض
من خلال التلميحات على شخصية والدك كشخصية عامة معروفه رحم الله
والدك ولكن لابأس أن تكتبي عنه كتابات وثائقية خاصة بالأسرة من أبنائكم
وأحفادكم على أن تكون محايدة وموضوعية مع ضرورة تجنب الشخصنة
وفي هذه النقطة فسعيك مشكور ومخلوف بإذن الله تعالى
وإن كنا من ناحية أخرى نتمنى أن تصوغي ذلك يأسلوب روائي أو بطريقة
المذكرات الأدبية كخط آخر مواز للخصوصية ولكنه موجه للعامة بلغة العموم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر