السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا يالهلا لي الأول على موضوعك الممتاز
وبما أن المداخلات تأخذ الطابع والتجربة الشخصية كضرورة للمشاركة
المستقاة من واقع التجارب والمشاهدات

فمحدثكم أحد ضحايا العاملات الهاربات فالعاملة المنز لية قبل أن تاتي
إلى هنا تحمل معها أرشيفا من العناوين وأرقام الهواتف الخاصة برجال
العصابات من بني جلدتها وخاصة من الجنسية الأندوسية الشهيرةجدا
فتصل تلك العاملة إلى العمل في منزل مكفولها براتب يتراوح بين بين
ستمائة إلى ثمانمائة ريال ويكون العرض جاهزا من العصابة لهروبها
ومن ثم تشغيلها في الخدمة المنزلية بمبلغ ألف ريال وغالبا في مجال
المقاولات الخاصة والغير مقيدة بالراتب الشهري

ومن واقع تجاربي في
اضطراريا وفي ظل الفوضى العارمة جدا في سوق العاملات المنزليات
اضطريت للجري في مضمار مع الخيل

فجربت تشغيلهن في منزلي من السوق السوداء كغيري وقد لاحظت
أن بعضهن لاتلبث إلا أقل من شهر أو نحوه فتطلب راتبها وتطلق ساقيها
للريح ذلك أنها لم تجد ما جائت من أجله

فعانيت الأمرين من مكرهن وسرقاتهن
وأخيرا اتجهت إلى السوق الفلبيني الأعلى أجرا فعثرت على اثنتين
مسلمتين مكثتا عندي عدة سنوات وتمتازالعاملة الغلبينية المستقيمة
بالنظافة الشديدة في مظهرها وعملها وأذكر إن إحداهن استأذنت زوجتي
في تناول طعامها كما وكيفا فاستغربنا منها ذلك بعد أن أخبرتنا أنها كانت
تعاني من التمييز بنها وبين مستخدميها

ولكن والله مطبخنا مفتوح وكل أنواع الطعام والفواكه وغيرهامتاحة لجميع
من في المنزل دون أدنى تمييز بل إنهن إذا أخذن إجازة ليوم أو يومين يعدن
بلهفة وشوق فيعانقن زوجتي وابنتاي ويقبلن يدي وقد راعيت الله فيهن في
طعامهن وكسوتهن وخصوصييتهن في مسكنهن المرفه

أردت القول أن مانقدمه نجده وما نزرعه نحصده إن خيرا فخير وإن شحا
فشحا في الرزق

فيجب علينا أن نراعي الجوانب الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع
مستخدميتا ونتذكر أنهم بشر مثلنا ولهم مشاعر وأحاسيس وقيم
ربما أرفع مكانة من بعضنا ولكنها ظروفهم المعيشية أحوجتهم
للخدمة المنزلية كما أن بعضهم كريم إبن كرام وليس كما نعتقد في
عمومهم أنهم لئام وأقل منا شأنا في آدميتهم وأخلاقهم فعلينا أن
نخالق الناس عموم الناس حسب منهج القرآن الكريم والسنن النبوية
المطهره