مكة المكرمة، سرّاج عوف المخزومي (درة) اللغة العربية مثلها كمثل الكائن الحي، تأخذ لتعطي، اخذت اللغة العربية (الدرهم) و(الدينار) من لغويات غيرها، والتي رسّخا القرآن الكريم في محكم آياته، اللغة العربية لغة حيوية حيّة متطورة، بخلاف من مات من اللغات وانقرض كاللغة الإغريقية.



العيب فينا ان نستقي من اواني غيرنا، حروب التتار والمغول شرقاً والفرنجة غرباً، كان من آثارها غزوا مخازن الكتب حرقاً، او ورمي مجلدات كُتُبها في دجلة والفرات والنيل والأندلس، حروب ليست إلا ضد اللغة العربية، ولم يبقى منها إلا المنسوخ والمستنسخ والمُزيف، خصوصاٌ في علماء الفلسفة العرب، التوحيدي والغزالي وابن رشد، احدهم حرق 90 من مؤلفاته خوفاً عليها ان تُزيف، غيرة على لغته العربية.

سبق وان كتبت عن الأدلجة في صحيفة عكاظ قبل نصف قرن، وتطوّرت مقالتي بها مرارا، واليوم لا وجود لِما كًتب في صًحُفِنا ووكالات انبائنا إلا اوراق في اروقة مخازنُنا، ءاصابنا الزهايمر (زُهاي ادبر)!، مقالات وتقارير وصور لم يتم ارشقتها باصلح الطرق التقنية، هذا ما نعول إليه من اجل حماية: ما نُشر، وما يُنشر، وما سينشر، هذا من مسؤليات أمن الإنترنت (عربيا)،،، ولا يجب ان نعتمد على أمنه دولياٌ.



الحرب لم تعد فلسطين (اسرائيل وحماس والقسام)، أو النوبة (سودان وحبشة والقرن الأفريقي)، أو الأحواز (إيران الملالي والحوثي واحراب الشياطين)، أو دهلي (دلهي الهند) العربية، أو الشام (سوريا وسورية والرقة)، ولنستقي من بيانات الشرق الأوسط الجديد تآمرهم، ليس لـ(تقسيم) المكان، بل للنيل من اللغة العربية، وتزييف اصول تاريخ مصطلحاتنا مثل (ابن خلدون)، وتسييس الذهنيات درجة درجة، يُدرجون الـ(ادلجة) تلقين (المؤدلج)، ويُحِيلون (المفهوم) إلى الفرع وليس إلى غصنه، وليس حتى لجذعه أو جذوره، والتي في الغالب عربية اصلاً.


دومة الجنل، شمسي ملكة العرب 700 قبل الميلاد

هذا ومع الأسف،،، إما تُخال مصطلحات إلى الإغريق، كلغة وقد انقرضت، أو يُسندونها إلى تواريخ عقيمة سبقتها حضارات جزير العرب، وقبائل الأسد وحمير وكند وهمدان وحضارات مثل إرم ذات العماد {ٱلَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَٰدِ}، وعاد ومدين، وثمود، والأحقاف، وطسم، وجديس، والأزد، ومملكة سبأ، ومملكة قيدار وعاصمتها دومة الجندل، وملكتها موحدة، بداية من اتحاد قبلي عربي، حدودها بابل وديدان، بداياتها منذ القرن التاسع قبل الميلاد.

نقلا عن ويكيبيديا: مصطلح الاستراتيجية يعد من المصطلحات القديمة المأخوذة من الكلمة الإغريقية Strato وتعني الجيش أو الحشود العسكرية، ومن تلك الكلمة اشتقت اليونانية القديمة مصطلح Strategos وتعني فن إدارة وقيادة الحروب.


الفاو لوحدها حاول الإغريق غزوها مراراٌ

وتقول ويكيبيديا: الإستراتيجية أو علم التخطيط بصفة عامة هي مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية، أو هي فن التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب، وفي نفس الوقت فن إدارة تلك العمليات عقب نشوب الحروب. وتعكس الاستراتيجية الخطط المحددة مُسبقاً لتحقيق هدف معين على المدى البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة أو التي يمكن الحصول عليها. هي خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتماداً على التخطيطات والإجراءات الأمنية في استخدام المصادر المتوفرة في المدى القصير. ومفهوم الاستراتيجية عموما: هي مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في أقل وقت ممكن وبأقل جهد مبذول.


رحلات بعض ابناء اسماعيل -عليه السلام-، قادوا رحلة ذو القرنين

اصل كلمة استراتيجية: د ر ج، درج،، فأدرج ودورج، وصعود السلم درج درجة (عتبة الباب لها آداب)، هذا هو عنوان حديثي اليوم، دعونا نأخذ (الاستراتيجية) ككلمة، مفردة قُصِد بها استفعال خطّة شيء ما -اي شيء-، ونُجرّدُها حسب نسبهم لها اغريقياً (استراتيجي strategic)، والحقيقة ان الإغريق استقوا خلاصاتها ممن كان قبلهم في الديار.

اللغة العربية في عصر انبياء الله إسماعيل واسحاق، ابني إبراهيم نبي الله ورسوله،،، (ابو الأنبياء)، عاصرهم رسول الله شعيب في مدين، وعاصره موسى واخاه هارون عليهم السلام جميعاً، نستقي من قصصهم ان العِبْرِيَّة (עברית عـِڤـْريت) فرع وليست اصل، كانت لغة سامية كنعانية سُجلت فيها التوراة، ولكن تحولت كلغة إلى الآرامية، فأصبحت لغة إسرائيل اليوم، وتغيرت مفردات توراتهم، زُوّرَت لفظاً ومكنوناً، دُرِجت وادرجت نسـ(11)ـخها استدراجاً،



الأوروبيون طردوا يهودهم إلى (مانهاتن) و(هوليود) و(فلسطين) بعد المحرقة، هكذا الأعداء ينِموّن وينوون دمار لغة الـ(ض)ــد، بداية من استغلال ثغرات محارِفُ شبكات الإنترنت: منصات، خوادم، وقواعد بيانات، أهكذا نُسِف ما دونته صُحفنا، فلنحذر ونبني خوادم الأرشفة الـ(سجلات) وتوثيق حواضنها في اكثر من مكان، واغتصاب الأرض سيتبعه اغتصاب الأذهان، وقمع اللسان.



خلاصة القول: اقول درج، فعل في الماضي، يعني تعود واعتاد الفة وتعوّد، ادراج بداية من تلميح، فإيحاء، ثم جهر يُشاع، تُسيُّسَه دواعي سلطة التطبيع، وهنا يُخذ باب الأدلجة أي كُلِف، (فرد) او (افراد) او حتى مجتمعات، وهذه خاتمتي فقط للتبيان.

أخيراً، ولا اختلف مع المشرف العام: محمد بن سعد -أستاذ متقاعد- جامعة الملك سعود في استبدال (الإستراتيجية) إلى (الحيوية) كون الإستراتيجية من مشتقات الأفعال الحيوية، تاركاً العِنان لكم بالإمعان في كل ما شُكِل ودرجت لسقياه الأقلام سطورا من فحـــ(الكلام)ـــوى.